حلم القوة العربية المشتركة..دعت له مصر وأجلته الرياض ويواجه مصيرًا مجهولًا
تقرير - محمود سليم:
قوة عربية مشتركة، وحلم دعت له الجامعة العربية، منذ 70 عامًا، مدة كانت كافية لتغير توازنات القوى الداخلية والخارجية في المنطقة، دفع هذا التغَّير القيادة في القاهرة لتبني هذه الحلم من جديد في ظل التحديات التي تواجه الشرق الأوسط حاليًا.
دعوة القاهرة والرياض للعرب لتشكيل القوة العربية المشتركة، أحيت هذا الحلم الذي أجلته السعودية بطلب تأجيل اجتماع مجلس الدفاع المُشكل من وزراء الدفاع والخارجية العرب إلى موعد يحدد لاحقًا لإقراره تكشفت بنود وتفاصيل بروتوكول القوة العربية المشتركة لبحث آليات تشكيل وعمل هذه القوة.
تأجيل الفكرة جاء بعدما تلقت مصر، بصفتها رئيسة للقمة، مذكرة من الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية يعرب فيها عن رغبة حكومته في تأجيل الاجتماع لموعد يحدد لاحقًا، تلتها مذكرات من البحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والعراق لتأييد هذا الطلب، وهو ما دفع مصر للتأجيل.
السعودية التي دعت مع مصر للفكرة، ثم طلبت تأجيلها، تقود تحالف بمشاركات رمزية من بعض الدول العربية الأخرى للعمل في اليمن، أطلقت اقتراح "القوة العربية المشتركة" التي عقب تعرضها والقاهرة لهجمات إرهابية أعلن "داعش" مسؤوليته عنها، إضافة إلى تعرض الرعايا المصريين في ليبيا للذبح على أيدي عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
يرى الخبراء، في تصريحات تليفونية لمصراوي، صعوبة تأجيل الفكرة لأجل غير مسمى، غير أن أحدهم يستبعد التعاون العسكري العربي، ويعتقد موافقة أن موافقة الدول العربية جاء للحرج من الطلب المصري.
ويعتبر السفير عادل الصفتي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن موافقة الدول العربية على مقترح القاهرة أضطرارًا لتأييد الرئيس السيسي ومجاملات سياسية، "اعتاد العرب أن يوافقوا على الشيء وهم ينوون عدم فعله".
ويشير الصفتي إلى أن المشروع انتهي، "لا سبيل لتعاون عسكري محتمل بين الدول العربية"، موضحًا "لا استبعد وجود تحالفات بين الدول العربية على المستويات الاقتصادية والسياسية".
وأوضح أن تشكيل القوى المشتركة "بعيدة جدًا حاليًا".
بينما يؤكد السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه من الناحية المعنوية والسياسية، لا يمكن أن تتراجع الدول العربية عن المشاركة في القوة العربية المشتركة، لما يشكله من حرج سياسي عليها.
وأشار بدر إلى أنه لابد أن تبرر السعودية سبب التأجيل، وأن يصب هذا التأجيل في المصلحة العربية العليا، معتبرًا أن التأجيل في حد ذاته، هو رسالة غير إيجابية، "ومن المصلحة العربية المشتركة أن يكون أسرع بقدر الإمكان".
وأوضح أن فكرة التراجع غير مطروحة لأنه يقابلها رد فعل من الرأي العام، والذي بدأ يتسأل بالفعل، مشيرًا إلى أن الظروف المحيطة بالمنطقة العربية تبرر عدم إسقاط الفكرة، لأن تشكيلها يحقق تأمينًا لكل دولة.
ومع وجود تحالف ثاني في الشرق الأوسط، بقيادة الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية والأوروبية ويعمل في كل من سوريا والعراق، لا يستبعد أحد الدبلوماسين السابقين، رفض ذكر اسمه، من أن التدخل الأمريكي سبب تأجيل القوى العربية المشتركة.
وأشار في تصريحات لمصراوي، "السلوك الأمريكي في السياسة العربية يؤكد أن هذا محتمل".
فيديو قد يعجبك: