التوقيت الشتوي والصيفي.. أيهما أفضل ؟
كتبت ـ شيماء الليثي :
منذ أكثر من مائتي سنة، فكر بنيامين فرانكلين أمريكي الجنسية في أن يكون هناك إجراء عملي نستطيع أن نكسب به ضوء الشمس لوقت أطول خلال أيام الشتاء الباردة عن طريق تقديم وتأخير شروق الشمس ساعة، إلا أن فكرته لم تحظَ بالتفعيل الحقيقي إلا بقدوم الحرب العالمية الأولى، حين اضطرت أوروبا لتوفير الطاقة لتوليد الكهرباء.
بانتهاء الحرب تخلت معظم الدول عن هذا النظام ، والذي عُرف باسم '' التوقيت الصيفي والتوقيت الشتوي '' ، غير أن ما يقارب من 87 دولة حول العالم حتى الآن لاتزال تتبع هذا النظام .
اختلفت آراء الباحثين في الأمر ، حيث أكد البعض على أهمية أن تتبع الدول النظام الصيفي طوال العام ، وآخرون أكدوا أن التوقيت الشتوي هو الأهم، إلا أن فئةً ظلت تؤكد أن النظام المختلط في التوقيت هو الأمثل لما يحمل من ميزات الشقين، لأسباب متقاربة .
مميزات التوقيت الصيفي
أسند الباحثون آرائهم في أهمية التوقيت الصيفي إلى كونه نظاما حافظا للطاقة ـ بحسب الموقع العربي للطقس ـ حيث أن وجود ضوء الشمس ساعة إضافية يوفر الطاقة المستخدمة بالمنازل والطرقات .
وأضاف الباحثون بالموقع أن مدّ تواجد ضوء الشمس لهذه الساعة يعمل على حفاظ الأرواح بالطرقات ، كما يحد من معدل الجريمة ، لتقليل فترة الليل التي من المعتاد ممارسة الجرائم بها .
مميزات التوقيت الشتوي
لعل الأسباب متقاربة إن لم تكن واحدة في تغير التوقيت من الشتوي للصيفي والعكس ، فقد أكد الباحثون بالموقع العربي للمناخ على ضرورة استخدام التوقيت الشتوي خلال فصل الشتاء لتوفير الطاقة أيضا ، ولكن توفيرها عن طريق تقليص فترة استخدام وسائل التدفئة وتوفير الكهرباء .
وأشاروا إلى أن استخدام التوقيت الشتوي يجنب المواطنين حوادث المرور و يعمل على نشاط المخ أثناء الاستيقاظ ، وينعكس إيجابيا على الطاقة الإنتاجية ، وطاقة الأطفال الاستيعابية خلال وقت الدراسة .
أطباء لهم رأي آخر
الدكتور رضا رمضان ، طبيب مقيم رعاية مركزة، أوضح لمصراوي، إن تغيير التوقيت من وقت لآخر يؤثر دائما بشكل سلبي على الساعة البيولوجية في مخ الإنسان.
وأضاف أن جسم الإنسان يقوم بفرز الهرمونات أثناء فترة النوم بناءا على الساعة البيولوجية التي يكون الإنسان الطبيعي متكيفا عليها بالفعل، مشيرا إلى أن تغييرها يؤدي إلى خلل هرموني بالجسم.
وأوضح الطبيب أن التأثيرات السلبية الناتجة عن تغيير الساعة تجعل الإنسان عُرضة بشكل كبير للتوتر واضرابات الضغط التي تسبب رفع الضغط، فضلا عن تأثيرها بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية وتجعل التعاملات بين البشر حادة .
أما عن الطاقة الإنتاجية للإنسان، أشار رضا إلي أن تغيير الساعة البيولوجية يقلل منها بشكل غير مباشر، وذلك بسبب تأثيرها السلبي على اللياقة البدنية، والقدرة على التركيز، حيث يتأثر العمل الذي يعتمد على المجهود الذهني ، والعمل الذي يعتمد على المجهود البدني أيضا.
وأكد أن المرء يمكنه التكييف على الوضع الجديد بعد تغيير التوقيت في مدة تقارب الاسبوعين أو أكثر، حيث تستمر هذه الفترة لحين تكييف المخ و ضبط الساعة البيولوجية عليه وإفراز الهرمونات بشكل طبيعي مرة اخرى .
على جانب آخر نفى الدكتور ناصر لوزة، الطبيب النفسي وأستاذ أمراض النوم، أن يكون لتغيير التوقيت تأثير على نشاط الانسان، مؤكدا '' العالم كله عايش بيه، وساعة واحدة مابتأثرس''.
وكانت الحكومة، قد أعلنت أنه في الثانية عشر من منتصف ليل الخميس، العمل بالتوقيت الشتوي، حيث يقوم المصريون بتأخير الوقت 60 دقيقة لتصبح الساعة الحادية عشر بدلا من الثانية عشر .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: