إعلان

"ابن خلدون": 76% من الشعب المصري رافضون لأداء وسائل الإعلام

01:35 م الثلاثاء 02 سبتمبر 2014

الدكتور-سعد-الدين-إبراهيم-رئيس-مركز-ابن-خلدون

كتبت ـ هاجر حسني:

أعلن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، اليوم الثلاثاء، نتائج الاستطلاع الذي أجراه مؤخراً حول رأي المواطنين في أداء وسائل الإعلام خلال العام الماضي (من أغسطس 2013 وحتى أغسطس 2014) وتطلعاتهم للدور الذي يجب على الإعلام تبنيه في الفترة القادمة.

وقال المركز في بيانه، إن النتائج انقسمت ما بين غالبية ترى أن أداء الإعلام كان سلبياً، من حيث افتقاره للحيادية والتنوع واعتمد في غالبه على الآراء الشخصية لمقدمي البرامج أنفسهم؛ حيث جاءت نسبة 76% من الشعب المصري رافضا لأداء وسائل الإعلام، مقابل 24% مؤيدة لأدائها وهي أقلية ترى أن الأداء كان إيجابياً من حيث سرعة مواكبة الأحداث وتوثيق الوقائع وتشكيل الرأي العام، بحسب المركز.

ورأت العينة أنه على الإعلام تطوير أدائه الفترة القادمة ليضع في أولوياته مهام محددة تطور من حياة المواطن العادي للأفضل، وترتيبها من الأهم للأقل أهمية من وجهة نظر المواطنين كالتالي: نقل الحقائق وتثقيف الجمهور في كل شئون الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية والدينية والحقوقية والمدنية ولا تقتصر على التثقيف السياسي فقط، ثم نقل أصوات الجماهير للمسؤولين خصوصاً عبر الإعلام الحكومي، ثم الدفاع عن الحقوق والحريات وتهدئة حالة الاحتقان، ثم تحفيز الجماهير على المشاركة في المشروعات القومية، وأخيراً توصيل صوت الداخل المصري إلى العالم.

من جانبها، قالت داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون إن الهدف من هذه الدراسة ليس تقييم أداء الإعلام، ولكن قياس الرأي العام في الأداء الإعلامي بما يخدم أهداف ومصالح المواطن العادي، والدولة، ووسائل الإعلام نفسها، مؤكدة "نرجو أن يكون ما ورد في هذا الاستطلاع من معلومات وتوصيات معيناً للمهتمين بتطوير الأداء الإعلامي في الفترة القادمة".

وأجرى المركز الاستطلاع في الفترة من 11 أغسطس إلى 24 أغسطس ٢٠١٤، حول حول توجهات المواطنين بخصوص المحتوى الإعلامي المقدم من الوسائل المختلفة، وذلك في إطار اهتمام المركز بتطوير الأداء الإعلامي بما يتفق مع تطلعات الشعب المصري في الفترة القادمة، ونظرًا للدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام على تنوعها في تشكيل فكر ومستقبل المصريين.

طبق مركز ابن خلدون الاستطلاع على عينة عشوائية في كافة قطاعات الجمهورية، حيث تم اختيار محافظة أو أكثر في كل قطاع، على أساس التنوع الديمغرافي لكل منها، وتم اختيار عينة المواطنين في كل محافظة بما يعكس تنوع الخلفيات الدينية والسياسية والاجتماعية.

وكانت نسب العينة في كل قطاع كالتالي: قطاع القاهرة الكبرى (محافظة القاهرة، محافظة القليوبية، محافظة الجيزة): بنسبة (63.3%)، وجه بحري (محافظات: الدقهلية، الشرقية، الغربية، الإسكندرية): بنسبة (26.7%)، وجه قبلي (محافظة الفيوم، محافظة سوهاج، محافظة المنيا): بنسبة (10%).

وفيما يتعلق بالنوع فمثل الذكور نسبة (73%) من إجمالي العينة، بينما مثلت الإناث نسبة (27%). وعن محل الإقامة نسبة (80%) من أهل الحضر، ونسبة (20%) من أهل الريف.

وعن عمر المبحوثين فكانت النسبة الأعلى للشباب في هذه العينة، حيث بلغت نسبة من هم في الفئة العمرية بين 30 إلى 44 عام إلى (50%)، تليها الفئة العمرية من 18 إلى 29 عام بنسبة (37%)، ثم فئة ما بين ٤٥ إلى ٦٠ عام بنسبة (10%)، تليها فئة من هم أكثر من ٦٠ عام بنسبة (3%).

وعن المستوى التعليمي فكانت نسبة (53.3%) من ذوي التعليم الجامعي، تليها نسبة (43.3%) من ذوي التعليم فوق الجامعي، تليها نسبة (3.3%) من ذوي التعليم فوق المتوسط.

أولًا- الإعلام وما يمثله للمواطنين:

وأوضح المركز أنه جاء في المقام الأول أن الإعلام "مصدر للأخبار والمعلومات العامة" بنسبة (28%) من إجابات المبحوثين، ويليه أن الإعلام "وسيلة ترفيه أتابع من خلالها الأعمال الفنية والأنشطة الرياضية" بنسبة (25.3%)، ثم الإعلام "وسيلة تساعدني على تشكيل رأيي ومواقفي في القضايا العامة" بنسبة (16%)، ثم الإعلام وسيلة لـ "قضاء وقت الفراغ" بنسبة (13.4%)، ثم الإعلام وسيلة "أعتمد عليها في إنجاز عملي" بنسبة (9.3%)، ثم الإعلام "وسيلة للإعلان والدعاية" بنسبة (8%).

وعن أهم ما يميز الإعلام خلال عام، أظهر الاستطلاع عدم رضاء العينة في معظمهما عن الطريقة التي كان يؤدى بها الإعلام خلال العام الماضي (من أغسطس 2013 وحتى أغسطس 2014)، وأنقسمت بين غالبية ترى أن أداء الإعلام كان سلبياً، وأقلية رأت أن الأداء كان إيجابيا، حيث كانت نسبة الإجابات الرافضة لأداء الإعلام المصري (76%) موزعة بين أربعة (4) أسباب وهم: يسير كله باتجاه واحد وفق أجندة واحدة بنسبة (22.9%)، يعتمد على الآراء الشخصية لمقدمي المواد الإعلامية بنسبة (19.8%)، يعتمد على الإثارة وتأجيج الخلافات بنسبة (17.7%)، كان مملاً ومتشابهًا بنسبة (15.6%).

أما نسبة الإجابات المؤيدة لأداء الإعلام المصري كانت (24%) موزعة بين ستة (6) أسباب وهم، كان مصدرًا مهمًا ومؤثرًا في تشكيل الرأي العام بنسبة (12.5%)،  كان متمكنًا من مواكبة سرعة الأحداث بنسبة (4.2%)، ينقل الحقيقية بشكل محايد بنسبة (2.1%)، متنوع من حيث عرض الآراء بنسبة (2.1%)، كان أمينًا في نقل تفاصيل الأحداث المختلفة بنسبة (2.1%)، كان همزة وصل بيننا وبين العالم العربي والغربي بنسبة (1.0%).

وأشار المركز أنه من حيث الجانب السلبي، رأت أغلب العينة (بنسبة 76%) أن الإعلام في تلك الفترة أفتقر إلى التنوع مما جعله متشابهاً ومملاً لدرجة تكرار نفس الضيوف في أكثر من قناة في نفس اليوم، وأصبحت الآلة الإعلامية في تلك الفترة – حسب رأي العينة – تسير بالكامل في اتجاه واحد وأجندة واحدة، وأنه أعتمد في أغلبه على الآراء الشخصية للإعلاميين الذين كان يتدخل معظمهم بتقديم قصص تاريخية وتحليلات سياسية وآراء اقتصادية وأحياناً فتاوى دينية تتجاوز أدوارهم التقليدية كمقدمين ومحاورين للأشخاص ذوي الخبرة في هذه المجالات.

بالإضافة إلى أن عدد ليس بقليل من الإعلاميين خصوصاً عبر المحطات التليفزيونية الخاصة كانوا يتعمدون استخدام أسلوب الإثارة في برامجهم إما من خلال فتح موضوعات جدلية أو تأجيج نظريات المؤامرة وتوزيع الاتهامات على إطلاقها.

أما من حيث الجانب الإيجابي، رأت العينة بنسبة (24%) أنه بالرغم من سلبيات الأداء فكانت هناك نقاط إيجابية تحسب للإعلام في تلك الفترة الحرجة جداً من تاريخ الوطن، والتي شهدت تطورات قوية على الجانب السياسي تحديداً، حيث كانت مصر تمر في هذا العام بمحاولة لإثبات الذات أمام كل المحاولات الفاشلة التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين لتخريب البلاد ووضع مصر في موقف محرج دولياً، باستخدام بعض مراكز الأبحاث وبعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة الأنجليزية والعربية. وقد نجح الإعلام المصري في تلك الفترة من حيث سرعة متابعة الأحداث المتسارعة بأصلها، وأيضاً توثيق ونقل حقائق تنفي ما يروج عن مصر من إشاعات.

ولفت المركز إلى أنه كان من المنطقي سؤال العينة عن ما يتطلعون إليه من تطوير في الأداء الإعلامي في الفترة القادمة بما يخدم مصالحهم ويساعدهم على مواكبة ما يحدث من حولهم من أحداث تؤثر على مصالحهم الشخصية وهمومهم اليومية.

وجاء في المقام الأول اهتمام المواطنون بدور الإعلام في "نقل الحقائق وتثقيف الجمهور" بنسبة (16.7%)، والأمر هنا لا يقتصر على التثقيف السياسي فقط ولكن في كل شئون الحياة الإجتماعية والصحية والاقتصادية والدينية والحقوقية والمدنية وغيرها، خصوصاً المتعلقة منها بالحياة اليومية البسيطة للمواطن العادي.

وفي الترتيب الثاني كان دور الإعلام في "نقل أصوات الجماهير للمسؤولين" بنسبة (16%)، وهو الدور الذي دأب الإعلام خصوصاً الحكومي في العمل عليه لسنوات طويلة فيما قبل ثورة يناير 2011، من خلال إتاحة قنوات للمواطنين يمكن من خلالها تقديم شكاواهم أو اقتراحاتهم للمسؤولين بالدولة، وهو أيضاً أحد الأدوار الأصيلة والمهمة للعمل الإعلامي في كل العالم.

ثم يأتي في الترتيب الثالث دور الإعلام في "الدفاع عن حقوق وحريات المواطنين وتسليط الضوء عليها" بنسبة (15.3%)، وهذا يصب أيضاً في نطاق إعطاء المواطن الحق في محاسبة المسؤولين من خلال فضح أي ممارسات فاسدة داخل أي جهاز عبر وسائل الإعلام بما يعزز سرعة التحقيق فيها بالسبل القانونية المعتادة ويجعل من العنصر الفاسد عبرة لغيره. هذا طبعاً مع التحفظ الشديد على دور الإعلامي الذي يطرح القضية بحيث لا يخرج عن دوره التقليدي إلى دور المحقق كما كنا نرى في الفترة الماضية.

أما في الترتيب الرابع، فيرى المواطنون أهمية دور الإعلام في "تهدئة حالة الاحتقان الموجودة في المجتمع" بنسبة (11.1%)، والتي كانت بعض وسائل الإعلام كما أوضحنا في تحليل السؤال السابق هي السبب في خلقها بالأساس.

وفي الترتيب الخامس جاء دور الإعلام في "تحفيز الجماهير للمشاركة في المشروعات القومية" بنسبة (11.1%)، وهو دور أصبح في منتهى الأهمية الآن مع قيام الدولة بتأسيس مشروعات قومية على أكثر من محور، ومنها مشروع حفر شرق قناة السويس.

وفي الترتيب السادس، رأي المواطنون ضرورة اهتمام الإعلام بـ "تشكيل جسر للتواصل بين مصر والعالم" بنسبة (10.4%)، وهنا يجب على الإعلام الحكومي أولاً تطوير ما لديه من محطات أو مواقع أو صحف ناطقة باللغة الإنجليزية، وكذلك على الإعلام الخاص ضرورة الاهتمام بإنشاء محطات أو مواقع ناطقة باللغة الإنجليزية تستطيع توصيل صوت مصر للخارج وتنقل ما في الخارج للداخل المصري.

أما في الترتيب السابع، فجاء دور الإعلام في "اقتراح الحلول للمشكلات السياسية والاجتماعية المختلفة" بنسبة (8.3%)، وهنا دور إيجابي يستطيع من خلاله الإعلام والمواطن العادي المساهمة في مساعدة صناع القرار في الدولة على اتخاذ القرارات السليمة، من خلال اقتراح الحلول للمشكلات التي تواجه المجتمع والمواطن البسيط على كل المستويات، وليس الاكتفاء فقط بنقل الشكاوي. مع ضرورة التنبيه على أن يتم ذلك تحت إشراف متخصصين، وأن يكون هناك تنسيق مع المسؤولين في استحداث آلية لمتابعة ما يتم وضعه من مقترحات وتفنيدها والعمل على الجيد منها.

بعد ذلك يأتي في المرتبة الثامنة، ضرورة اهتمام الإعلام بـ "التنوع في المادة المقدمة" بنسبة (7.6%)، بحيث تتوافق مع ما ورد في تحليل السؤال الأول من هذا الاستطلاع والذي صنف أولويات استخدام المواطنين لوسائل الإعلام.

ويأتي في المرتبة التاسعة والأخيرة، رؤية المواطنين لأهمية دور الإعلام في "تقليل الخطاب السياسي وزيادة الخطاب الترفيهي" بنسبة (3.5%). وربما يتوافق ذلك بشدة مع بداية شعور المواطنين بحالة من الاستقرار بعد الانتخابات الرئاسية وتحسن الوضع الأمني بدرجة كبيرة، مما جعل رغبة الناس في الخروج من دوامة التوتر السياسي التي غرقوا فيها طيلة الثلاث سنوات الماضية، أمر ضروري للحفاظ على توازنهم النفسي.

وأكد مركز ابن خلدون أنه أعد هذه الدراسة ليس بهدف تقييم أداء الإعلام، ولكن بهدف قياس الرأي العام في الأداء الإعلام بما يخدم أهداف ومصالح المواطن العادي، والدولة، ووسائل الإعلام نفسها. ونرجو أن يكون ما ورد في هذا الإستطلاع من معلومات وتوصيات معيناً للمهتمين بتطوير الأداء الإعلامي في الفترة القادمة على تحقيق ذلك.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان