عبدالله الشامي من محسبه: انتصرت بمحاربة الدولة لإضرابي
كتبت ـ شيماء الليثي :
أعلنت أسرة الصحفي المحتجز عبد الله الشامي، أنها استطاعت أن تحصل على رسالة كتبها الشامي من محبسه بسجن العقرب شديد الحراسة، والتي كان قد كتبها قبل أيام قليلة يحكي بها تفاصيل احتجازه واستمرار إضرابه عن الطعام.
وقامت الأسرة بنشر الرسالة على صفحات التواصل الإجتماعي فيسبوك، اليوم الأحد، والتي يقول الشامي في نصها:
''أحتار فيما يمكن أن أكتبه في ذكرى ثلاثمائة يوم على تقييد حريتي، و انتزاعي من أهلي و العالم لأكون رهن جدران أربعة يتعاقب عليها الليل و النهار لا تكاد تميز فيها جيداً إلا نور الصباح أو عتمة الليل أو صوت الطيور والبشر و السيارات المنطلق و صوت الطائرات في السماء .
وحين أكتب هذا الخطاب على غفلة من السجان و لا أدري إن كان سيصل للعالم أم لا و في زنزانة انفرادية قضيت فيها ما مضى من ثلاثة و عشرين يوماً بسجن العقرب، إذ أكتب هذا الكلام تتزاحم على طرف لساني و في عقلي آلاف الخواطر. أيام لا تعلم فيها إن كان أهلك - وقد رأيتهم في تلك الفترة مرة واحدة - بحال جيدة، أو ما إذا كان العالم لا زال كما عهدته و قصصه و أنت قد غدوت بلا مصدر للأخبار .. تماماً. و فوق ذلك تجلس يومك كله وحيداً، لا تختلط بأحد و لا تخرج إلا لدقائق في آخر النهار وحدك، و هذا كله أمر و استمرارك ممتنعاً عن الطعام أمراً آخر، فيكون أصعب و أشد إذ أنت بلا ونيس و لا عمل .
وقد جربت ماهو أشد خلال آخر 8 أيام من مايو بالامتناع عن الماء أيضاً حتى فقدت الوعي لمدة لا أعلمها فأنا لا أستطيع حساب الوقت في هذا المكان. و بعدها عندما لفظ جسدي دماً ''كنزيف'' و سوائل لا أعلم ماهيتها، حينها جائني طبيب قال أن جسدي ينذرني بأن الكلية قد تتوقف، ثم عدت مرة أخرى للماء و بدأت أشرب بعض العصير أحياناً . و في هذه الأيام أيضاً يأتيني من الناس مأمور السجن و مفتش المباحث و غيرهم إما لحديث عن الإضراب أو لتفتيش ما بحثاً عن شيء مجهول ثلاث مرات في الأسبوع .
أنا صحفي، قرأت في سياسات الأنظمة كثيراً، أدرك أن السلطة التي تحتجزني الآن و تعزلني عن العالم كله قد تكون تفعل ذلك لتضغط على أهلي بإشاعات عن كسري للإضراب الذي أخوضه كمعركة حياتي، أو ليجعلوا الناس يصدقوا تلك الشائعات و يكسروني بخسارتي دعم الناس ، لكنهم لا يدركون أنني قد اجتزت تلك المرحلة تماماً .
فأما عن المعركة فأنا قد انتصرت فيها منذ أن بدأت أجهزة تلك الدولة كلها تحارب إضرابي و أنا فرد واحد أعزل، و أما عن كسري فلم يكن لمن امتلك إراة كإرادتي أن ينكسر أبداً، و أما عن الضغط على زوجتي و عائلتي فهم لا يعرفونهم كما أعرفهم أنا، و لا يعرفون أن الضغط يزيد أمثالناً إصراراً. و أما عن دعم الناس فمن صدقني و صدق قضيتي من البداية لن يخذلني الآن، و من كذبني و كذب قضيتي أيضاً من البداية لن يصدق و إن رأى أهلي يتسلمون جسدي و قد صعدت منه الروح بعد إضراب استمر شهور .
أنا لا أدري كم بقي لي على قيد الحياة في تلك الدنيا، لكنني و إن مت الآن يكفيني ليريحني أنني مدرك أن المعركة ستستمر و أن الحرية ستنتصر يوماً، و أن هناك الملايين من الصحفيين في العالم سيتذكرون أن هناك شاباً قدم حياته لئلا تقيد حرية أحدهم أبداً. و ليعلم كل صحفي في العالم، أن له الحق الكامل المطلق أن يغطي أي حدث كما يراه أمام عينه بكل شفافية و وضوح و يترك المشاهد أو القارئ وحده يحكم على ما يراه .
و ليعلم كل إنسان أنه لا حق لأحد أن يقيد حريته دون ذنب أو جريمة. أنا قد أديت رسالتي .. و نهاية كلامي و ليس بعد خلاف أنني مستمر في معركتي، فإما أن أنال حريتي كاملة، أو أن أحدهم سيأتي بعد رحيلي عن الدنيا ليكمل ما بدأته أنا .
و مرة أخرى .. الحرية وعد لمن يظل وفياً لها''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: