جدار ''محمد محمود''.. للسلطة ''قيود'' وللرسام ''براح''
كتبت – نسمة فرج:
''الجدران'' كلمة عنت للسلطة الحواجز و السدود التي وقفت بثقلها لتقيد حرارة البركان الذى أطلقه الثوار ليكسر برودة نوفمبر وقتها، بينما رآها شباب بعيون أخرى كمتنفس للقطات و رسائل ظلت حبيسة الصدور و تبقت بعد غبار المعركة مع فوارغ الغاز و الخرطوش، خلود لفكرة و لموقف و بديل عن صيحات حناجر بشعارات تتبدد في الهواء أو منشورات تطويها الأيدي و تدوسها الأقدام.
''لولا هذا الجدار.. ما عرفنا قيمة الضوء الطليق'' فكلمات أمل دنقل لخصت حال شارع محمد محمود الذي تحول إلى متحف مفتوح لتوثيق أحداث محمد محمود، ورغم من إزالة الجرافيتي ظل حافظًا لمكانه به مستمدا قوته وعناده من الأحداث، تلك الجدران التي تشعبت بالغاز المسيل للدموع والقنابل والرصاص الحية أصبحت شاهد وكتب مفتوح وإجابة عن معارك الثوار وقوات الأمن.
يقول علاء عوض، أحد رسام الجرافيتي بشارع محمد محمود، محمد محمود شاهد على بركان الغضب الذي انفجار بسبب الكبت السياسي تعرض له الثوار في هذا الوقت والتجاهل من قبل السلطات السياسية كما شهد على احباط محاولات لتخريب مصر والمؤامرات التي طالتها.
محمد محمود بالنسبة لعلاء هو أحد أعمدة الثورة المصرية، شهد على احداث الثورة وكان مؤثرا أيضا في مسار الثورة، فهذا شارع شهد على العنف بين قوات الأمن والمتظاهرين كما شهد على دماء شهداء ومصابين سالت على ارضه وخلدته جدرانه.
''جدران محمد محمود أضافت للثورة وأضافت لنا مدى الحياة'' قالها علاء معبرا عن سعادته بما قدمه من رسومات في محمد، شارك علاء بأول جرافيتي له بعد أحداث مذبحة بورسعيد، اعتراضا على ما يحدث في هذه الفترة الانتقالية.
وعن مسح الجرافيتي في عهد الرئيس المعزول قال انه رسم جرافيتي حمار اعتراضا عن كل شئ في هذا التوقيت الذوق والسياسية، على الرغم من اخلاء الرئاسة مسئوليتها من الحدث والتفاوض مع المتظاهرين بل ودعمهم ماليا لتعويض رسومتهم رفضوا وأكملوا بمجهودهم الذاتي.
أما ''كيم'' أحد رسامي الجرافيتي اكد أن ذكريات محمد محمود ﻻ حصر لها سواء كانت حلوة أو سيئة مثل الكذب و النفاق و الخدع و التجاهل من المجلس العسكري و مجلس الشعب و جميع التيارات الدينية تجاه الثوار في ذلك الوقت .
فكان من ذكريات محمد محمود هو الطريق الاسعاف البشري للإنقاذ الحالات المصابة وهتاف مساعد سائق عربة الإسعاف مع الثوار واصابته بعد ذلك.
أما عن مسح الجدران في محمد محمود قال ''الجدران لما بتتمسح مش بنزعل بالعكس أحنا بنفرح لانهم بيساعدونا في رسم الحقيقة اللي مش واضحة للناس البسيطة اللي على قد حالها''.
يفضل رسام الجرافيتي كيم عدم النزول في الذكرى الثالثة لمحمد محمود ﻷن مفيش هدف أو قضية و هينتج عن المشاغبة لوقوع ضحايا أكثر بدون ذنب.
قائلا سيبوا الدولة بحكامها و شعبها و احنا اللي هنعرف الأجيال الجاية الحقيقه فين ؟
ومن المعروف ان جرافيتي محمد محمود تعرض للإزالة أكثر من مرة و كل مرة كان الأمر موضع ترحيب من فنانى الثورة الذين وجدوا المتنفس مرة أخري لرسم لقطات أخري عن أحداث أجدد، عن ضحايا أجدد، عن وجوه تساقطت، و ثورة لا زالت حية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: