إعلان

باحث ألماني: مصر منقسمة بشدة بين معسكري الأصولية الدينية والعلمانية المتزمتة

02:11 م الأحد 18 أغسطس 2013

برلين- (د ب أ):

قال البروفيسور فولفجانج ميركل باحث الديمقراطية بمركز العلوم الألماني بمدينة بون إن تصعيد العنف الذي تشهده القاهرة في الأيام الحالية جعل الكثيرين يتشككون في نجاح الثورات في المنطقة.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) استبعد ميركل أن يؤدي التصعيد الحالي إلى حرب أهلية في مصر على المدى البعيد وأضاف أنه لا يعتقد أن مصر ستشهد حربا أهلية على غرار ما يحدث في سورية معللا ذلك بأن الجيش أقوى بصورة واضحة من الإسلاميين كما أنه أي الجيش أظهر هذه القوة بشكل جلي ، واستبعد ميركل أن تقوم القوى الأجنبية بإمداد المعارضة المصرية بالسلاح على غرار ما حدث مع المعارضة السورية.

ورفض البروفيسور الألماني فكرة وقف المساعدات العسكرية للجيش المصري خشية أن يؤدي ذلك إلى عزلة الجيش الأمر الذي سيزيد من حدة الصراع. وحذر ميركل الأمريكيين من أنهم في حال أقدموا على خطوة كهذه فإنهم سيفقدون الكثير من التأثير في المنطقة دفعة واحدة.

ورأى ميركل أن هذا الصراع العنيف الذي وقع بعد مضي عامين على الثورة وتغير نظام الحكم في مصر سببه أن الثورات لا تكون في العادة تغييرا ناعما مضيفا أن الثورات أحداث دامية وتستمر لسنوات بعد تغيير السلطة ويتضح ذلك في الأحداث التي تلت الثورة الفرنسية.

وأعرب البروفيسور الألماني أن كل اللاعبين الآن على الساحة المصرية هم أبعد ما يكون عن الرغبة في الديمقراطية ، ففي جانب يقف الجيش ومعه بقايا نظام مبارك وفي الجانب الآخر يقف الإخوان المسلمون ومعهم السلفيون ، أما القوى الديمقراطية الحقيقية فتفتقر إلى التنظيم حتى اليوم ومن ثم لا تلعب دورا في السياسة المصرية.

وقال ميركل إنه من غير المرجح نجاح الديمقراطية في مصر في ظل انقسام البلاد الشديد بين معسكرين أحدهما للأصولية الدينية والآخر للعلمانية المتزمتة مشيرا إلى أن مصر بحاجة إلى نظام حكومي جديد لأن ديمقراطية الأغلبية لا يمكنها النجاح والحكم في بلد منقسم وأوضح أن نموذج ديمقراطية الأغلبية تحول خلال حكم مرسي إلى ديكتاتورية الأغلبية. ورأى البروفيسور أن مصر بحاجة بدلا من ذلك إلى ما يسميه علماء السياسة ديمقراطية التوافق بمشاركة أغلبيات واسعة وقوى مجتمعية على أن يتم من خلالها حماية حقوق الأقليات.

واستبعد ميركل أن تولد ديمقراطية مزدهرة في مصر في المستقبل القريب متوقعا أن يكون نظام الحكم القادم في مصر "سلطويا ناعما" تحت إشراف عسكري.
وأعرب ميركل عن اعتقاده بأن فرص نجاح الديمقراطية في دول شمال افريقيا باتت ضعيفة لاسيما في ليبيا "حيث لا توجد دولة وبدون دولة لا يمكن أن توجد ديمقراطية" ورأى ميركل أن الكلمة في ليبيا الآن هي لأمراء الحرب.

في المقابل عول ميركل على نجاح التجربة الديمقراطية في تونس لكنه دعا القوى الإسلامية في الحكومة التونسية إلى عدم تقليص حقوق الأقليات وعندها ستنجح التجربة التونسية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان