إعلان

خبراء عسكريون يرسمون سيناريوهات تحرك الجيش في 30 يونيو

02:11 م السبت 29 يونيو 2013

القاهرة - (الأناضول):

مع انتهاء مهلة الأسبوع التي منحها الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة للقوى السياسية، من أجل التوافق الوطني قبل تظاهرات 30 يونيو التي دعت لها القوى المعارضة بمناسبة مرور عام على حكم الرئيس مرسي من أجل سحب الثقة منه، يرى خبراء عسكريون أن دور الجيش خلال هذه التظاهرات سيبدأ بالتأمين، وقد ينتهي إلى ما هو أبعد من ذلك، في حال اتساع دائرة العنف وزيادة أعداد المتظاهرين المعارضين بشكل كبير.

ووجه السيسي في خطابه الذي ألقاه يوم 23 يونيو الجاري أمام حشد من رجال القوات المسلحة دعوة للقوى السياسية من أجل التوافق، وقال''القوات المسلحة تدعو الجميع دون أي مزايدات حفاظاً على الشرعية، لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها ولدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضرة ومستقبله''.

وبينما لم يستجب أي طرف في الحكم أو المعارضة لهذه الدعوة على خلفيات متباينة، أصبحت هناك احتمالات لحدوث ''عنف'' في تظاهرات الأحد، خاصة أن كل فريق ''المؤيدون للرئيس مرسي والمعارضون له'' - حشد أنصاره في الميادين قبل يومين من الأحد المنتظر، إلا أن اللواء السابق سامح سيف اليزل، المحلل العسكري ورئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية،  والمقرب من الدوائر العسكرية الرسمية في مصر يرى إجمالاً أن ''موقف الجيش يميل إلى عدم الدخول مجدداً إلى دائرة العمل السياسي''.

وقال اليزل: ''هذا الموقف لا يعني انحياز الجيش إلى جانب النظام، بل يعني انحيازه للإرادة الشعبية''.

وأوضح رؤيته قائلاً: ''في حال اتساع دائرة العنف، سيتدخل الجيش للتأمين وحماية مؤسسات الدولة وإعادة الانضباط للشارع، وهذا هو دوره الأصيل، لكنه لن يتدخل مجدداً في أمور السياسة''.

وأضاف: ''لكن يبقى الأمر في النهاية مرهوناً بدرجة ضغط الشارع واستمراريته في الضغط على الرئيس، لدرجة يمكن أن تتطور إلى العصيان المدني من أجل تحقيق مطالبه، ففي هذه الحالة، قد يتطور موقف الجيش''.

وبينما يطالب الشارع المعارض للرئيس مرسي بانتخابات رئاسية مبكرة، ويراهن على الجيش من أجل تحقيق هذا المطلب، ذهب اللواء السابق محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991، إلى أبعد من ذلك.

وقال '' السيسي وضع الكره في ملعب الرئيس بدعوته القوى السياسية للتوافق الأحد الماضي، لأن هذه مهمة ينبغي أن يقوم بها الرئيس أولاً، وحيث أنه لم يقم بذلك، فإن دور الجيش في حال اتساع دائرة العنف غداً قد يصل إلى مدى بعيد''.

وتوقع بلال في حال تدهور الأوضاع الأمنية أن يمسك الجيش بزمام الأمور، فيما يعني حدوث '' انقلاب عسكري ''، وسيترتب على ذلك أن ''تبدأ مصر من نقطة الصفر مره أخرى، بالاستفتاء على دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية''.

وقال: ''إذا اتسعت دائرة العنف وسقط مئات القتلي والضحايا، ستتطور حينها مطالب الشارع، ولن يكون مجدياً الانتخابات الرئاسية المبكرة''.

ويرى معارضون للرئيس أن خطابه مساء الأربعاء الماضي الذي وجهه للشعب المصري، عكس تخوفاً من هذا السيناريو بتأكيده على أنه ''القائد الأعلى للقوات المسلحة''، في حضور الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، بما يعني أن أي تحركات الجيش ستكون بقرار منه.

كما أشاروا إلى أن عدم مصافحة السيسي أحد عند دخول القاعة أو خروجه منها خلال خطاب الرئيس، يكشف عن عدم رضاه على أداء مؤسسة الرئاسة، في المقابل أعتبر مؤيدوه حضور السيسي للخطاب دليلاً على وقوفه إلى جانبه وانحيازه للشرعية .

من جانبه، رأى اللواء السابق بالجيش والخبير الاستراتيجي، طلعت مسلم، أن موقف الجيش تحدده درجة العنف وأداء الرئيس تجاه هذا العنف.

وقال مسلم: ''الجيش في حال حدث عنف سينزل الجيش إلى الشارع للسيطرة على الموقف، أما إذا اتسع العنف وأصبح خارج السيطرة سيضغط على الرئيس من أجل الاستجابة لمطالب الشارع وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وإذا لم يستجب الرئيس، فقد تكون هناك الخطوة الأبعد من ذلك وهي الإمساك بزمام السلطة من جانب الجيش ''.

وشدد مسلم على أن ''الجيش غير طامع في السلطة ولا يريد أن يعيد التجربة الماضية عندما تولى إدارة المرحلة الانتقالية في مصر بعد ثورة 2011، ولكن إذا كانت هناك مخاطر تنبئ بسقوط الدولة، فوقتها سيكون التدخل حتميا''.

وتبقى هذه السيناريوهات لدور الجيش وفق الخبراء، مرتبطة بحدوث عنف من عدمه في 30 يونيو، ودرجة هذا العنف وأداء الرئيس تجاه ذلك، ولكن في هذه اللحظة الكل يفسر موقف الجيش وتصريحاته وفقاً لمصلحته.

فالمؤيدون للرئيس مرسي وجهوا بالأمس من ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة ''ميدان مؤيدي الرئيس مرسي'' رسالة شكر للفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة لتصريحاته التي قال فيها أنه سيقف إلى جانب ''الشرعية، فيما وجه المعارضون – أيضا – رسالة تأييد للسيسي من ميدان التحرير '' ميدان معارضي الرئيس مرسي ''  لتصريحاته التي أكد فيها وقوف الجيش إلى جانب الإرادة الشعبية.

فيديو قد يعجبك: