بالصور.. ''مبارك'' يعود لميدان التحرير لأول مره منذ 25 يناير 2011
القاهرة- الأناضول:
لم يكن غريبا قبل 25 يناير 2011 أن تشاهد باعة جائلون يعرضون صورا للرئيس السابق حسني مبارك أو ميداليات تحمل صورته، لكونه وقتها كان رئيسا لمصر، ولكن الغريب أن تجد صوره الآن مع الباعة بعد الثورة التي قامت عليه، في ميدان التحرير بالقاهرة، معقل الثورة المصرية.
سيد زيدان، وهو أحد الباعة الذين تخصصوا في بيع صور الزعماء والرؤساء بالميدان، لا يجد حرجا في ذلك، وقال لمراسل الأناضول وهو يبتسم ساخرا: '' انا حزبي الجنيه (العملة المصرية)، يعني السلعة التي تجلب لي الجنيه أبيعها، بصرف النظر عن موقفي منها''.
ولم يمهلني زيدان لسؤاله عن موقفه من الرئيس السابق، وتابع: ''يعني مثلا أنا موقفي من مبارك سلبي جدا، لكن أبيع صورته لأن لها زبون''.
الزبون الذي يشتري صور مبارك ليس فئة جديدة بالشارع المصري، فهناك رغم الثورة مؤيدين له، سموا أنفسهم باسم '' أبناء مبارك ''، ولكن الجديد أن تجد هذه الفئة سلعتها بميدان التحرير، الذي كان حكرا على شباب الثورة ، ممنوعا على أبناء مبارك، الذين أطلقت عليهم الثورة اسم '' الفلول''.
وفي تفسيرهم لهذا المشهد الغريب، يرفض المعتصمون الذين بدأوا في التوافد على الميدان قبل تظاهرات 30 يونيو المتوقعة، وصفها بأي أبعاد سياسية.
وقال محمد هاني الذي كان يجلس بجوار إحدى الخيام في قلب الميدان ملتحفا بعلم مصر: '' يمكن بضاعة قديمة لديهم يريدون تصريفها '' .
واستبعد هاني الدلائل التي قد تحملها اللقطة من أن أنصار مبارك عنصرا أصيلا من عناصر مشهد '' التمرد '' على الرئيس مرسي، وأضاف بلهجة حادة: '' لا مكان للفلول (بقايا النظام السابق) في ميدان التحرير''.
ما قاله هاني يصطدم مع واقع أصبح واضحا بالشارع المصري، وهو مقارنات أصبحت تجرى بين الرئيس السابق مبارك والرئيس الحالي، وهي غالبا لا تأتي في صالح الرئيس الحالي بسبب القصور الأمني وأزمة البنزين وبعض الأخطاء السياسية، غير أن الرئيس الحالي وأنصاره يردون على ذلك بقولهم أن هذه الأزمات صنيعة أنصار النظام السابق الذي يحاولون إعادته مره أخرى رغم ما ارتكبه من وقائع فساد ضخمة.
ووجه الرئيس مرسي رسالة حادة في هذا الصدد خلال حضوره الاحتفال باليوبيل الفضي لاتحاد المهندسين العرب قبل يومين، وقال: ''إعادة انتاج النظام السابق وهم كبير''.
وحملت أيضا تصريحات القوى الاسلامية خلال الفترة الماضية اتهاما لأنصار النظام السابق، أنهم يقفون خلف مشهد '' التمرد '' على الرئيس مرسي في 30 يونيو.
وفي مقال له بجريدة الشروق يوم 11 من الشهر الجاري، أشار الكاتب وائل قنديل لنفس الأمر، وقال في مقال له بعنوان ''يد تتمرد ويد ترفع صور المخلوع '' إلى أن هناك تعاون حدث بين الميدان والفلول لإزاحة نظام الرئيس مرسي .
وقدم قنديل تفسيرا لهذا التعاون، مضيفا: '' إن استدعاء الميدان للفلول على طريقة (عدو عدوى صديقى ولو كان عدوى) لا يصح أن يكون أمرا حتميا لمواجهة الإخوان، لأن ذلك ينقل الميدان من كونه المدينة الفاضلة للثورة، إلى مجرد ملعب انتخابي أو ساحة سياسية تعتمد قوانين السوق ومهارات البيع والشراء والصفقات''.
ويخشى المصريون أن تتحول مظاهرات يوم 30 يونيو إلى أحداث عنف دموية بسبب حالة الاستقطاب الحادة التي تسود الساحة السياسية حاليا، لاسيما مع إعلان قوى إسلامية أنها تدعم شرعية مرسي، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد إثر ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، الذي ظل بالحكم قرابة 30 عاما.
فيديو قد يعجبك: