''النائب العام'' حائر بين ''طلعت'' و''عبد المجيد''.. سيناريو من 10 مشاهد

تقرير - محمد شعبان:

''حكمت محكمة إستئناف القاهرة بدائرة رجال القضاء بإلغاء قرار الرئيس محمد مرسي، بإقالة النائب العام عبد المجيد محمود''.. كلمات كان لها وقع الصدمة على جميع الأطراف، انطلقت بعدها صيحات الفرح من جانب رجال القضاء وأعضاء بجبهة الإنقاذ، وفي الجهة المقابلة، كان الصمت الرهيب هو الصفة الغالبة على مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين.
 
ارتبط اسم المستشار عبد المجيد محمود، بالغموض والألغاز، فمنذ  توليه منصب الناب العام بعد أن عيّنه الرئيس السابق محمد حسني مبارك، خلفًا لماهر عبد الواحد في يوليو ٢٠٠٦ إلى نوفمبر ٢٠١٢، ظل مسار جدل، فشهدت فترة توليه المنصب أحداث عدة كانت موضع نقاش للجميع، بدءًا من محاكمات رموز النظام السابق مرورًا بالحكم في موقعة الجمل حتى إصدار رئيس الجمهورية المنتخب، محمد مرسي، قرارًا بتعيينه سفيرًا لمصر في الفاتيكان، ما يعني إقالته ضمنيًا، لكن جاء اليوم 27 مارس 2013 لتعلن دقات الطبول بدء الحرب بين مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين من جهة، والقضاة من جهة أخرى.
 
المشهد الأول.. داخلي صباح 10/11/ 2012
 
توجه المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام السابق، لمكتبه بدار القضاء العالي، للقيام بمهام عمله، كما يفعل كل يوم.
 
المشهد الثاني..داخلي مساء 11/10/2012
 
أصدر الرئيس محمد مرسي قرارًا بتعيين المستشار عبد المجيد محمود، سفيرًا لمصر في دولة الفاتيكان، وكلف أحد مساعديه بالقيام بعمله لحين تعيين نائبًا عامًا جديد.
 
وقال الدكتور أحمد عبد العاطي، مدير مكتب رئيس الجمهورية، في مؤتمر صحفي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، إن الرئيس سيصدر قريبا قرارًا بتعيين نائب عام جديد.
 
المشهد الثالث.. خارجي

اجتمع أعضاء الجمعيات العمومية للقضاة الغاضبين؛ لاتخاذ قرارات بوقف العمل في المحاكم، واعتبر المجلس الأعلى للقضاء الإعلان الدستوري بمثابة ''اعتداء'' على استقلال هذه الهيئة، وتباينت استجابة القضاة الاحد لدعوة نادي القضاة لوقف العمل، فبينما علقت محاكم الاسكندرية ودمنهور عملها تنفيذا لقرارات النادي، وواصلت محاكم أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد العمل بصورة طبيعية.
 
المشهد الرابع..داخلي صباح 13/ 10/ 2012
 
أنهى الرئيس المصري محمد مرسي الأزمة التي تسبب فيها قراره بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بعد أن تراجع عن هذا القرار ودعا النائب العام للاستمرار في منصبه.
 
وحسب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فإن محمد مرسي ''استجاب لالتماس للمجلس الاعلى للقضاء ببقاء النائب العام بموقعة بكافة صلاحياته''، ووفقًا لقانون السلطة القضائية والإعلان الدستوري المؤقت فإن النائب العام يتمتع بحصانة قضائية ولا يجوز عزله أو إقالته من منصبه حرصا على استقلاليته وعدم التأثير عليه حال التلويح بالإقالة , حيث لا يبعده عن منصبه أي شيء سوى الوفاة أو بلوغ سن التقاعد، 70 عامًا، أو تقديم استقالته بمبادرة منه شخصياً.
 
المشهد الخامس.. خارجي مساء 23‏/11‏/2012
 
 نادى المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، لاجتماع طارئ بمقر النادي الساعة العاشرة من مساء الجمعة،  للرد على قرارات الرئيس محمد مرسي التي أعلنها حول إقالة المستشار عبد المجيد محمود من منصبه، وتعيينه سفيرًا لمصر لدى دولة الفاتيكان.
 
المشهد السادس.. خارجي مساء 24/ 11/ 2012
 
قررت الجمعية العمومية الطارئة التى عقدها نادى القضاة، مساء السبت، بحضور أكثر من 8 آلاف قاضٍ تعليق العمل في كافة المحاكم والنيابات؛ اعتراضًا على الإعلان الدستوري الذى أصدره الرئيس محمد مرسى، والاعتصام المفتوح حتى يتم إلغاء هذا الإعلان الدستورى، وما يترتب عليه من آثار.
 
المشهد السابع.. خارجي 27 / 11/ 2012
 
أكد المستشار عبد الله فتحي، وكيل نادى القضاة، أن جميع المحاكم الابتدائية فى مصر وعددها 26 محكمة، قامت بتعليق العمل بالمحاكم باستثناء محكمتين فقط، وهما: محكمة المنيا الابتدائية، ومحكمة كفر الشيخ، ليصل بذلك إجمالى المحاكم الابتدائية التي علقت العمل بها إلى 24 محكمة من أصل 26 محكمة
 
المشهد الثامن.. داخلي - قاعة محكمة - 26/ 3/ 2013
 
أصدرت محكمة القضاء الإداري، أول أمس الثلاثاء، حكمًا بعدم اختصاصها بنظر الدعاوى التى طالبت بإلغاء وبطلان قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، بإقالة النائب العام السابق المستشار عبد المجيد وأحالتها المحكمة إلى المحاكم المدنية للاختصاص.
 
المشهد التاسع.. داخلي 27 / 3 / 2013
 
قضت الدائرة 120 رجال القضاء، قبول الدعوى المقامة من النائب العام المقال المستشار عبدالمجيد محمود، والتي طالب فيها ببطلان قرار إقالته من منصبه، عقب الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي، نوفمبر الماضي.
 
لم تنته حلقات مسلسل ''النائب العام والرئيس'' بعد، لتدق دقات الطبول معلنة بداية الحرب بين مؤسسة الرئاسة والقضاء، لننتظر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، فهل سنرى المشهد الختامي ''العاشر''، أم ستطول الأزمة لتضيف مشاهد أخرى..