إعلان

حامد عبد الصمد المثير للجدل من ألمانيا: لن نستقبلك بالورود يا ''مرسي''

10:45 م الأحد 03 فبراير 2013

كتب - محمد الصفتي:

أثارت روايته '' وداعاً أيتها السماء'' ثمّ كتابه ''سقوط العالم الإسلامي'' الكثير من اللغط والاتهامات بالعداء للإسلام والتجرّؤ على القرآن والمقدّسات في صفوف الإسلاميين، إنه الأكاديمي والكاتب الألماني المصري ''حامد عبد الصمد'' المقيم في ألمانيا والذي احتفت مجلة دير شبيجل برسالته المفتوحة للرئيس ''مرسي'' أثناء زيارته الأخيرة لألمانيا والتي حفلت بالاتهامات والانتقادات اللاذعة للرئيس وللإسلاميين في مصر حيث نشر موقع شبيجل أون لاين الرسالة كاملة تحت عنوان: عزيزي السيد مرسي: لن نستقبلك بالورود. وصدّرت دير شبيجل الرسالة بوصف ''حامد عبد الصمد'' بواحد من ملايين المصريين الذين شعروا بعد تولي ''مرسي'' للسلطة بأنهم قد خُدعوا.

ويقول ''عبد الصمد'': '' عزيزي السيد ''مرسي'' .. كنت أتمنى كمصري يعيش في ألمانيا منذ 17 عاماً أن أستقبل أول رئيس منتخب ديمقراطياً لبلدي الذي ولدت فيه بباقة من الورود مع زيارته لبرلين، إلّا أنّني بدلاً من ذلك أرى أنّه من واجبي أن أواجهك بباقة من الأسئلة ويصف ''عبد الصمد'' تلك الأسئلة بأنّها أسئلة ملايين الشباب الذين يشعرون بالإحباط من الرئيس والذين يشعرون بأنّ ثورتهم سرقت ويقول أيضاً أنّ السيدة ''ميركل'' يجب أن تطرح تلك الأسئلة على الرئيس ''مرسي'' قبل أن تصفه بالشريك الموثوق فيه لألمانيا والضامن للسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ويوجّه ''عبد الصمد'' حديثه لمرسي قائلاً أنّه رغم انتخابك ديمقراطياً وحصولك على السلطة بشكل قانوني إلّا أنّك لم تحصل بعد على الشرعيّة لأن من انتخبك 52% من الشعب فعل ذلك لأنك كنت قد وعدت بأن تكون رئيساً لكل المصريين وبأنك ستعمل على تمرير دستور يحصل فيه كل المصريين على تمثيل لهم وأنك ستتبنى مطالب الثورة إلّا أنّه بعد انتخابك بفترة قصيرة تبييّن للكثيرين أنّك تنتحل شخصية ''مبارك''، واستطرد ''عبد الصمد'' متّهماً االإخوان بخطف الدستور الذي يهمّش الليبراليين والمرأة والأقباط والرئيس بتعجّل عملية الاستفتاء.

ويقول ''عبد الصمد'' في رسالته أنّ الذي وضع خطط الإسلاميين موضع التساؤل كان بالنسبة لهم خائن كافر. ويتهم الرئيس بتجاهل الاحتجاجات لهذا السبب بالذات وأنّه سمح لأنصاره بحصار المحكمة الدستورية ليمنعوها من إصدار حكم ضد الدستور الجديد وبأنّه وقف يشاهد ميليشيات الإسلاميين المسلّحة تهاجم المتظاهرين السلميين أمام قصره. ويتهم ''عبد الصمد'' الرئيس بأنّه قسم البلد إلى مسلمين يناصرونه وكفار خونة يعترضون عليه في الوقت الذي كان يجب أن يكون موحّداً للجميع. كما يتهم ''عبد الصمد'' الرئيس بنتهاج نهج ''مبارك'' في كل شيء من تعيين أهل الثقة وليس الكفاءة واعتبار خصومه خونة وحتى خطاباته المليئة بالألفاظ الفارغة كالأمن القومي والتنمية والمؤامرات الخارجية التي تهدف لتقويش استقرار مصر.

ويوجّه ''عبد الصمد'' سؤاله لمرسي: لماذا أنت حسّاس إلى هذه الدرجة ولا تتحمّل أيّ نقد؟

يتهم ''عبد الصمد'' الرئيس ''مرسي'' بالتفوق على ''مبارك'' في عدد الصحفيين الملاحقين قضائيّاً والذين فاقوا حسب قوله في فترة تولّي ''مرسي'' عددهم طيلة 30 عاماً من حكم ''مبارك'' منهم 24 خضعوا للتحقيق بتهمة إهانة الرئيس.ثم يساءل الرئيس كيف يكون في عهده عقب تلك الثورة العظيمة ما يسمّى بتهمة إهانة الرئيس رغم أنه لولا إهانات شباب الثورة لسابقه لما وصل إلى الرئاسة. ثم يشير ''عبد الصمد'' إلى ماوصفه باستهداف و مقتل الصحفي ''الحسيني أبو ضيف'' من قبل الإسلاميين الذين دعاهم الرئيس إلى القصر لحمايته من المتظاهرين ويسأل ''عبد الصمد'' الرئيس لماذا لاتنشغل عدالته بملاحقة قتلة ''الحسيني'' بدلاً من ملاحقة الصحفيين ويتهم سياسته بالتسبب في الفوضى في شوارع مصر.

ثم تنتقل الرسالة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة وهروب السياحة والاستثمار ويتوقع هبوط الدرجة الائتمانية لمصر عن درجة اليونان بفعل غياب الرؤية السياسية. ويطرح ''عبد الصمد'' لعد ذلك رؤيته لمستقبل مصر التي يقول إنها لا يمكن ان تكون كالسعودية أو إيران حيث لن تطعم الشريعة الجياع حسب قوله وكذلك لن يقبل الشباب الذي كسر حاجز الخوف وجود ديكتاتور آخر كما يوجه للرئيس تحذيرا بأن السلفييين والجهاديين الذين يؤيدونه الآن سوف ينقلبون عليه عندما يكتشفون بحسد أنّك نهّاز للفرص وأن الأمر يتعلق لديك بالسلطة وليس بالله ويحذر الرئيس أنهم سيستخدمون ضدّه سلاح التكفير يعلنون الجهاد عليه كما يفعل هو الآن تجاه الليبراليين! ويزعم ''عبد الصمد'' أنه لا يرغب في فشل الرئيس رغم اختلافه الشديد معه لأن هذا سيكون فشل لمصر ويطالبه بالتخلي عن مصالح الجماعة والنظر لمصالح مصر.

ويقول ''عبد الصمد'' أيضاً للرئيس أنه يعلم أنّ ميراث ''مبارك'' ثقيل إلا أن هذا لن يصلح إلى الأبد كمبرر لفشل الحكومة وأنّ الرئيس لن يستطيع حل مشاكل عصر ''مبارك'' عن طريق رجال ''مبارك''. ويلعب ''عبد الصمد'' على وتر النساء والأقباط فيقول للرئيس إن مصر تحتاجهم كما تحتاج المسلمين المؤمنين وأن مصر تحتاج لخبراء في الاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية لا فقهاء في الدين كما تحتاج لمؤسسات قوية وشفافية أكثر وانفتاح حقيقي.

وينتقل ''عبد الصمد'' لنقطة شائكة تغازل مشاعر الغرب بتوجيهه سؤالاً لمرسي كيف يمكنه الوقوف أمام اليهود والألمان بعد تصريحاته المسيئة لليهود ومطالبته المصريين بتعليم اولادهم عبر الأجيال كراهية اليهود وداعميهم أيضاً من الأمريكان والأوروبيين جميعاً. ويسأله هل تملك اللياقة لتعتذر عن تلك التصريحات قبل أن تطلب إعفاءات من الديون ومساعدات تنموية؟

ثم يوجه ''عبد الصمد'' الجزء الأخير من خطابه للمستشارة ''ميركل'' فيقول لها إن ''مرسي'' لن يحتضنك كما كان يفعل مبارك ويقول لها لابد أن مستشاريك قد أخبروك أنّ الإخوان المسلمين لايحتضنون النساء علناً ويستطرد: ستمدين يدك إليه بالتأكيد للمصافحة ولن يردّها لأنه يحتاجك! ثم يستطرد: سيتحدث معك ''مرسي'' عن إسقاط الديون والمساعدات الاقتصادية والاستثمارات وهو ماتحتاجه مصر بشدّة فعلياً ولكن لا تتعجلي سيدتي واربطي تلك المساعدات بالتقدم الديمقراطي في مصر.

ويحدد ''عبد الصمد'' هذا التقدم باحترام حقوق الإنسان وحماية الأقليات والشفافية في الانتخابات ويطلب من ''ميركل'' أن تأخذ ضمانات من ''مرسي'' لأنه سيقدم فقط وعوداً فارغة. ثم يختم ''عبد الصمد'' خطابه المثير للجدل بتقرير أنّ مصر تحتاج وتستحق المساعدة ولكنها تحتاج وتستحق أيضاً قيادة سياسية ذات رؤية واضحة تعمل لأجل كل المصريين ولا تتجاهل مطالب الثورة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان