سياسيون: خطاب مرسى بألمانيا يتحدث عن بلد آخر غير ''مصر''
كتبت - علياء أبوشهبة:
خطاب الرئيس محمد مرسى في ألمانيا خلال زيارته التي تم اختصار مدتها من أيام إلى ساعات نظرا للأحداث التي تمر بها البلاد، جاء ليؤكد فكرة رفض أي تغيير حكومي الآن، و أن الأمر مقترن بالانتخابات البرلمانية، كما أكد على التمسك بقرار حظر التجوال في محافظات القناة الثلاث، الخطاب أثار الكثير من ردود الأفعال الغاضبة لدى القوى السياسية.
الخطاب يتحدث عن بلد آخر
الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، يقول إنه من خلال متابعته للخطاب شعر و كأن الدكتور محمد مرسى لم يكن يخاطبنا ، و بدى و كأنه يتحدث عن بلد آخر، كما أشار إلى أن رؤيته تحمل معانى عنصرية، و أضاف بأنه وجه الاهتمام للحديث عن فرض حالة الطوارئ ليبرر أمام المجتمع الأوروبي سبب هذه الحالة، و لذلك تحدث عن المبررات.
و أضاف السعيد بأن مرسى افترض أن ألمانيا سوف تقدم مساعدات إلى مصر و لذلك أثار الأمر، و لذلك جاء في مجمله خطاب تقليدى لا يحمل أي جديد على مستوى الأحداث الداخلية، لأنه لا يهدف لإيجاد أي حلول.
انفصال عن الواقع في مصر
في السياق ذاته قال أحمد بهاء الدين شعبان، القيادى بحركة كفاية، إن الخطاب يشير بشكل واضح أن الرئيس في حالة انفصال كامل عن ما يحدث في مصر، لأنه يتحدث عن حالة الطوارئ بينما الشباب يلعبون كرة القدم في شوارع المحافظات المفروض فيها حظر التجوال، و هو ما يذكره بخطابات الرئيس السابق مبارك الذى ظل يتعامل مع مظاهرات 25 يناير على أنها "كلام فارغ" حتى خرج من القصر الرئاسي، و كأن الخطاب مستنسخ من خطاباته.
وقت غير ملائم للحديث عن الانتخابات
و أضاف قائلا: لا أعرف عن أي انتخابات يتحدث الرئيس في الوقت الذي تشتعل فيه ثلاث محافظات، و الدخان لا يغيب عن سماء شوارع وسط العاصمة، و هو دخان الغاز المسيل للدموع، و هو ما يشير إلى أن الرئيس لديه انفصال كامل عن الواقع، و يعيش أزمة لا يعرف أبعادها، و الوضع يشير إلى الانفجار الوشيك.
تبرير للفوضى العارمة
يشير جمال أسعد، المفكر القبطى، إلى أن الخطاب ما هو إلا تبرير لحالة الفوضى العارمة التي تجتاح الوطن إلى الشريك الألمانى و الذي يرفض حالة الطوارئ و يراها مقيدة للحريات، و ذلك في الوقت الذى أعلنت فيه الدول الأوروبية عامة و ألمانيا على وجه الخصوص لحالة الطوارئ.
الحكومة الحالية مرفوضة بالاجماع
أضاف قائلا إن الخطاب لم يحمل أي بوادر للإصلاح و لكسب رضا القوى المعارضة و ذلك من خلال الاصرار على بقاء الحكومة و التى يرفض الجميع استمرارها نظرا لأدائها السئ، و قال إنه يتعجب من ربط تغيير الحكومة بانتخابات البرلمان، و خاصة أنها لم تقدم رؤية اقتصادية و لا سياسية، كما أن التلميح بهوية رئيس الوزراء القادم و أنه يمكن أن يكون شخصية اقتصادية أمر مرفوض و يثير المزيد من الغضب.
تبدد آمال الثوار
و يؤكد محمد مصطفى رئيس اتحاد الثوار المصريين على التشابه الكبير بين خطاب الرئيس محمد مرسى و خطابات مبارك، و قال إن القوى الثورية اهتمت بمتابعة الخطاب و كان لديها الأمل أن تسمع أي بادرة لتغيير الحكومة، فضلا عن الاستجابة لباقى المطالبات، إلا أن الخطاب جاء محبطا لهم.
إسقاط هيبة الدول
و أضاف قائلا إن الخطاب يؤكد على أن أسلوب التعامل مع الأزمة الحالية يشبه إلى حد كبير أسلوب مبارك في التعامل مع الأزمات، و الذى يتمثل في اللجوء إلى الحلول الأمنية المتمثلة في القمع و فرض حالة الطوارئ و هو ما يزيد من الغضب الشعبي، و هو ما يزيد بدوره من إسقاط هيبة الدولة و يؤدى إلى تفكيك مؤسساتها بما فيها الداخلية التى انقسمت على نفسها، و هو ما يزيد من معاناة المواطن العادي بدوره حيث يزداد ارتفاع الأسعار و يتأزم الوضع الاقتصادي، و تستمر الإدارة السياسية في عنادها.
فيديو قد يعجبك: