محمد مرسى .. من مرشح احتياطى لأول رئيس بعد ثورة يناير
دوتش فيلة
حين تقدم محمد مرسي بأوراق ترشح للانتخابات الرئاسية كمرشح احتياط لخيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، لم يكن يدور في خلده أنه سيصبح أول رئيس للجمهورية الثانية في مصر. فمن هو محمد مرسي أول رئيس إخواني في تاريخ مصر؟
لم يكن محمد مرسي الخيار الأول لحركة الإخوان المسلمين التي دفعت في البداية بخيرت الشاطر، نائب المرشد العام للحركة، كمرشح لها وسط انتقادات شديدة من قوى الثورة التي رأت في ذلك إخلالا بوعد قطعته الجماعة على نفسها بألا تقدم أيا من قادتها للانتخابات الرئاسية. وحين وردت معلومات بأن لجنة الانتخابات قد تبعد الشاطر عن السباق الرئاسي، بسبب حكم كان صدر ضده في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وأدى إلى حرمانه من حقوقه السياسية، دفعت الحركة بمرسي كمرشح احتياط لها.
وبالفعل استبعدت اللجنة خيرت الشاطر فتحول مرسي من مرشح احتياط إلى خيار الإخوان الأول وكثفت الحركة دعايتها له لتضفي عليه "سمة رئاسية". ولم يكن خيار الإخوان هذا دون مخاطر، خصوصا أنه كان على مرسي أن يواجه مرشحا إسلاميا آخر وهو القيادي المنشق عن جماعة الإخوان عبد المنعم أبو الفتوح الذي كان يحظى بتأييد كبير في أوساط شباب الثورة والسلفيين على حد سواء.
من هو الرئيس محمد مرسي؟
ولد محمد مرسي، أول رئيس للجمهورية الثانية لمصر في محافظة الشرقية في دلتا النيل. حصل مرسي على بكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975 ثم حصل في 1982 على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كارولاينا في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 2006 أصبح مرسي نائبا في مجلس الشعب ثم أعيد انتخابه في 2007 قبل أن يصبح في 2010 متحدثا باسم الجماعة وعضوا في مكتب الإرشاد، أعلى هيئة في الجماعة وينظر إليه على نطاق واسع على أنه بمثابة المكتب السياسي للحركة.
اعتقل أول رئيس إسلامي لمصر لمدة سبعة أشهر في 2005 بسبب مشاركته في تظاهرة لتأييد حركة القضاة التي طالبت آنذاك باستقلال القضاء. كما أعيد اعتقاله في 28 كانون الثاني/ يناير 2011 بعد ثلاثة أيام من اندلاع الانتفاضة التي أسقطت مبارك. وحين قررت جماعة الإخوان المسلمين تأسيس حزب يشكل ذراعا سياسيا لها وتخوض عن طريقه الانتخابات أسندت رئاسته لمحمد مرسي وأطلقت عليه حزب الحرية والعدالة.
وبالفعل حصل الحزب على نسبة كبيرة من الأصوات في انتخابات مجلسي الشعب والشورى متصدرا كل الأحزاب المصرية. وبالرغم من هذا الفوز الكبير للحزب الإخواني تحت قيادة مرسي إلا أنه كان هناك شبه إجماع بأن الرجل لا يتمتع بحضور كبير ويفتقد إلى الكاريزما التي كان يتمتع بها مرشح الإخوان الأصلي خيرت الشاطر.
ثقة مرسي بنفسه تزداد مع تصاعد الحملة الانتخابية
بيد أن ثقة مرسي بنفسه أخذت تزداد رغم ظهوره الخجول في ملصقاته الدعائية ببدلة زرقاء والابتسامة الخفيفة التي كانت ترتسم على وجهه، والى جانبه سلسلة من الشخصيات المصرية بينها امرأة منقبة أو رجل دين قبطي. كما أنه بدا في موقف دفاعي في مقابلاته التلفزيونية الأولى ولم يكن الكثير من الخبراء يعتبرونه من المرشحين المفضلين عند الناخب المصري. ومع تصاعد وتيرة حملته الانتخابية أخذ الرئيس المصري المنتخب يكتسب ثقة في نفسه مستفيدا من الشبكة الضخمة للإخوان المسلمين، أكبر القوى السياسية المصرية وأفضلها تنظيما.
وفي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية تصدر مرسي قائمة مرشحي الرئاسة الكثر بعد حصوله على حوالي خمسة وعشرين في المائة تلاه آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المصري السابق الفريق محمد شفيق لينتقل الاثنان إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وبخسارة المرشح الناصري حمدين صباحي والمرشح الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح واليساري خالد علي خلا الميدان لمرسي وأضحى "مرشح الثورة الوحيد في وجه مرشح النظام السابق" والمقصود به الفريق احمد شفيق. وبالفعل أقام مرسي حملته الانتخابية في الجولة الثانية على هذا الأساس وهو ما تحقق له بأن أصبح أول رئيس للجمهورية الثانية، حسب وصف رئيس لجنة الانتخابات، وذلك بعد أن كان مرشحا احتياطيا لحركة الإخوان.
اقرأ أيضا:
سفير البحرين يهنئ مرسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية
فيديو قد يعجبك: