محمد رأفت.. مراسل مصراوي الذي كاد يفقد حياته ''فداءً لقطة العباسية''
كتب- أيمن شعبان:
محمد رأفت.. واحد من أعضاء فريق العمل بمصراوي، خرج كعادته حاملا أدواته، لتوثيق ما يحدث بربوع مصر، ولنقل الحقيقة، لكنه لم يمن يدري انه على موعد مع الموت ظهر الأربعاء، بميدان العباسبة.
اشتباكات العباسية.. بلطجية يهاجمون المعتصمين.. معتصمون يهاجمون الأهالي.. بلطجية الأمن يهاجمون المعتصمين.. من يقتل من؟.. أين الحقيقة.. ذلك ما ذهب محمد رأفت للبحث عنه، وإجلاؤه، محاولا توثيق ما يحدث بعدسته..
الدماء في كل مكان.. المصابون بالعشرات.. الاشتباكات تتصاعد.. يتخذ رأفت من سيارة ستارا، ليتخفى خلفه في محاولة لتصوير ما يحدث.. المعتصمين من خلفه، والبلطجية امامه، فجأة يهجم البلطجية ويتراجع الثوار، ويجد المراسل نفسه محاطل بعشرات البلطجية.
''بتصور إيه يا أستاذ''.. صوت جهوري كان أول ما سمعه رأفت، مرتبكا حاول يجيب'' ولا حاجة''، وبلا مقدمات يفاجئه ثلاثة من الخلف، طارحينه أرضا، وقام آخران بسحله، وشده جرا إلى شارع جانبي، وخلال الرحلة نال رأفت عدة ركلات في الوجه والبطن، وحاول المقاومة، ولكن دون جدوى.
''كله فدا قطة''.. جملة واحدة استمر يسمعها محمد رافت طوال ما يقرب ساعة من الضرب المتواصل، الذي تعدى الركل لاستخدام السنج والمطاوي، ولم ينجد رأفت سوى انه تظاهر بالموت، فتركه البلطجية في حالة يرثى لها وفروا، قبل أن ينقله مجموعة من المعتصمين لمستشفى عين شمس التخصصي.
''محمد رأفت''.. يرقد الآن بين يدي ربه، مصابا بحوالي 23 عرزة بالرأس، وجروح قطعير بالظهر والوجه، معانيا آثار محاولة قطع أذنه، وشفتيه.
''حسبي الله ونعم الوكيل''.. تلك هي الكلمة الوحيدة التي ينطق بها محمد رأفت في اللحظات القليلة التي يفيق منها، قبل أن يذهب من جديد في غيبوبه.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: