علي سالم.. متوجس من توقف الشركة المصدرة لإسرائيل من الوفاء بالتزامها
كتب - محمد الدويك:
الكاتب المسرحي الاستاذ علي سالم.. ذلك الرجل الذي ركب سيارته في صباح أحد الأيام ثم ذهب لإسرائيل.. كان ذلك في تسعينيات القرن الماضي.. وعاد بمشاهدات عديدة وضعها في كتاب له نشرته إحدى دور النشر الشهيرة.. وبرر ذلك أن هناك حقا مشروعا لديه كي يستكشف تلك الدولة التي وضعتها الأقدار على حدودنا الشرقية، وأنه لن يمكن أن نختزل العلاقة في معسكر المواجهة على طول الخط دون التفكير العاقل في كيفية التعامل مع الأزمة.
على سالم مؤمن أن التعامل مع اسرائيل يجب ألا يكون بشكل عاطفي أهوج قائم على الشعارات والطنطنات إنما من خلال فرضيات الواقع؛ فاسرائيل - شئنا أم أبينا - دولة تقبع على الحدود المصرية وتتشارك معنا جزءا من الإقليم.
وفي حوار أجراه ''مصراوي'' حول ما تردد عبر وسائل الإعلام أمس الأحد، عن وقف أو إلغاء عقد تصدير الغاز لاسرائيل كان الرجل حذرا في إجاباته ولم يندفع في أي اتجاه قبل أن يكون على بينة من أمره؛ حيث يرى أنه يجب أن ننظر لهذا الموضوع بشكل موضوعي بحت خال من أي خلفية تاريخية، فالشركة القابضة للبترول وهيئة البترول تبيعان الغاز الى شركة وسيطة هي '' شركة شرق المتوسط '' التي تقوم بدورها ببيعه إلى عدة دول منها اسرائيل.
ما جرى أن شركة شرق المتوسط قد أخلت بالتزاماتها المالية مما دفع هيئة البترول لإلغاء التعاقد.. ويتساءل الأستاذ علي سالم عن سبب هذا الإخلال، والتساؤل الأهم الذي يطرحه يدور حول ماهية هذه الشركة وعن ملاكها وطريقة عملها وأسباب تخلفها عن دفع المقابل المادي.. هل - مثلا - استطاعت اسرائيل أن تتوصل، عبر التنقيب في المتوسط، على مصدر غاز يكفيها مما يتيح لها التخلي عن الغاز المصري؟؟
وعن اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل، يرى علي سالم أنه لا يوجد أي إرغام لكلا الطرفين على شيء، وأن السيادة محفوظة لدولتي مصر واسرائيل، وأنه يجب أن نفصل بين عقد الغاز وبين اتفاقية السلام حيث لا علاقة تربطهما.
ويرصد سالم تناقضا كبيرا يحدث في مصر إيذاء دولة اسرائيل؛ حيث توجد اتفاقية تنص على وجود علاقات طبيعية بين الدولتين وأن النظام السابق حاول أن ''يبدو'' أمام العالم طبيعيا بينما الحقيقة عكس ذلك، مما سبب ازدواجية داخل عقولنا تؤثر بشدة على علاقتنا بأنفسنا.
ويؤكد سالم على أن اسرائيل دولة تأخذ بنموذج الإدارة الغربية المتمثل في الديمقراطية، وأن هناك تحديا حقيقيا أمام شعوب المنطقة تجاه العالم المعاصر في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد وأنه كي نتحدث عن المواجهة يجب أن نكون على قدم المساواة مع اسرائيل وأن نحل اشكالياتنا الاقتصادية والسياسية والادارية، وأن الأمر يجب أن يخلو من العواطف (حب/كراهية) إنما يجب أن تكون هناك عقلانية وسعة أفق وإدراك.
في النهاية يسلط النظر على وضع سيناء المتدهور؛ حيث تغيب عن التخطيط المركزي للإدارة المصرية وأنه يجب إعادة التفكير فيها كجزء استراتيجي من الإقليم المصري وليس مجرد صحراء تقبع تحت حكم قبلي أو عرفي بعيد عن سيطرة الدولة.
ويكرر السؤال ''المحير'' لماذا توقفت شركة شرق المتوسط - الشركة الوسيطة - عن الوفاء بالتزاماتها التعاقدية؟ ويرى أن إجابة هذا السؤال ستحدد الكثير من الأشياء وستفك طلاسم الكثير من معالم الصورة الغائمة.
''الأمر لا يزال غامضا ويجب التمهل قبل إصدار أي قرار أو تكوين وجهة نظر.'' هكذا جاوب الأستاذ علي سالم
اقرأ ايضا:
فيديو قد يعجبك: