إخماد حريق السويس بعد 18 ساعة والحصيلة جثة عامل و22 إصابة
كتب - يوسف جمال وأشرف دياب
شهدت السويس ليلة مخيفة بعد نشوب حريق ضخم بشركة النصر للبترول بدأ بوحدة التقطير وامتد إلى 4 مستودعات وتنكات تحتوى على مواد بترولية وبترول خام سريع الاشتعال.
وقضت المدينة ليلتها المظلمة على ألسنه اللهب التى تصاعدت وبدت واضحة للعيان من أدنى المدينة إلى أقصاها على امتداد عشرات الكيلو مترات.
وبعد استمرار الحريق بمستودع واندلاع النيران بآخر مجددا، لجأت إدارة الدفاع المدنى إلى التضحية بالمستودعين بما يشتملان على وقود ومواد بترولية فى سبيل حماية باقى مستودعات الشركة وعدم تعريض المدينة لخطر فى حالة حدوث انفجار بتلك التنكات أو وحدات التقطير.. فتم إحاطة النيران من كل جانب مع تبريد وتأمين عدم وصولها إلى المستودعات المجاورة لتقضى النار وتأكل بعضها بعضا دون أن تمتد وتخرج عن السيطرة المحددة لها.
وأمر المهندس عبدالله غراب بتشكيل لجنة فنية من الخبراء والمتخصصين لتقديم تقرير فورى عن ملابسات وأسباب الحادث وكشف الحقائق أمام الرأى العام سواء كانت عمدا بفعل فاعل أو قضاء وقدرا نتيجة أسباب فنية خارجة عن إرداة الجميع.
بدأ الحريق بعد عصر أمس السبت، بنشوب حريق مفاجئ بوحدة التقطير 3 .. وانتقلت على الفور العشرات من سيارات الاطفاء من إدارة الدفاع المدنى بالسويس كما توجهت أفواج من سيارات الإطفاء بوحدات الإطفاء بالشركات البترولية المجاورة لها.. ودفعت قيادة الجيش الثالث الميدانى بعدد من السيارات المتطورة للمساهمة فى إخماد النيران، فيما تم إغلاق جميع خطوط المواد البترولية التى تمتد من النصر إلى الشركات والمستودعات المجاورة لها.
ودفعت قيادة الجيش الثالث أيضا بعدد من الطائرات التى استطاعت وضع الحريق، ثم توجه سرب آخر محمل بالمواد الكميائية المضادة للحريق وألقاها على النيران من الأعلى فيما تحاول معها عربات الدفاع المدنى فى التبريد من الاسفل.
وتجاوز عدد السيارات المشاركة فى إخماد الحريق أكثر من 40 سيارة 17 سيارة منها من محافظات الشرقية والإسماعيلية والقاهرة وصلت على دفعات كان للقاهرة منها النصيب الأكبر.
فيما دفعت إدارة الدفاع المدنى وقيادة الجيش الثالث الميدانى ببقية السيارات بينما اشتعلت سياراتين خلال عملية الاطفاء.
وخوفا على المارة تم إغلاق طريق صلاح نسيم والذى تقع علية شركة النصر وأغلب شركات البترول بالمحافظة لتأمين السيارات والمارة وإفساح الطريق لسيارات الإطفاء التى توجهت تباعا فى مجموعات إلى الشركة.
وأطلقت شركات ومستودعات المواد البترولية بالمحافظة صافرات الإنذار لديها ورفع درجة الاستعداد القصوى مع غلق جميع الخطوط البترولية الواصلة بين الشركة وبين الشركات والمستودعات الأخرى.
وقامت هيئة موانئ البحر الأحمر بوقف تفريغ وتموين جميع السفن واللنشات بميناء الزيتيات والذى يستقبل أسبوعيا ما لا يقل عن 15 ألف طن بوتاجاز.
وغادرت على الفور السفينة مصر جاز رصيف الميناء بعد أن قطعت تفريغ حمولتها المقدرة ب6400 طن بجانب مغادرة خمس لنشات أخرى تابعة للجمعية التعاونية للبترول كانت تمون بوقود السولار.
وأوضح مصدر بهيئة موانئ البحر الأحمر أن الميناء تبعد عن الحريق مسافة 300 متر.. وخارج الدائرة الجمركية بالميناء.
أسفر الحريق حتى عن مصرع عامل بالشركة يدعى بشير سعد بشير وكان شقيقه غريب قد لقي مصرعه فى حريق مماثل في انفجار بوحدة خلط الزيوت بشركة السويس لتصنيع البترول فى نهاية شهر مارس الماضى
كما أصيب 22 آخرين من من العمال بينهم 4 من رجال الإطفاء بحروق وكدمات تم نقل 14 منهم لمستشفى السويس العام والآخرين لمستشفيات اخرى، بجانب عشرات الحالات التى أصيبت باختناقات ويجرى اسعافها بجوار موقع الحريق وعقب نشوب الحريق وانتشار الخبر بالمحافظة.
وشهدت سماء الشركة تصاعد ألسنة اللهب المتصاعدة لعشرات الأمتار من المستودع الأخير الذى تستمر النيران فى التهام ما يحويه من نفتة وخام البترول بداخله.
وتمكن رجال الدفاع المدنى من السيطرة على الحريق حيث تم الدفع بمادة الفوم والتى تفسد قدرة المادة البترولية على الاحتراق بعزل الأوكسجين عنها.
اقرأ أيضا :
محافظ السويس يناشد المواطنين المقيمين بجوار شركة النصر إخلاء منازلهم
فيديو قد يعجبك: