دفاع الضابط بمجزرة بورسعيد: خطة التأمين تُفرض غلق الأبواب عقب دخول جماهير
كتب ـ أحمد أبو النجا ومحمد الصاوي:
استكملت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم الثلاثاء، محاكمة المتهمين في قضية ''مذبحة بورسعيد'' التي يحاكم فيها 73 شخصاً من بينهم 9 من القيادات الأمنية بمديرية أمن بورسعيد و3 من مسئولي النادي المتهمين بقتل 74 من ألتراس الأهلي عقب مباراة الدوري بين الأهلي والمصري في أول فبراير الماضي.
واستمعت المحكمة برئاسة المستشار صبحى عبدالمجيد، إلى دفاع الضابط محمد محمد سعد، الذى أكد أن خطة التأمين التى تنفذها قوات الشرطة، نظمت دخول الجماهير والحكام وكل شيء في أحداث المباراة، على أن يكون دخول فريق جمهور الأهلي من باب النادي الاجتماعي، الخاص بالمدرج الشرقى، الذى كان المتهم بحسب أمر الخدمة وخطة التأمين مكلف بحمايتها وحمل مفاتيحها، وبالفعل تم وضع عليها حراسة مشددة من الأمن حتى لا يتعرض جمهور الأهلى لأى ضرر عند دخوله.
وأضاف الدفاع أن خطة التأمين التي ينفذها المتهم، كانت تأمره بغلق الأبواب عقب دخول جماهير الأهلى حتى تنتهى المباراة، والاحتفاظ بالمفاتيح معه، حتى لا يدخل عليهم أى من جماهير النادي المصري، وانصياعًا لأمر الخدمة أغلق المتهم البوابة وعاد إلى موقعه فى المدرج الشرقى الخاص بجماهير الأهلى مع بداية المباراة؛ حيث كان المتهم يرأس خدمات هذا المدرج مع ضابط التحريات الذى قدم المتهمين للمحاكمة العقيد محمد خالد نمنم، وتعجب المحامي أن يصبح نمنم شاهد ملك فى القضية بينما يدخل موكله قفص الاتهام، على الرغم من اشتراكهما فى تنفيذ خطة التأمين.
وأوضح المحامى ''إن هوجر الاتهام الموجه لموكله، يتعلق بالممر الذى يؤدى إلى الباب الخاص بدخول وخروج جماهير الأهلى؛ حيث تسبب إغلاق هذا الباب فى وفاة العديد من المجنى عليهم''، مؤكدًا أن المتهم ينفذ تعليمات خطة التأمين، ذلك أن صافرة نهاية المباراة لا تعنى مغادرة الجماهير للملعب، لأنه وفقًا للخطة الأمنية فى مثل هذه المباريات والظروف الصعبة، لا تفتح الأبواب إلى بأوامر من الأمن، وذلك حتى تُستكمل الخطة ويتم تأمين جماهير الأهلى من أي اعتداء خارج الإستاد الى أن تغادر بور سعيد بالكامل.
وأكد الدفاع أنه لم يكن هناك أى أوامر للمتهم بفتح الابواب، وما قاله اللواء عصام سمك مدير أمن بورسعيد المتهم أيضًا فى القضية، أنه كان يجب على محمد سعد أن يفتح أبواب، ''كان من قبيل إسقاط الاتهامات عن نفسه والحاقها بأصغر رتبة موجودة معهم في قفص الاتهام''.
وأضاف المحامى إن أى ضابط سواء كان فى الشرطة أو الجيش عليه أن يلتزم بالتعليمات ولا يخالف الأوامر، ولا يتحرك الى إذا أعطى له الأمر من القادة والذى وصفه المحامى بـ''يمين يمين .. شمال شمال .. هكذا يكون تنفيذ التعليمات''.
وقال المحامى إن جماهير الأهلى هى التى قتلت نفسها، واصفًا ذلك بقوله ''إن الجماهير التى عاشت منهم هما اللى دهسوا وقتلوا الجماهير التى وقعت على الارض أثناء التدافع عقب المباراة''، ووقتها لم يستطع أهالى الشهداء الحاضرين فى قاعة المحاكمة تحمل ما قاله الدفاع، وثار أحدهم مستنكرًا، وأخذ يردد ''حسبى الله ونعم الوكيل'' فأمر رئيس المحكمة بإخراجه من القاعة حتى يستطيع أن ينتهى من سماع المرافعة.
وأشار الدفاع أنه لكى تمنع الشرطة الاحتكاك بين جمهوري الأهلي والمصري كان لابد من وضع مثل هذه الخطة الأمنية المشددة، لأنه للأسف مافيش جماهير كورة فى مصر بتحترم بعضها، مضيفًا أنه كان لابد أيضًا بالإضافة إلى حماية الجماهير، حماية اللاعبين فى أرض الملعب وخارج الاستاد؛ حيث قال المحامى ''لاعبى الأهلى جواهر متحركة، وثمنها بالملايين، ولو كان لا قدر الله توفى أبو تريكة أو أحد لاعبي الأهلي كانت الأمور ستسوء أكبر من ذلك بكثير''.
وأثناء استماع المحكمة لمرافعة الدفاع، صرخ المتهم محمد صالح من داخل القفص، يا سيادة القاضى ''المتهمين عملين يشتموا فى بعض، ومش مقدرين اللى أحنا فيه'' فنهرهم رئيس المحكمة وقال ''القفص واسع اللى مابيحبش التانى يقعد بعيد عنه''.
وأضاف المحامي أن النيابة تصيدت للمتهمين وعبثت بالادلة، حيث ذكر الشاهد الأول أمام للنيابة ''أنا هخرب بيت محمد سعد، لأن أحد المجنى عليهم استغاث به حتى يفتح الباب لكنه لم يجيبه، بينما قال باقى الشهود كنا نستغيث بالشرطة وننادى على الأمن إن فى ناس هيموتونا ونردد يا داخلية يا داخلية، ولكن لم نجد أى منهم يسمعنا''، مشيرًا الى أنه لو القاضي اللى بيحكم فى القضية مخدش باله من كلام باقى الشهود هيعدم المتهم وكأنه قاصدًا ومتعمدًا قتل المجنى عليهم.
فيديو قد يعجبك: