إعلان

سعد الدين ابراهيم في مناظرة هرب منها الإخوان: ''ديمقراطيتهم مخيبة للآمال''

04:49 م الجمعة 02 نوفمبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – هبة البنا:

وافق 68% على أن ''الديمقراطية في مصر تشهد بداية مخيبة للآمال''، في تصويت أجري لحضور مناظرة تحمل نفس العنوان بقاعة مؤتمرات جامعة الأزهر بمدينة نصر، بينما رفض في نهاية المناظرة 32% هذا الطرح، وهي النسبة التي زادت عما كانت عليه قبل بدء الحوار، حيث كانت 23% مقابل 77%موافقون على الطرح.

وتبنى الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وجهة النظر المؤيدة، في الحلقة العربية الأولى في الموسم الثاني من سلسلة مناظرات ''المناظرات العربية الجديدة''، حيث كانت قد عقدت نسختها الإنجليزية الأربعاء الماضي، بينما مثلت الطرف الآخر الكاتبة الصحفية سارة خورشيد.

وشهدت المناظرة التي رعتها وكالة أنباء ''دويتشة فيلا'' الألمانية والمجلس البريطاني ''بريتيش كونسيل'' جدلا حادا في غياب طرف ممثل للسلطة أو للحزب الحاكم حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان المسلمين إلا من بعض الحاضرين بشكل غير رسمي، وذلك بعدما اعتذر الدكتور حلمي الجزار، القيادي بالجماعة ومسئول المكتب الإداري لها في السادس من أكتوبر، عن حضور المناظرة، بالرغم من أنه كان مفترضا به أن يمثل الشق المؤيد للسلطة والرافض لأن الديمقراطية تأخذ منحى مخيبا للآمال، وهو ما علق عليه الدكتور إبراهيم أنه نوع من الهروب من الحوار الذي يلخص عنوان ''خيبة الأمل''.

وأرجعت الإعلامية مي الشربيني، والتي قامت بإدارة المناظرة، سبب اعتذار الجزار، إلى انزعاج الإخوان المسلمين من صدى المناظرة التي عقدت باللغة الإنجليزية قبلها بيوم واحد والتي أدراها الصحفي البريطاني تيم سباستيان، وهو ما لم يمكن منظمي المناظرة من توفير أي ممثل للجماعة، إلا أنها قالت ''لن نستطيع أن نعتذر لأننا إما أن نكون مزعجين أو منافقين''، ثم بدأت في إدارة الحوار الذي فاجأ الجمهور بأن طرفي الحوار لم يبد أي منهما متمسكا بوجهة نظره أو قانع بها قناعة تامة، فعلى العكس بدأ إبراهيم حديثه مازحا بأنه تبنى هذا الطرف لأن الشربيني رجته أن يفعل ''وهو يستجيب للحسناوات''، ثم اتضح من خلال إجاباته أنه لا ينكر أن الشعب المصري استطاع انتراع بعض المكاسب لكنها في النهاية جزء ضئيل من قائمة متطلبات كي تتحقق الديمقراطية، وأوضح بعد ذلك أن أكثر ما أحبطه هو وصول الإخوان المسلمين للحكم، مردفا أنه ومركز ابن خلدون الذي يرأسه كانا  أكثر من دافعوا عن حقوق الجماعة قبل أن تصل للسلطة، كما أنه كان في شبابه اخوانيا بحسب قوله.

أما خورشيد والتي افترض بها أنها تمثل الطرف القانع والراضي بالإنجازات التي تحققت، فقد بدت غير راضية تماما عن أداء الرئيس مرسي والإخوان المسلمين السياسي، وأنها فقط لم يصبها الإحباط لأنها تعول على الشعب والحراك الذي مازال مستمرا حتى الآن متمثلا في الإضرابات العمالية والمسيرات والاحتجاجات، ولأنها ترى أن الديمقراطية في الأساس لم تبدأ بعد وأننا يجب أن نبدأ التقييم الفعلي بعد خروج الدستور الذي سينظم كل شيء بما فيه قدر الديمقراطية الذي سيوفره، وذكرت أن أحد الأحداث التي سيذكرها التاريخ في قوة الحراك الشعبي كان اعتصام يونيو 2011 التي تسبب في محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فهي تأمل في احتجاجات من هذا القبيل تتولى انتزاع الحقوق، غير أنها غير مطمئنة لأسلوب إدارة محمد مرسي والإخوان المسلمين للدولة حيث قالت أن سياسة التي يتبعونها لا تبشر بنوايا جيدة.

إلا أن الكاتبة الصحفية أكدت في إجابتها على معظم الأسئلة على أن الأمل مازال موجودا بالرغم من الهدوء الذي يظهر على السطح، وعن القرارات التي اتخذت بمعزل عن إرادة الشارع، كقرار بغلق المحال في العاشرة مساء، وقالت أنها تأمل أن يتم التراجع عن هذا القرار بعد أن يتضح رفض الناس له، مضيفة أن هناك قرارات أهم من ذلك بكثير تم التراجع عنها من قبل.

وفي مشاركات الحضور حظت خورشيد بالقدر الأكبر من الهجوم لتبنيها الموقف الرافض لأن هذه البدايات مخيبة للآمال، ودفع البعض بحججهم بأن أوضاع حقوق الإنسان وحرية الصحافة والرأي والحريات العامة والأوضاع الاجتماعية كلها في تراجع، كما أن البعض الآخر استعان بتناقضات في حديث سعد الدين إبراهيم ليستند إليها في أن حجته ضعيفة ووجهة نظره غير صائبة.

بينما جاءت مشاركة أحد أعضاء جماعة الأخوان المسلمين والذي دعا نفسه بأنه أحد نشطاء اللجان الإلكترونية للجماعة، والتي كان إبراهيم ذكرها في حديثه بأنها المسئولة عن نتائج الاستفتاءات الإلكترونية، حيث بدأ كلامه بأنه  يريد فرصة أكبر للحديث كونه من الجماعة ثم قال أن أكبر دليل على تطبيق الديمقراطية هو وصول الإخوان المسلمين أنفسهم للحكم باختيار الشعب، وهذه هي قواعد اللعبة وهي مجربة في دول أخرى ليست مصر من اخترعتها، كما استند على جملة ابراهيم بأنه ''أحبط حين وصل الإخوان للحكم'' فقال ''كيف تحبط من تطبيق الديمقراطية''.

اختتمت المناظرة بكلمة من طرفي الحوار أكدت فيها خورشيد أنها مازالت متفائلة مع إيمانها بأن الثورة لم تحكم بعد وأن مكاسبها كانت يجب أن تزيد عن ذلك بكثير، وأعطت مثالا بإندونيسيا التي انتخبت الإسلاميين ثم كشفت سوء إدارتهم فصار رصيدهم يتناقص في كل انتخابات عن ما يسبقها، بينما قال إبراهيم '' أن من يحكم الآن هم من اختطفوا الثورة ثم اختطفوا السلطة وعلى وشك أن يختطفوا الوطن كله'' وسط تصفيق من الحضور موافقة منهم على رأيه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان