بالصور.. تاريخ مصر العلمي يتحول إلى خرابة بعد حرقه ونهبه
تقرير - مصطفى مخلوف:
لم يكن يتصور نابليون بونابرت، يومًا ما أن المجمع العلمي الذي وضع به التاريخ العلمي للدولة المصرية الحديثة موثقًا، أن يتحول إلى مبنى مهجورًا ومحروقًا ومسلوبًا.. أشبه بـ''الخرابة''.
فمصر الآن تخسر أولادها.. وتاريخها.. وتراثها.. ولا أحد يعرف حتى من المتسبب في ذلك.. فدماء تسيل على الأرض وشهداء يسقطون ومصابون بالمئات، ومؤسسات علمية تُحرق وتُنهب وتُسلب، وتاريخ وتراث يضيع.
فالمجمع العلمي المصري يُعد أعرق المؤسسات العلمية في مصر, والذي مر على إنشائه أكثر من مائتي عام، وأنشئ المجمع بالقاهرة في20 أغسطس (1798)، بقرار من نابليون بونابرت, القائد الفرنسي الشهير، في بداية الحملة الفرنسية على مصر، وكان مقره في دار واحد من بكوات المماليك في القاهرة ثم تم نقله إلى الإسكندرية عام (1859) وأطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري ثم عاد للقاهرة عام (1880), وتضم الجمعية الجغرافية والمجمع العلمي المصري اللذان يقعان في شارع قصر العيني جزءا كبيرا من تاريخ مصر.
ويضم المجمع مكتبة ضخمة بها عشرات الآلاف من أمهات الكتب, وينشر مجلة سنوية ومطبوعات خاصة, وكان للمجمع المصري أربع شعب هي: الرياضيات, والفيزياء, والاقتصاد السياسي, والأدب والفنون الجميلة, وفي عام1981 أجريت تعديلات علي الشعب, وأصبحت: الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار, والعلوم الفلسفية والسياسة, والفيزياء والرياضيات, والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي.
وكان الغرض الرئيسي من إنشاء المجمع، دراسة وبحث كل ما يختص بمصر وما جاورها من البلدان، ويتكون المجمع من 50 عضوا يقيمون في مصر، وينتخبون بأغلبية أصوات الأعضاء الموجودين بهيئة اقتراع سري، كما يضم أعضاء شرفيين (لا يتجاوز عددهم الـ50)، وأعضاء مراسلين، وتدير المجمع لجنة مكونة من الرئيس ووكيلين والسكرتير العام وأمين المكتبة والصندوق ومساعد السكرتير.
يذكر أن الكارثة المفجعة لحريق المجمع العلمي المصري جاءت على خلفية الأحداث المروعة التي شهدتها منطقة مجلس الوزراء بشارع القصر العيني والذي شهد اشتباكات بين آلاف المتظاهرين وقوات من الجيش، بعد فض اعتصام لعشرات النشطاء أمام مقر المجلس، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرة قتلى وإصابة ما يقرب من 500 آخرين.
اقرأ ايضا:
بالصور.. متظاهرون ينجحون فى إخراج كتب نادرة من داخل المجمع العلمى
فيديو قد يعجبك: