هل يصبح الدمج والاستحواذ قارب نجاة لشركات الاتصالات أمام التحديات؟
كتب- علاء حجاج:
قد تكون صفقات الاندماج والاستحواذات قارب النجاة لعدد من شركات الاتصالات عالميا في مواجهة الضغوطات الاقتصادية، ويعتقد خبراء بقطاع الاتصالات تحدثوا لمصراوي، أن السوق المصري ليس ببعيد عن اندماجات محتملة بقطاع الاتصالات، معتبرين الصفقة المحتملة لبيع حصة المصرية للاتصالات في فودافون مصر مدخلا لهذا النوع من الصفقات.
وأرجع الخبراء لجوء الشركات للاندماج بسبب التحديات الاقتصادية العالمية، وما فرضته من تباطؤ اقتصادي، وبالتالي تحتاج الشركات لتكوين كيانات أكبر تكون أكثر تحملا لهذه الضغوطات.
وقال هشام عبد الغفار، العضو المنتدب للمجموعة الاستثمارية "مينا جروس"، المتخصصة في الاستثمار بالشركات الناشئة، إن الضغوط الاقتصادية العالمية ستدفع بالشركات نحو الاندماجات، لتقليل الضغوط الناتجة عن الأوضاع الاقتصادية الحالية.
كانت شركتا فودافون بريطانيا وهاتشيسون أعلنا عن اندماجهما في صفقة تبلغ قيمتها 15 مليار جنيه إسترليني (19 مليار دولار) الأسبوع الماضي، وقالتا إن إنشاء شركة رائدة في السوق من شأنه أن يدفع المنافسة والاستثمار في البلاد، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وعلى خلفية الصفقة المحتملة لاندماج فودافون بريطانيا وهاتشيسون، يرى عبد الغفار أن الاقتصاد البريطاني تحديدا يتعرض لضغوط اقتصادية جراء انسحاب البلاد من اتفاقية الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الآثار السلبية للركود التضخمي الذي يضرب اقتصادات العالم مؤخرا.
ويعتقد عبد الغفار أن الشركات ستلجأ في الفترة الراهنة للاندماج كحل لمواجهة الضغوط الاقتصادية عبر تكوين كيانات أكبر وأكثر قوة قادرة على تحمل الضغوط الاقتصادية الحالية.
وقال إن تأثير الاندماج والاستحواذات بين الكيانات في قطاع الاتصالات وصل إلى مصر منذ عام تقريبا، وتمثل في صورة نقل حصة فودافون مصر من المجموعة العالمية لواحدة من الشركات التابعة للمجموعة وهي فوداكوم الجنوب أفريقية، وهو بمثابة تخارج من المجموعة الأم، بحسب عبد الغفار.
كانت مجموعة الإمارات للاتصالات- التي كانت تعرف بـ اتصالات سابقا- رفعت حصتها في شركة فودافون العالمية إلى 14% خلال فبراير الماضي.
وقالت الشركة، في بيان سابق، إنها رفعت حصتها في مجموعة فودافون إلى 3.8 مليون سهم تقريبا ما يمثل 14% من أسهم الشركة باستثناء أسهم الخزينة.
ولا يستبعد عبد الغفار أن تكون حصة المصرية للاتصالات في فودافون مصر واحدة من صفقة الاستحواذات المحتملة في السوق المصري، وذلك عبر إتمام البيع لجهاز قطر السيادي الذي ينوي الشراء من خلال الشركة التابعة "أوريدو" لتكون مدخلا لوضع قدم لمشغل الاتصالات القطري بالسوق المصري تمهيدا لتغيرات محتملة في السوق قد تشمل شراء باقي حصة فودافون مصر من فودافكوم.
وتمتلك المصرية للاتصالات (المملوكة بنسبة 70% لوزارة المالية) في فودافون مصر نحو 45% من أسهم الشركة، فيما تمتلك الحصة الباقية شركة فوداكوم جنوب أفريقيا.
من جانبه قال حمدي الليثي، نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات السابق، لمصراوي، إن الوضع الاقتصادي العالمي والمحلي يشير إلى وجود اتجاهات جديدة قد ينجم عنها صفقات اندماجات واستحواذات محتملة.
ويرى الليثي أن حدوث تغييرات في السوق أمر إيجابي حيث يسمح بحدوث حراك في السوق، فالوضع المستقر بأسواق الاتصالات لفترات طويلة يسبب ركود.
ويعتقد أن دخول لاعبين جدد للسوق أو نقل ملكيات حصص بالشركات ستكون بمثابة إلقاء حجر بالمياه الراكدة، حيث يدخل أي لاعب جديد برؤية وخطة للتطوير، الأمر الذي يشعل المنافسة من جديد مع الشركات الأخرى.
وأوضح الليثي أن الصفقة المحتملة لبيع حصر الشركة المصرية للاتصالات في فودافون فرصة جيدة لدخول لاعب جديد للسوق المصري، وقد تكون مدخلا لصفقة محتملة لاستحواذ كامل على باقي أسهم فودافون مصر.
ويرى أن مثل هذا النوع من الحراك بالسوق المصري سيسرع من وتيرة إطلاق تقنية الجيل الخامس في مصر، والذي قد نشهد إطلاقه بحلول 2026، بحسب توقعات الليثي.
فيديو قد يعجبك: