نائب وزير الاتصالات: مصر تخوض التحول الرقمي منذ 2015.. وهجرة العقول أبرز التحديات

كتب-علاء حجاج:

أكد المشاركون في المؤتمر الأول لجريدة الشروق، أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا خلال الفترة الحالية وإنما ضرورة لتحقيق التنمية.

وعقدت الشروق مؤتمرها الأول اليوم الأحد تحت عنوان "التحول الرقمي بين إنجازات الحكومة ومتطلبات المواطن" والذي شهد حفل تأبين الزميل الصحفي، أحمد عواد، المسئول عن ملف الاتصالات بالجريدة.

وقال خالد العطار، نائب وزير الاتصالات للتحول الرقمي والميكنة، إن التحول الرقمي أصبح إحدى ضروريات الحياة في جميع دول العالم للوصول إلى مجتمعات معرفية تعتمد على استخدام البيانات لتصحيح المسار ورفع القدرات التنافسية للدول وتحقيق رفاهية المواطنين.

وأكد العطار أن أكبر مشكلة تواجه التحول الرقمي بصفة عامة تتمثل في هجرة العقول للخارج، موضحا أن مصر تخوض مرحلة التحول الرقمي منذ مايو 2015 عند تجميع قواعد بيانات الجهات الحكومية ودراسة تنفيذ مشروعات حكومية عملاقة مثل التأمين الصحي الشامل.

وألمح العطار إلى أن الوزارة تسعى إلى تحويل مصر لمجتمع معرفي يعتمد على توظيف البيانات في إدارة السياسات ولكن يوجد حزمة تحديات منها ضرورة وجود قواعد بيانات حكومية أكثر انضباطا بهدف القضاء على منظومة الفساد، إلى جانب طبيعة الثقافة والموروث لدى الموظف الحكومي والذي ما زال يؤمن بأهمية وجود مستند رسمي مدون عليه ختم النسر.

وتابع قائلا: "يوجد أعداء للتحول الرقمي في مصر لأسباب كثيرة منها مصالح أو وجود سوء فهم أو غياب وعي، مشيرا إلى أن الجمهورية الجديدة التي تسعى الدولة بإنشائها تقوم على مبدأ المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات".

وشدد العطار على ضرورة إعادة هيكلة منظومة الخدمات المقدمة لدى الجهات الحكومية لاستيعاب التطبيقات الذكية الجديدة وإتاحة الخدمات عبر أكثر من منفذ للمواطنين.

من جانبه قال المهندس أحمد مكي رئيس مجلس إدارة شركة بنية كابيتال، إن التحول الرقمي لم يعد محل تساؤل إن كان سيتم الاعتماد عليه من عدمه، لكن الوقت والكيفية هي التساؤلات التي يشغل العالم خلال الوقت الحالي، مشيرا إلى أن مصر جاوبت على تساؤل التوقيت منذ أكثر من ثلاثة أعوام باستراتيجية متكاملة للتحول الرقمي.

وأضاف مكي أن الشركات حاليا بالتعاون مع الحكومة تجيب عن تساؤل كيف سيتم تنفيذ التحول الرقمي، مؤكدا على أن استراتيجية التحول الرقمي تعطي فرصة للشركات لتطوير البنية التحتية التي تعد أهم محاور تنفيذ التحول الرقمي.

وأوضح أن شركة بنية شاركت خلال السنوات الأربعة الماضية في تنفيذ مشاريع مؤثرة على المستوى القومي، لم تكن موجودة بهذه القوة وهذا الزخم من قبل، لتمثل مصر قاعدة لتصدير تلك الخدمات التي تساهم في التحول الرقمي على المستوى الأفريقي والعالمي، لإثبات أن مصر قادرة على التحول الرقمي وتقديم نماذج عالمية خارج مصر.

وأشار إلى أن العالم ينظر الى أفريقيا باعتبارها قارة الفرص وانطلاقا من ذلك يجب القيام بدورنا في دعم الأسواق الأفريقية، مشيرا الى أن شركته بدأت ذلك بالتعاون مع دولة الكونغو لمد البنية التحتية من كابلات الفايبر بالتعاون مع شركة الاتصالات الكونغولية باستثمارات حوالب ٥٠٠ مليون دولار، حيث تم إنشاء شركة مشتركة بين شركتي بنية والاتصالات الكونغولية لمد الألياف الضوئية على المستوى القومي بالدولة الكونغولية.

وشدد مكي على ضرورة توطين صناعة الألياف الضوئية التي تعد حجر الزاوية في البنية التحتية المعلوماتية وهو ما قامت به شركة "بنية" من خلال إنشاء مصنع الألياف الضوئية في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، موضحا أن المصنع تلقى طلبات تغطي ٦٠% من حجم الإنتاج المتوقع للمصنع.

وقال أحمد منصور، الأمين العام للبريد المصري، إن البريد يعمل حاليًا على تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي والشمول المالي من خلال فروع الهيئة البالغة 4200 فرع على مستوى الجمهورية، مبينا أن الهيئة تسعى إلى تغيير طريقة تقديم الخدمة للمواطنين باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.

وأوضح منصور أن البريد المصري يقدم أكثر من 150 خدمة بريدية وحكومية ومالية جزء منها خدمات مجتمعية، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية توعية المواطنين لتقديم الخدمة عن طريق القنوات البديلة.

وتابع: أن الهيئة القومية للبريد بدأت تعمل على تطوير مراكز لوجيستية وسيارات متنقلة وماكينات صراف آلي بعدد 1750 ماكينة وتخطط لإضافة من 2000 إلى 3000 ماكينة جديدة أخرى خلال العام المقبل.