من المراهنات إلى الإعلانات.. إنعاش الاقتصاد البريطاني معلق على يورو 2020
كتبت-ياسمين سليم:
عندما تلتقي إنجلترا وإيطاليا مساء اليوم الأحد في نهائي بطولة أمم أوروبا لكرة القدم( يورو 2020)، ستكون الآمال المعلقة على أقدام لاعبي إنجلترا، أكثر من مجرد الفوز ببطولة في كرة القدم.
ويأمل الإنجليز بأن يساهم الزخم والإقبال على مشاهدة مباريات منتخبهم الوطني خلال فترة البطولة وحتى النهائي في دعم قطاعات اقتصادية تضررت بشدة نتيجة الإجراءات التي فرضت للحد من فيروس كورونا.
وتأتي البطولة بعد نحو 6 أشهر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما عانت بريطانيا من إحدى أكبر الضربات التي أحدثتها الجائحة بين الاقتصادات المتقدمة العام الماضي.
وأظهرت بيانات رسمية في فبراير الماضي، أن اقتصاد بريطانيا انكمش 9.9% في 2020، ليختتم عامًا شهد أسوأ ركود للاقتصاد منذ 1709.
وقد تدعم البطولة النمو الاستهلاكي للبريطانيين الذين ادخروا نحو 20 مليار جنيه إسترليني خلال العام الماضي، نظرًا لإجراءات الاحترازية التي تسببت في الحد من الإنفاق.
ووفقًا لوكالة بلومبرج وBBC فإن بعض القطاعات الاستهلاكية أظهرت نموًا خلال فترة التي لعبها المنتخب الإنجليزي وحتى الآن، وهو ما ترجم في نمو هذه القطاعات ببورصة لندن.
وارتفع مؤشر البورصة البريطانية FTSE 250 بنسبة 0.8% منذ أول مباراة لمنتخب إنجلترا في 11 يونيو الماضي بالبطولة.
البقالة والطعام
استفادت محلات السوبر ماركت من تجمع العائلات الإنجليزية أمام التلفاز لمشاهدة منتخبهم، وهو ما دفع المبيعات للارتفاع في يونيو الماضي منذ بداية البطولة كما يقول أندرو بورتيوس، محلل HSBC Holdings Plc لبلومبرج.
وارتفعت أسهم شركات توصيل الطعام مثل Deliveroo Plc، التي أبرمت شراكة مع الفريق الإنجليزي وهو ما رفع أسهمها بنسبة 17% منذ بداية بطولة اليورو.
ويتوقع دوتشيه بنك أن يضيف إنفاق المشجعين الذين يحضرون المباريات في لندن وجلاسكو حوالي 90 مليون جنيه إسترليني إلى الاقتصاد البريطاني، متوقعًا أن يبلغ حجم الإنفاق يوم المباراة النهائية 40 مليون جنيه إسترليني.
ويقول رئيس البيرة والنبيذ والمشروبات الروحية في Co-op، سيمون كيرنز، إن سلسلة المتاجر الكبرى تتوقع عطلة نهاية أسبوع حافلة قبل المباراة النهائية يوم الأحد.
وقال لـBBC "نتوقع بيع مليون مشروب إضافي اليوم مقارنة بتداولاتنا العادية، وهو ضعف ما يمكن أن نتوقع بيعه عادة".
لكن رغم هذه المكاسب إلا أن قواعد التباعد الاجتماعي التي تفرضها إنجلترا على سكانها ومن المتوقع أن تنتهي في 19 يوليو، تحد من المكاسب.
المراهنات
ويحظى نشاط المراهنات على المباريات بنشاط كبير في البطولات الكبرى، وقال بنك مورجان ستانلي إن وكلاء المراهنات اكتسبوا عملاء جدد خلال يونيو ويوليو الماضيين بنسبة زيادة 95%، مقارنة بنفس الشهرين.
سوق الإعلانات
ودعم وصول إنجلترا للنهائي سوق الإعلانات والمشاهدات التلفزيونية وقالت ITV Plc إن تغطيتها الحصرية لانتصار إنجلترا في الدور قبل النهائي على الدنمارك بلغت ذروتها مع 27.6 مليون مشاهد عبر منصاتها، مما يجعلها أكثر مباريات كرة القدم مشاهدة على الإطلاق على قناة واحدة.
وذكرت صحيفة تليجراف أن إعلانًا من 30 ثانية بيع بمبلغ يصل إلى 750 ألف جنيه إسترليني.
تعزيز الاقتصاد
وذكر سايمون فرينش، كبير الاقتصاديين في شركة Brokers Panmure Gordon، لـ BBC أن نجاح إنجلترا يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي إلى جانب عوامل أخرى.
وقال إن جزءًا من هذا سيكون تأثير الإنفاق على الضيافة أثناء مشاهدة الناس للمباريات، وهو أمر يقدر أنه يمكن أن يساهم بمبلغ صغير نسبيًا قدره 150 مليون جنيه إسترليني في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة.
وبحسب فرينش فإنه "إذا اجتمع الانتصار في يوم ما مع عامل شعور أكبر بالسعادة، كما رأينا خلال يورو 96 أو أولمبياد 2012، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز ثقة المستهلك".
وتدخر الأسر البريطانية حوالي 20 مليار جنيه إسترليني منذ بداية أزمة فيروس كورونا، بحسب بيانات البنك المركزي، وهو ما يجعلها أكثر قدرة على الإنفاق.
"الفوز بالمباراة النهائية، إلى جانب الكثير من الأشياء الأخرى، مثل إعادة فتح الاقتصاد وتخفيف القيود، يمكن أن يساعد في تحرير إنفاق إضافي بمليارات الجنيهات الإسترلينية"، وفقًا فرينش.
لكن الخبير الاقتصادي المستقل جوليان جيسوب، يبدو أكثر حذرًا ويقول في تغريدة له عبر موقع تويتر: "أود أن أقول إن فوز إنجلترا سيعزز اقتصاد بريطانيا، لكنه لن يغير أيًا من الأساسيات".
وبحسب تقرير للجارديان فإن تتوافق وجهة نظر جيسوب مع الأدلة، إذا لم يكن هناك أي دعم للاقتصاد عندما وصلت إنجلترا إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم في عام 1990 لأن ميزانيات الأسر كانت تتقلص بنسبة فائدة تبلغ 15٪.
فيديو قد يعجبك: