النظام الهجين أم عودة كاملة للمكاتب..كيف سيكون شكل العمل بعد كورونا؟
كتب- علاء حجاج:
يرى عدد من المستثمرين ومسؤولين بشركات، أن العمل مرشح للاستمرار بالنظام الهجين بين المكتب والمنزل في المستقبل بعد انتهاء جائحة كورونا، وذلك بعد نجاح التجربة خلال فترة الجائحة واقتناع العديد من الشركات والموظفين بالقدرة على العمل والإنجاز من المنزل مثل المكتب تماما أو أكثر أحيانا.
ويوفر العمل من المنزل على أساس سنوي لجوجل أكثر من مليار دولار، وذلك وفقاً لمؤشرات رسمية صادرة عن الشركة، وهو الأمر الذي قد يغري بعض الشركات للاستمرار في اتباع سياسات العمل من المنزل مع المكتب بعد انحسار جائحة كورونا.
وعمل معظم موظفي جوجل عن بُعد منذ مارس 2020 مما رشد من نفقات الشركة بصورة كبيرة.
ومع ذلك، تخطط جوجل للعودة إلى المكتب في وقت لاحق من هذا العام، وقالت روث بورات، المديرة المالية للشركة، للمستثمرين، إن الشركة تخطط لنموذج "هجين".
من جانبه، يرى أيمن عصام، رئيس قطاع الشئون الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر، أنه من الصعب عودة الموظفين للعمل بالشكل التقليدي بعد انتهاء هذه الجائحة، فحاليا يعمل موظفو الشركة بنظام الهجين، بمعنى تخصيص أيام للعمل من البيت وأخرى للعمل من الشركة بالتبادل، بحيث يكون لكل موظف عدد محدد من الأيام للعمل من المكتب.
وقال عصام، لمصراوي، إنه يرى من وجهة نظره أن النظام الهجين سيستمر في التطبيق ولن يعود العمل بشكله التقليدي، ولكن عدد أيام العمل من المكتب قد تزيد أو تقل بحسب التغيرات الطارئة.
وذكر عصام أن العمل من المنزل بشكل عام له عدة مميزات ولكن له عيوب أيضا، لأنه يحقق وفورات مالية للشركات ولكنه يقطع الصلة بين موظفي الشركة الواحدة ويمثل ضغطا كبيرا على الموظفين عكس العمل من المكتب.
ويرى عصام أن النظام الهجين هو الأفضل لأنه يسمح بالحفاظ على العلاقات الشخصية بين أفراد المنظومة الواحدة، والحفاظ على الثقافة العامة لكل شركة وخاصة أنها عامل من عوامل تميز أي شركة عن الأخرى في بيئة العمل.
وقال باسم مجاهد، الرئيس التنفيذي لشركة راية للتجارة احدى شركات راية القابضة، لمصراوي، إن تنفيذ سياسة العمل من المنزل بصفة دائمة سيكون له آثار سلبية على الموظفين بما يؤثر على الإنتاجية، حيث يتغير ترتيب أولويات الموظفين وخاصة النساء.
وأضاف: "لكن بتخصيص جزء من الوقت مثل 40% من وقت العمل يمكن قضاؤها من المنزل لن يؤثر ذلك على الإنتاجية".
وتابع مجاهد: "نحن في الشركة لدينا توجه بعد انقشاع أزمة كورونا بإتاحة الخيار للموظفين للعمل يوم أو يومين في الأسبوع من المنزل".
من جانبها، قالت مروة منير، مدير العلاقات العامة بشركة هواوي مصر، لمصراوي، إنه إذا كان هناك منفعة واحدة من وراء الجائحة فهي تتمثل في إقناع الناس بأن العمل ليس بالضرورة أن يكون من المكتب فقط.
وأضافت أن الجائحة أثبتت أن العمل لغالبية الوظائف من الممكن أن يتم إنجازه من المنزل وبكفاءة أفضل من المكتب.
وترى منير أن العمل من المنزل يوفر كثيرا من الجهد على الموظفين والذي كان يتم استنزافه في قيادة سياراتهم لمقر العمل وخسارة الوقت في الطرق، فضلا عن تقليل إنفاق الكثير من الموارد على الشركات.
وقال محمد الخولي، عضو الجمعية المصرية لشباب الأعمال "EJB"، ومؤسس "DOTMENT" للاستشارات، إن هناك حوالي 60 مليون موظف قادرون حاليًا على العمل من المنزل.
وأضاف أنه لا يوجد سبب محدد لمطالبة الأشخاص بالحضور إلى المكتب كل يوم أو جعلهم يعملون من الساعة 9:00 صباحًا إلى 5:00 مساءً.
مع ذلك سيكون من الصعب تمتع العاملين في بعض المجالات بامتياز العمل عن بعد، مثل أولئك الذين يعملون في قطاعي الرعاية الصحية والتجزئة وصناعة الخدمات، بينما نجح العديد من الأفراد الآخرين في تحويل عملهم إلى العالم الرقمي، ومن غير المتوقع أن تعود هذه التطورات الأخيرة إلى طبيعتها بالسرعة التي بدأت بها، بحسب الخولي.
وقال الخولي: "هذه المعايير الجديدة ستبقى معنا لعقود".
فيديو قد يعجبك: