مكون بدولار واحد يتسبب في أزمة عالمية بالرقائق الإلكترونية.. فماذا حدث؟
كتبت- ياسمين سليم:
فوجئ المشاركون في مبادرة إحلال السيارات للعمل بالغاز الطبيعي التي أطلقتها وزارة المالية، باعتذار شركة جي بي أوتو عن عدم إمكانية تغطية كامل الأعداد المطلوبة منها من السيارات نظرًا لأزمة تواجه شركة هيونداي العالمية.
وتواجه شركات السيارات وأغلب العاملين في الصناعات الإلكترونية، أزمة حادة في نقص الرقائق الإلكترونية أدت إلى أزمة عالمية تخنق الصناعة حول العالم ووصلت إلى تدخل البيت الأبيض لمحاولة حلها.
ماذا حدث؟
وفقا لوكالة بلومبرج فإن المشكلة تكمن في مكون لا تتجاوز قيمته الدولار الواحد، ويطلق عليه اسم مشغل العرض، وتستخدم رقائق مشغل العرض في نقل التعليمات الأساسية لإضاءة الشاشة على الهاتف أو الكمبيوتر أو نظام الملاحة.
وتواجه شركات صناعة الرقائق مشكلة في عدم توافر عدد كافٍ من شرائح مشغل العرض، لأن الشركات المصنعة لا تستطيع مواكبة الطلب المتزايد عليها، كما أن سعرها في ارتفاع كبير وهو ما يسهم في نقص الإمدادات.
وتمتد هذه المشكلة لتطول كل الصناعات التكنولوجية من صناعة المكونات الأساسية لصنع أجهزة التلفزيون، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، فضلاً عن السيارات والطائرات والثلاجات المتطورة.
ونقلت بلومبرج عن ستايسي راسجون، والتي تغطي أخبار قطاع أشباه الموصلات لشركة سانفورد سي بيرنستين، قولها: "ليس الأمر كما لو أنه يمكنك أن تكتفي بما لديك، ففي حال كان كل شيء متوفر عندك، ولكن كان ينقصك رقائق مشغل العرض، فأنت لن تستطيع فعليًا صنع منتجك".
وساهم في اشتداد الأزمة الحالية تعرض مصنع شرائح مملوك لشركة Renesas Electronics Corp لحريق في منتصف الشهر الماضي، وتمثل هذه الشركة 30% من وحدات التحكم الدقيقة المستخدمة في صناعة السيارات.
سوء تقدير
وترجع وكالة بلومبرج هذه الأزمة لسوء تقدير من مصنعي الرقائق الإلكترونية خلال جائحة فيروس كورونا، بعدما توقعت العديد من الشركات أن يقلص المستهلكون مشترياتهم مع مرور الوقت.
لكن ما حدث كان العكس فمع الإغلاق العام والبقاء لفترات طويلة في المنزل، بدأ المستهلكون في شراء منتجات التكنولوجيا مثل أجهزة الكمبيوتر للعمل من المنزل وشاشات تلفزيون ووحدات تحكم الألعاب.
وتصف بلومبرج ما حدث بأنه "يوم جمعة أسود لا ينتهي على الإنترنت" في إشارة إلى تخفيضات الجمعة السوداء في شهر نوفمبر من كل عام والتي يزيد فيها الطلب على المنتجات.
وخلال الجائحة أوقف صانعو السيارات الطلب على الرقائق الإلكترونية بسبب توقف المصانع عن العمل، لكن مع عودة الحياة وزيادة الطلب لم يستطع صانعو الرقائق الوفاء بهذه الطلبيات.
ونقلت بلومبرج عن جوردان وو، من شركة هيماكس التي تصنع الرقائق، قوله إن الجائحة أدت إلى طلب قوي لدرجة أن شركاء التصنيع لا يستطيعون صنع ما يكفي من رقائق مشغل العرض لجميع اللوحات التي تدخل في أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون وأجهزة الألعاب، وفضلاً عن جميع المنتجات الجديدة التي تضعها الشركات في الشاشات، مثل الثلاجات ومقاييس الحرارة الذكية وأنظمة الترفيه في السيارة.
ولن يستطيع المصنعون في الوقت الحالي الإقدام على بناء المزيد من خطوط التصنيع لأن ذلك سيكون غير منطقي من الناحية الاقتصادية.
وشغلت هذه الأزمة أغلب الدول الصناعية في العالم، واستمع أمس كبار مسؤولي حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشركات التي تتنافس بعضها مع بعض لاقتناص الإمدادات العالمية الناقصة بحدة من أشباه الموصلات.
ويحاول البيت الأبيض معرفة كيفية تخفيف النقص الذي يعاني منه صانعو السيارات الذين أوقفوا العمل في مصانعهم في معظم أنحاء العالم وتسبب هذا في أزمة عالمية لكبرى مصنعي السيارات.
وتضغط شركات صناعة السيارات من أجل تخصيص جزء من حزمة التحفيز التي تضخها أمريكا لرقائق السيارات، كما تحذر من احتمالية حدوث عجز بمقدار 1.3 مليون وحدة من السيارات والشاحنات الخفيفة في الولايات المتحدة العام الجاري في حال لم يحظَ قطاعهم بالأولوية.
لكن هذه الضغوط تلقى معارضة صانعي الأجهزة الإلكترونية الأخرى التي تأثرت بنقص الرقائق، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
فيديو قد يعجبك: