إعلان

بعد عاصفة.. أسعار المحاصيل والسلع الأساسية في مهب كورونا والطقس في 2022

02:08 م الثلاثاء 28 ديسمبر 2021

حصاد القمح _أرشيفية

كتبت-ياسمين سليم:

ستهدأ أسعار المحاصيل الزراعية والسلع الأساسية خلال العام المقبل بعد أن شهدت قفزات كبيرة هذا العام، لكنها ستظل عرضة للتغيرات المناخية وأزمات ارتفاع مستلزمات الإنتاج، بحسب ما يتوقعه بنوك استثمار والبنك الدولي.

وكانت أسعار المحاصيل الزراعية والسلع الأساسية سجلت ارتفاعات كبيرة خلال العام الجاري، تأثرًا بموجات طقس متقلبة وارتفاع مستلزمات الإنتاج مثل أسعار الطاقة والأسمدة، وهو ما دفع معدل التضخم للارتفاع حول العالم.

وتوقع البنك الدولي في تقرير حديث له أن تسجل أسعار المحاصيل الزراعية زيادة نسبتها 22% خلال العام الجاري نتيجة اضطراب الإمدادات الذي عم العالم خلال 2021.

ومنذ بداية العام الجاري يسجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة "فاو" لأسعار الغذاء ارتفاعات متتالية، ووصل الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ يونيو 2011.

توقعات 2022

تشير توقعات بنوك الاستثمار إلى هدوء أسعار المحاصيل الزراعية خلال 2022، بعد عاصفة في 2021، لكن هذا الهدوء سيكون محفوفًا بالتقلبات الجوية وظروف الاقتصاد الكلي.

وبحسب توقعات شركة ING المتخصصة في الخدمات المالية فإن أسعار المحاصيل الزراعية ستهدأ خلال العام المقبل، لكنها ستظل فوق أعلى معدل لها على المدى الطويل.

وتأتي هذه التوقعات مواتية مع توقعات البنك الدولي والذي قال في تقرير إن أسعار المحاصيل الزراعية ستتراجع بشكل طفيف في 2022 و2023.

لكن بنك استثمار UBS يرى أن التوقع لأسعار السلع الزراعية في 2022 سيكون أكثر تعقيدًا مع التأثير المحتمل للظاهرة المناخية "النينا" (La Niña) على المحاصيل خلال النصف الأول من 2022.

وتعرف النينا بأنها تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي، مما يؤثر على كثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

وتعطي بنوك الاستثمار نظرة لسعر كل محصول زراعي على خلال العام المقبل، مقارنة بالعام الجاري.

القمح

وفقًا شركة ING فإن سعر تداول القمح كان عند أعلى مستوياته منذ عدة سنوات بسبب الطقس الذي ضرب المحاصيل من عدد من المنتجين الرئيسيين.

وتفترض ING أن الطقس سيكون طبيعيًا في العام المقبل، وهو ما يعني أن يشهد القمح ارتفاعًا في مخزوناته بنهاية العام، وهو ما يدعم استقرار الأسعار.

ويتوقع البنك الدولي أن تستقر أسعار القمح في عام 2022 مقابل ارتفاع متوقع لها هذا العام بنسبة 21%.

السكر والقهوة

سيكون التوقع لأسعار السكر والقهوة في العام الجديد مرهونًا بالتغيرات المناخية التي ستحدث، خاصة ظاهرة "النينا" والتي ستضرب البرازيل، وفقًا شركة ING المتخصصة في الخدمات المالية.

وقالت إن سوق القهوة يعاني من الجفاف وتدمير المحاصيل الذي ضرب البرازيل هذا العام، ويتوقف نتائج تأثير المحصول للموسم المقبل على موسم سقوط الأمطار.
وتعتبر البرازيل أكبر منتج للقهوة في العالم بكميات تصل إلى 63.4 مليون طن في العام، وفقا لبيانات Visual Capitalist.

وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن أسعار القهوة من نوع أرابيكا وروبوستا ارتفعت بنسبة 40% بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.

وأوضحت ING أنه مع عدم اليقين من المرجح أن تظل أسعار البن مرتفعة، لحين حصول السوق على فكرة أفضل عن حجم المحصول البرازيلي القادم.

الأرز والزيوت

تظهر توقعات البنك الدولي أن أسعار الأرز متوقع لها الانخفاض هذا العام والعام المقبل.

ويتوقع أن يسجل مؤشر أسعار الزيوت استقرارًا في 2022، مقابل ارتفاع في بمتوسط 40% هذا العام.

وبحسب بيانات فاو فإن مؤشر أسعار الزيوت والدهون سجل ارتفاعًا بأكثر من 51% خلال شهر نوفمبر الماضي، مقارنة بنفس الشهر العام الماضي.

مخاطر التوقعات

ستكون توقعات أسعار المحاصيل في 2022 مرهونة بعدة مخاطر ستؤثر على الإنتاج، بحسب التحليلات.

وتبرز جائحة فيروس كورونا بشكل عام كأبرز المخاطر التي يمكن أن تتسبب في ارتفاع أسعار المحاصيل، بحسب ما ترجحه شركة ING في توقعاتها.

وكانت الإغلاقات التي صاحبت الموجة الأولى لجائحة كورونا تسببت في اضطرابات كبيرة في سوق السلع وساهمت في ارتفاع الأسعار خلال العام الماضي، وامتدت أثارها إلى العام الجاري.

ووفقًا للبنك الدولي فإن توقعاته متوقفة على عدد من المخاطر منها ارتفاع أسعار بعض مدخلات الإنتاج مثل أسعار الطاقة والأسمدة وعدم اليقين بشأـن مؤشرات الاقتصاد الكلي في العالم، بجانب تأثيرات الظاهرة المناخية "النينيا"، بجانب الاتجاه لتحويل السلع الغذائية إلى الوقود الحيوي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان