إعلان

"فرصة ذهبية".. كيف تستفيد الصناعة المصرية من أزمة كورونا؟

04:31 م الأربعاء 29 أبريل 2020

كورونا تغير خريطة الصناعة في العالم

كتبت– شيماء حفظي:

يخلق عالم ما بعد كورونا تساؤلات كبيرة عن مستقبل الاقتصاد في مصر، خاصة في القطاع الصناعي، الذي قد يتمتع بفرصة ازدهار تنبت من رحم الأزمة.

يقول مسؤولون باتحاد الصناعات إن مصر أمامها فرصة كبيرة لاكتساب مزايا وفوائد من الأزمة الحالية، سواء على مستوى التصدير أو التصنيع المحلي، واستقطاب فرص استثمار أجنبي، خلال المرحلة المقبلة.

ويرى محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية، باتحاد الصناعات، أن فيروس كورونا سيصنف العالم لما قبل الأزمة وما بعدها، لأن خريطة العالم الصناعية ستتغير، وسيخلق فرصا أمام دول أخرى، مع انتقال مراكز صناعية.

وقال المهندس "درس لنا عن كيفية الاعتماد على أنفسنا، وتعميق التصنيع المحلي، والتكامل بقدر الإمكان".

وأوضح أنه فيما يتعلق بالصناعات الهندسية، فإن الغرفة تعمل بالفعل على تطوير التصنيع لإحلال الواردات، فمثلا "حجم وارداتنا من الأدوات الصحية خلال النصف الأخير من 2019 تخطت 3 مليارات جنيه، وهذا جعلنا نتحرك لتحويل المستوردين لمصنعين وهذا تحول كبير يخدم الصناعة والمستهلك".

وأضاف أن الصناعة عبارة عن مثلث من 3 أضلاع تتضمن التكنولوجيا المتطورة في الإنتاج بما يقلل تكلفة الإنتاج وبالتالي يكون سعره مقبولا، والخبرة والمعرفة التقنية أو Know How للتصنيع وتحديثات المنتج، بالإضافة إلى اليد العاملة.

"نحتاج لضبط الأضلاع الثلاثة لنتمكن من المنافسة، الفترة المقبلة، ستلجأ كل دولة للاعتماد على نفسها ولا تحكمها دولة أخرى، بالإضافة إلى ذلك مصر تعد فرصة أمام المستثمرين لما فيها من فرص تتعلق بحجم السوق وبوابة افريقيا"، بحسب المهندس.

وقال محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، لمصراوي، إن الواقع الجديد سيفرض تحولات كبيرة على القطاعات الصناعية، وهذا ربما يكون تأثير إيجابي لأزمة كورونا، وإن تم استغلالها ستكون فرصة كبيرة للصناعة والاقتصاد المصري.

وأوضح أن تكلفة الإنتاج في الصين أصبحت مكلفة عالميا مقارنة بوقت سابق، وهو ما يجعل أمام مصر فرصة لتتحول لـ "مصنع العالم" وذلك فقا لموقعها وتوفر الأيدي العاملة، ويبقى التحفيز الذي تتخذه الحكومة لاستقطاب المستثمرين والصناعات المهاجرة من أي دولة.

"العالم كله أدرك ذلك، هناك سلاسل إنتاج دولية للتصنيع، لكن الظروف الحالية أظهرت ضرورة التكامل الداخلي في سلع معينة تغني عن الاستيراد أو تضيف قيمة تصديرية للدولة" بحسب البهي.

ويرى البهي، أن الاستفادة من الأزمة تكون بالاهتمام بإنتاج سلع تطابق المواصفات العالمية، وبتكلفة تتماشى مع المعروض العالمي منها، لزيادة فرص الصادرات.

"يأتي ذلك من خلال معرفة طلب الآخر من الجودة، وتضافر الجهود وحضور الدولة بحزم تمويلية سخية والإقراض وفقا للتدفقات النقدية وليس الأصول، بالإضافة إلى إنهاء إجراءات البيروقراطية، وتفعل فكرة الشباك الواحد" بحسب البهي.

كما تتضمن الإجراءات تقديم حوافز للمستثمرين الأجانب بما يتوافق مع التطورات "لا يجب رفع سعر الأراضي، في المقابل يجب أن يتم الاستثمار الأجنبي بأموال محولة منالخارج ولا تعتمد على تمويل داخلي".

ويضيف "الدولة أعلنت عدد من الإجراءات السريعة في التعامل مع الأزمة، لكن نحتاج للتفكير في المحفزات التي تساعد قطاع الصناعة ولا ننتظر أن نتحرك بعدما يتعافى العالم.. أهدرنا الكثير من الوقت، وكل ما نأخذ خطوة أسرع يمكننا العبور أسرع".

ويقول البهي، إن الاهتمام بالقطاع الصناعي، يجب أن يبدأ من الصناعات التي لديها قاعدة تصديرية قوية ولا يشترط أن نبدأ من الصناعات الثقيلة "لا تغني صناعة عن أخرى، لكن الوضع لا يتحمل الانتظار، نحتاج للعمل في القطاع الذي ينجز بشكل أسرع، ثم يأتي لاحقا توطين الصناعة وجلب التكنولوجيا وكل ذلك سيعود على دعم الاقتصاد الكلي".

ويقول محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إن أزمة كورونا ستجعل الدول تفكر في قدراتها الصناعية والإنتاجية، وستكون هناك منافسة دولية لاستقطاب الاستثمارات.

"العالم كله سيعيد حساباته، ولن نكون اللاعب الوحيد على المسرح، ستحاول الدول تعويض خسائرها واستقطاب مستثمرين خارجيين، لكن ذلك سيأخذ وقتا، وهذا يجعل لنا فرصة منافسة" بحسب المرشدي.

وقال المرشدي، إن "القيادة السياسية في مصر تهتم فعلا بتطوير الصناعة المصرية وزيادة الطاقة الإنتاجية، وحل مشكلات القطاع الصناعي، وهو ما يعد ضرورة للحد من الاعتماد على السلع المستوردة ".

يضيف المرشدي أن الاهتمام بقطاع الصناعة يقلل الاستيراد ويزيد من فرص العمل، ويقلل الضغط على العملة الصعبة بما يخدم قيمة الجنيه، لكنه قال إن الحكومة تحتاج لاتخاذ إجراءات أكثر حسما لحماية الصناعة خاصة فيما يتعلق بالتهريب والممارسات غير الشرعية".

"لن نتمكن من إنتاج كل شئ، لكن هناك صناعات تتمتع بمميزات وخبرة في مصر، مثل الصناعات النسيجية والمعدنية والهندسية، في هذه الصناعات نحن قادرين على استغلال قدراتنا فيها خلال الفترة المقبلة" بحسب المرشدي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان