3 أسر من قلب الأزمة.. مصريون فقدوا وظائفهم بسبب تداعيات كورونا
كتبت- ياسمين سليم:
أغلق رزق عيد، أبواب مكتب الرحلات الخاص به، ولم تطئه قدمه منذ أن قررت الحكومة إغلاق المدارس والجامعات خوفًا من انتشار فيروس كورونا.
يعمل عيد في توصيل الطلاب للمدارس بجانب الرحلات والسفريات الخاصة من خلال مكتب للرحلات وسيارتين يعمل عليهما هو وسائق أخر.
"العمل متوقف تمامًا.. كنا نعمل في نقل الطلبة أو الرحلات ومنذ توقفت المدارس والجامعات ولا يوجد عمل"، يقول عيد الذي يعول أسرة مكونة من ابنة وزوجة.
وفي منتصف شهر مارس الماضي قررت الحكومة تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات ضمن إجراءاتها الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.
كان عيد يبدأ عمله مبكرًا بتوصيل الطلاب لمدرستهم بمنطقة التجمع الخامس، وينتظر حتى يعيدهم إلى ذويهم في نهاية اليوم الدراسي.
يقول: حاليًا "لا شغله ولا مشغلة"، يوميًا أهاتف أقاربي حتى يجدوا لي فرصة عمل بدلًا من البطالة.
يفكر عيد جديًا في بيع السيارتين اللاتي يمتلكهما وعمل مشروع خاص به بالأموال التي سيحصل عليها.
"لدي مني باص ثمنه يقترب من 500 ألف جنيه، لكن لو فكرت في بيعه سأخسر ليس أقل من 100 ألف جنيه بسبب هذه الظروف التي نمر بها"، وفقًا لقوله.
مع توقف المدارس في منتصف الشهر اضطر عيد للاستغناء عن السائق الذي يوظفه لديه ويقول "منحته نصفه راتبه ومستحقاته وتمنيت له التوفيق".
وإذا كان عيد قد عوض السائق الذي يعمل معه فإن علاء إسماعيل، الذي كان يعمل في شركة للحجوزات السياحية عبر الإنترنت، أبلغته الشركة بالاستغناء عنه دون أية تعويضات.
يقول إسماعيل لمصراوي إن شركته أبلغته ونحو 50 عاملًا بإغلاق مكتبهم في القاهرة بسبب توقف الحجوزات بسبب فيروس كورونا.
يعمل إسماعيل نائبًا لمدير فرع شركته Hotlespro للحجوزات السياحية "أبلغتنا الشركة يوم 16 مارس الماضي، أننا سنحصل على شهر إجازة من غير راتب بسبب انتشار فيروس كورونا وتوقف الحجوزات السياحية"، حسب قوله.
مع بداية شهر أبريل أبلغت الشركة إسماعيل وزملائه بأنها ستغلق مكتبها في القاهرة وبقية عواصم العالم بسبب توقف السياحة حول العالم.
يقول إسماعيل "الشركة أبلغتنا غلق المكتب بدون الحصول على المرتب أو مكافأة نهاية الخدمة وبدون حتى أن تبلغنا في الموعد الذي يحدده قانون العمل".
وتوقع تقرير لمنظمة العمل الدولية أن ينخفض عدد العمالة بالدول العربية بما يعادل 5 ملايين عامل بدوام كامل خلال العام الجاري.
وتضرر قطاع السياحة والسفر من جائحة فيروس كورونا على مستوى العالم، بعدما توقفت حركة الطيران في أغلب مدن العالم وأغلقت المنشآت والمقارات السياحية.
وبحسب بيانات منظمة العمل وصل عدد العاملين في القطاع في العام 2018 إلى 319 مليون شخص أي 10% من العمالة العالمية، موضحة أنه يمكن أن ينكمش بنسبة تتراوح بين 45 و70%.
إجراءات ولكن
ورغم أن شركات المقاولات والمشروعات الهندسية التي تعمل وسط إجراءات مشددة وضعتها الحكومة للحفاظ على صحة العاملين إلا أن بعض الشركات اضطرت لوقف العمل والاستنغناء عن بعض العاملين بها.
هذا ما حدث مع زوج فريدة الإمام-اسم مستعار-، الذي يعمل رسامًا هندسيًا في إحدى شركات الاستشارات العقارية.
تقول فريدة "في بداية الشهر الجاري أبلغت الشركة زوجي بأن العمل سيتوقف لمدة أسبوع لأن الموقع الذي تعمل فيه الشركة به حالات لمصابين بفيروس كورونا".
"لم يعترض زوجي على هذا الأمر إلا أن بعد أسبوع أبلغوه بأنه لا يوجد احتمالية لعودة العمل من الأساس"، حسب قولها.
لم يمكث زوج فريدة في هذا العمل سوى شهرًا واحدًا، لكن خروجه من العمل سيسبب للأسرة جميعها أزمة.
وتقول منظمة العمل الدولية إن سوق العمل في العالم يواجه أسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية، جراء تداعيات فيروس كورونا على الوظائف والإنتاج.
"نحن في قلب الأزمة زوجي يمكث بدون عمل وأنا كنت أعمل منذ شهر وتركت عملي والآن أعمل بشكل حر بدون دخل ثابت"، بحسب فريدة.
فيديو قد يعجبك: