لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الخام الأمريكي بأقل من 11 دولارا.. لماذا فشل اتفاق "أوبك +" في إنقاذ أسعار البترول؟

06:23 م الإثنين 20 أبريل 2020

أسعار البترول

كتب- مصطفى عيد:

تشهد أسعار البترول العالمية انخفاضات دراماتيكية وتهاوى سعر الخام الأمريكي لأقل من 11 دولارا للبرميل خلال تعاملات اليوم الاثنين، مع امتلاء مخزونات النفط الأمريكية والتراجع الحاد في الطلب.

وتوقع خبراء بترول ومحللون أن يتراوح سعر خام البترول بين 30 و50 دولار خلال الفترة المتبقية من عام 2020، مع استمرار تراجع الطلب، والضبابية بشأن توقيت السيطرة على تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، وشكوك بشأن إمكانية الاتفاق على خفض إضافي للإنتاج.

وأرجع الخبراء والمحللون الذين تحدثوا لمصراوي، فشل اتفاق خفض إنتاج البترول الذي عقدته مجموعة الدول المنتجة للبترول وحلفائها "أوبك+" قبل أسبوعين، في زيادة أسعار البترول بعد هبوط عنيف بسبب حرب أسعار، إلى الحاجة لخفض إضافي للإنتاج وهو ما يصعب حدوثه إلى جانب الوفرة الكبيرة حاليا بالمخزونات مع التراجع الحاد في الطلب، بسبب كورونا.

واتفقت أوبك وحلفائها بقيادة روسيا، فيما يعرف بـ "أوبك+"، يوم الأحد قبل الماضي على خفض غير مسبوق لإنتاج النفط، يعادل نحو 10% من المعروض العالمي، لدعم أسعار الخام في ظل جائحة فيروس كورونا، وذلك بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السعودية وروسيا للعودة للتفاوض وإنقاذ سوق النفط.

ويأتي الاتفاق بعد حرب أسعار بين روسيا والسعودية أدت لتراجع أسعار البترول بأكثر من النصف مقارنة بأسعار البترول في بداية العام.

وقالت مجموعة "أوبك+" إنها اتفقت على تقليص الإنتاج 9.7 مليون برميل يوميا في مايو ويونيو المقبلين، وذلك في أكبر خفض على الإطلاق لإنتاج النفط، إذ يتجاوز أربعة أمثال التخفيضات التي اتفق عليها أثناء الأزمة المالية في 2008.

ولكن رغم ذلك الاتفاق إلا أن الأسعار التي شهدت بعض الارتفاع في أول 3 أيام من الشهر الجاري مع بدء الرئيس الأمريكي ضغوطه، تراجعت مجددا بعد الإعلان عن الاتفاق، وكان الخام الأمريكي الأكثر تأثرا بهذا التراجع الذي انخفض بحدة بنحو 40% خلال تعاملات اليوم إلى مستوى 10.75 دولار للبرميل.

ووصل سعر برميل النفط لخام برنت العالمي خلال تعاملات اليوم إلى نحو 26.55 دولار، بحسب آخر التحديثات وفقا لبيانات شبكة بلومبرج، منخفضا بنسبة 5.45%.

لماذا فشل الاتفاق التاريخي في احتواء الأسعار؟

وأرجع مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول سابقا، الانخفاض الحاد في أسعار البترول إلى الوفرة الضخمة الموجودة من النفط في ظل زيادة الإنتاج خلال فترة ما قبل الاتفاق على خفض الإنتاج مع تصاعد حرب الأسعار، وهو ما تزامن مع حالة ضعف الطلب العالمي بسبب تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد.

وقال يوسف لمصراوي، إنه تم تخزين كميات ضخمة من النفط خلال الفترة الماضية مع زيادة الإنتاج بالسعودية ودول أوبك، وذلك في إطار حرب الأسعار وأيضا لمواجهة صناعة النفط الصخري، وهو ما سيؤخر ظهور تأثير اتفاق خفض إنتاج النفط لفترة من الزمن والتي ربما تطول بسبب حالة الكساد الاقتصادي العالمية.

تراجع الطلب كان له دور كبير أيضا بسبب تداعيات كورونا، حيث قال شامل حمدي وكيل أول بوزارة البترول سابقا، لمصراوي، إن الاتفاق على خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل لن يكون له تأثير كبير وحده على الأسعار دون حدوث خفض إضافي بنفس الكمية، وذلك بسبب الانخفاض الحاد في الطلب.

وأضاف أن الطلب على البترول انخفض بنحو 20 مليون برميل يوميا خلال الفترة الأخيرة مع تداعيات انتشار فيروس كورونا وذلك من أصل 100 مليون برميل، ولا بد من تغطية هذه الفجوة للتأثير على الأسعار.

وذكر حمدي أن تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا أدت إلى تراجع كبير في استهلاك النفط مع تراجع حركة الطيران، وحركة السيارات مع خفض التجول، وإنتاج المصانع الذي تراجع خاصة في عدد من الدول عالية الاستهلاك للبترول مثل الولايات المتحدة والصين وأوروبا.

وتابع: "في الماضي عندما كان الطلب يتراجع في السوق بكمية مليون أو مليون ونصف برميل يوميا كانت الأسعار تتأثر وتجتمع أوبك وتخفض الإنتاج بنفس الكمية لتدارك الموقف.. ولكن تراجع الطلب كبير جدا هذه المرة ووصل إلى 20 مليون برميل دفعة واحدة وبالتالي رغم أن الاتفاق الأخير على خفض الإنتاج تاريخي فإنه ليس كافيا".

واتفق نعمان خالد محلل الاقتصاد الكلي بشركة "سي آي كابيتال" لإدارة الأصول، مع شامل حمدي، على أن المشكلة الأكبر تتعلق بالطلب أكثر منها بالعرض.

وقال نعمان خالد لمصراوي، إن التراجع الكبير الذي حدث لأسعار البترول مؤخرا يعود إلى وجود رؤية على مدى 6 أشهر بهبوط كبير في الطلب بسبب وقف الطيران والإنتاج والنشاط الاقتصادي بمختلف بلاد العالم.

وبحسب مدحت يوسف، يعود تأثر أسعار الخام الأمريكي بشكل أكبر كثيرا من خام برنت إلى وجود وفرة كبيرة في المخزونات بالولايات المتحدة مع توقف اقتصادها والتي تعد أكبر مستهلك للنفط في العالم، بالإضافة إلى وجود مشكلة في سعات التخزين هناك مع استغلال مساحات كبيرة منها في الفترة الحالية.

وأكد يوسف أن زيادة الفارق بين سعري خام برنت والخام الأمريكي خلال الفترة الأخيرة تعود إلى اختلاف طبيعة سوق كل خام، والظروف التي تمر بها كل سوق، وأوضاع التصدير وغيرها.

ما التوقعات لمستقبل أسعار النفط؟

توقع مدحت يوسف، أن تستمر أسعار البترول خاصة خام برنت في التذبذب خلال الفترة المقبلة مع اتجاهها للارتفاع ولكن بشكل طفيف مع بدء دخول اتفاق خفض إنتاج النفط حيز التنفيذ في أول مايو، ليتم تداول البرميل في مستويات بين 30 و35 دولارا.

وقال يوسف إن من المتوقع أن يزيد الطلب المستقبلي على النفط خلال الفترة المقبلة، مقارنة بمستوياته الحالية، ومع تقلص المعروض بتنفيذ الاتفاق من المتوقع أن ترتفع الأسعار، ولكن نسبة الارتفاع تتوقف على مدى التحسن في معدلات التجارة العالمية والنشاط الاقتصادي والخروج من حالة الكساد الحالية.

وتوقع نعمان خالد أن يتراوح سعر برميل البترول الخام برنت بين 30 و40 دولارا حتى نهاية 2020.

وقال خالد إن حل المشكلة يحتاج إلى خفض عنيف من جانب العرض، وهو ما يصعب حدوثه حاليا خاصة في ظل تاريخ سيء لتنفيذ الاتفاقيات السابقة بين أوبك وروسيا، وبالتالي هناك حالة من عدم الثقة في سوق النفط بشأن إمكانية تطبيق مثل هذا الحل.

كما أن حدوث اتفاق خفض جديد قد يعرض بعض دول الخليج للمخاطرة بالإنتاج مع خفض كميات الإنتاج مع احتمالية عدم حدوث صعود قوي في وقت سريع، وهو أمر من الصعب حدوثه خلال الفترة الحالية، وفقا لخالد.

وأوضح أنه بالتالي السيناريو الأرحج لحل أزمة انخفاض الأسعار هو الانتظار لحين اكتشاف اللقاح لفيروس كورونا، أو ظهور علامات أكيدة على انحسار انتشار الفيروس ووجود خطة واضحة لعودة النشاط الاقتصادي كما كان عليه في العالم، وهو ما قد يحدث في عام 2021، ووقتها قد يرتفع سعر البرميل إلى مستوى بين 60 و70 دولارا.

بينما كان السيناريو الأكثر تفاؤلا هو ما توقعه شامل حمدي بأن يحدث اتفاق بخفض إضافي بحوالي 10 ملايين برميل يوميا من إنتاج البترول، وفي هذه الحالة سترتفع أسعار برميل برنت إلى مستوى بين 30 و40 دولارا خلال الشهرين المقبلين على أن تواصل الصعود تدريجيا إلى مستوى 50 دولارا بنهاية عام 2020.

ولكن مع عدم حدوث اتفاق جديد، توقع حمدي أن يبقى سعر البرميل في مستواه الحالي بين 25 و30 دولارا لحين تحسن النشاط الاقتصادي وبدء التعافي من تداعيات فيروس كورونا، وهو ما يستغرق مدة قد تصل إلى عام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان