إعلان

كيف انتهت حرب أسعار البترول باتفاق تاريخي؟

01:01 م الإثنين 13 أبريل 2020

اتفاق تاريخي لخفض إنتاج البترول

كتبت- ياسمين سليم:

انهت مجموعة أوبك+، التي تضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها، حرب الأسعار التي اشتعلت في مارس الماضي، بعدما قررت في ساعة متأخرة من أمس خفض إنتاج النفط بمستوى تاريخي.

وأعلنت منظمة أوبك+، التوصل لاتفاق يقضى بخفض غير مسبوق لإنتاج النفط، يعادل نحو 10% من المعروض العالمي.

وتأتي هذه الخطوة لدعم أسعار الخام بعدما تراجعت بسبب انخفاض الطلب جراء انتشار فيروس كورونا واشتعال حرب أسعار بين روسيا والسعودية.

وهبطت أسعار النفط بنحو الثلثين هذا العام بعد أن تسبب فيروس كورونا المستجد في تقليص الطلب على النفط، كما أن روسيا والسعودية المنتجين الرئيسيين للنفط رفعا إنتاجهما لتبدأ حرب أسعار بين البلدين، بعدما فشلا في التوصل لاتفاق تخفيض الإنتاج الشهر الماضي.

إلا أن أعضاء أوبك+ عادوا لطاولة التفاوض مرة ثانية مع نهاية الأسبوع الماضي، واستمرت المبحاثات لمدة 4 أيام.

ماذا عن الاتفاق الجديد؟

يقضي الاتفاق الجديد بتقليص إنتاج النفط بقيمة 9.7 مليون برميل يوميا خلال شهري مايو ويونيو المقبلين.

وقالت أوبك+ في بيان عقب الاجتماع إنها تريد من منتجين خارج المجموعة، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج، خفض 5% أخرى أو خمسة ملايين برميل يوميا.

وتوقعت مصادر في أوبك+ لوكالة رويترز أن تخفيضات إنتاج النفط الفعلية قد تقارب 20 مليون برميل يوميا، عند حساب مساهمات غير الأعضاء وتخفيضات طوعية أعمق من بعض أعضاء أوبك+.

وقالت مصادر أوبك+ إن الأعضاء الخليجيين بمنظمة البلدان المصدرة للبترول سيشرعون في تخفيضات أعمق من تلك المتفق عليها.

ماذا يعني الاتفاق الجديد لأسعار النفط؟

ردًا على الاتفاق، تقلبت أسعار النفط منذ أمس وحتى اليوم، وارتفع خام برنت بنسبة 4% في أعقاب الإعلان عن الاتفاق، إلا أن الأسعار فقدت بعضًا من مكاسبها ليتداول السعر الآن عند 30.89 دولار للبرميل.

ورغم أن انخفاض الطلب من شأنه أن يدعم الأسعار إلا أن بنك جولدمان ساكس يتوقع أن تواصل أسعار النفط الهبوط في الأسابيع المقبلة.

وقال البنك في مذكرة بحثية اليوم إن الاتفاق تاريخي لكنه غير كافٍ، مستبعدًا أن يعوض خفض الإنتاج تهاوي الطلب بسبب فيروس كورونا.

وتضرر الطلب على النفط، جراء توقف حركة النقل والتصنيع في بلدان كثيرة حول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا.

لكن بنك مورجان ستانلي رفع توقعاته لأسعار النفط قائلا إن سعر برنت سيرتفع في الربع الثالث إلى 30 دولارا من 25 دولارا للبرميل وللخام الأمريكي إلى 27.50 دولار من 22.50 دولار.

كما رفع التوقعات للربع الأخير بواقع خمسة دولارات أيضا للخامين ليصل برنت إلى 35 دولارا وخام غرب تكساس الوسيط إلى 32.50 دولار، بحسب رويترز.

وتوقع البنك أن ينخفض الطلب في الربع الثاني بنحو 14 مليون برميل يوميا مقارنة به قبل عام.

وفي كل الأحوال كانت منظمة أوبك وغيرها من منتجي النفط، مجبرين على خفض الإنتاج لأكثر من سبب.

لماذا كان ضروريًا خفض الإنتاج؟

لأن الأسعار فقدت نحو ثلثي قيمتها منذ بداية العام مع انتشار فيروس كورونا وتوقف الطلب على الخام، وهو ما يعني خسارة كبيرة على الدول التي تعتمد على البترول كمصدر رئيسي لدخلها واستمرار حرب الأسعار لن يكون في مصلحة أي من دول المنتجة والمصدرة للنفط.

كما أن الاتفاق جاء لتفادي الضغوط التي كان يمارسها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على منتجي ومصدري النفط لخفض الإنتاج.

وهدد ترامب الأسبوع الماضي بفرض "رسوما ضخمة جدا" على واردات النفط إذا ظلت أسعار النفط كما هي، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع أنه سيحتاج لذلك لأن لا روسيا ولا السعودية ستستفيد من استمرار حرب الأسعار بينهما.

"تحت أعين دونالد ترامب الساهرة، كان على السعودية أن تهدئ من موقفهم وتقول إن كل الدول ستخفض بنسب متساوية الإنتاج"، بحسب ما ذكرته هيليما كروفت من آر بي سي كابيتال ماركتس لصحيفة فايننشال تايمز.

وأضافت: "لقد أصبح ترامب رئيسًا فعليًا لأوبك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان