إعلان

الذهب يصعد من جديد.. هل عاد المعدن الأصفر ملاذا آمنا للمستثمرين؟

02:36 م الخميس 05 مارس 2020

سبائك ذهبية

كتب- مصطفى عيد:

عادت أسعار الذهب العالمية للارتفاع خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد هبوطها الحاد والمفاجئ يوم الجمعة الماضي آخر التعاملات في شهر فبراير، لتعود حاليا إلى مستويات مقاربة لما كانت عليه قبل هذا الهبوط.

وكانت أسعار الذهب العالمية انخفضت يوم الجمعة الماضي بنحو 59.3 دولار للأوقية بنسبة 3.61%، إلى مستوى 1585.69 دولار بنهاية التعاملات.

وكما كان هبوط أسعار الذهب يوم الجمعة حادا وكبيرا، كان صعودها كذلك أمس الأول الثلاثاء، وذلك بعد قرار البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة حيث زاد سعر الأوقية بنحو 51.5 دولار بنسبة 3.2%، لتصل إلى مستوى 1640.90 دولار، وذلك قبل أن يتراجع السعر قليلا خلال تعاملات أمس بنحو 4 دولارات، ليصل بنهاية تعاملات الأربعاء إلى 1636.93 دولار.

وكان للهبوط المفاجئ لأسعار الذهب يوم الجمعة عدة تفسيرات منها موجة بيع من أجل جني الأرباح بعد ارتفاع ملحوظ في الأسعار في الأيام السابقة على الهبوط بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا الجديد.

أحد التفسيرات الأخرى، والتي أشار إليها وصفي واصف رئيس الشعبة العامة للذهب في تقرير سابق لمصراوي، أن بعض الدول التي تضرر اقتصادها من انتشار فيروس كورونا، باعت جزءا من الذهب المسجل لدى الاحتياطي النقدي لديها لمواجهة التداعيات.

تفسيرات أخرى أن حالة الذعر التي سيطرت على المستثمرين يوم الجمعة جعلتهم يتجهون إلى تسييل كل الأصول التي يملكونها بما فيها الذهب، أو أن بعض المستثمرين اضطروا لبيع جزء من أصولهم من الذهب لتغطية مراكزهم المالية التي تعرضت الخسارة بعد الهبوطات الحادة في أسواق الأسهم.

ولكن مع خفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة، يوم الثلاثاء، والإشارة السلبية التي فهمها المستثمرون من القرار وبالتالي الهبوط الحاد في الأسهم الأمريكية، عاد الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، إلى جانب بعض الأدوات المالية الأخرى مثل السندات المالية، بحسب ما ذكره محللون.

وقال أيمن أبو هند خبير الاستثمار، والمؤسس ومدير الاستثمار بشركة "أدفايزبول هولدينج"، لمصراوي، أن القرار الأمريكي بخفض الفائدة أثار مخاوف وتوترا عاما عالميا مع إشارات على أن الحكومات لا تستطيع توقع ما يمكن أن يحدث، وبالتالي يلجأ المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل السندات السيادية الأمريكية والذهب وغيره.

وتابع أبو هند: "المستثمرون تخارجوا يوم الثلاثاء من الاستثمارات ذات المخاطر المرتفعة سواء أسواق الأسهم أو الاستثمارات غير المباشرة في الأسواق الناشئة. فقرار خفض الفائدة الأمريكية أعطى إشارة للمستثمرين بأنه ربما الأسوأ لم يأتِ بعد وأن ما حدث هو خطوة استباقية لأزمة أكبر من التطورات الحالية على الاقتصاد العالمي".

وذكر أن استخدام السياسة النقدية يستهدف حماية سوق الطلب من الانخفاض، بينما تتعلق المشكلة الحالية في الاقتصاد العالمي بعوامل العرض مع مخاوف إصابات العمال وتعرض المصانع للإغلاق، وهو أمر مواجهته تخص السياسة المالية أكثر، وهو ما أحدث إرباكا للمستثمرين.

وفي مصر، شهدت أسعار الذهب المحلية ارتفاعا بنحو 22 جنيها للجرام خلال الأيام الأربعة الأخيرة، بعد صعود الأسعار العالمية، وهي تقريبا نفس القيمة التي انخفضت بها يوم السبت الماضي تأثرا بالهبوط الحاد للأسعار العالمية يوم الجمعة، حيث تراجعت وقتها بنحو 21 جنيها.

ووصلت الأسعار الحالية للذهب في مصر للجرام عيار 21، اليوم الخميس، إلى 715 جنيها، والجرام عيار 18 إلى نحو 613 جنيها، والجرام عيار 24 إلى نحو 817 جنيها، وبلغ سعر الجنيه الذهب 5720 جنيها.

فيديو قد يعجبك: