المدير التنفيذي للشركة: كريم تقدمت للحصول على رخصة النقل الذكي في مصر (حوار)
- الشركة استعادت 67% من معدلات التشغيل رغم كورونا
- حولنا أزمة كورونا لفرض استثمارية وتوسعنا في خدمات نقل الأشياء
- لا تزال المنافسة مستمرة مع أوبر رغم الاستحواذ علينا
كتب-علاء حجاج:
قال هيثم عصام، المدير العام التنفيذي لشركة كريم مصر، إن الشركة تقدمت بطلب للحكومة للحصول على رخصة تقديم خدماتها في مصر بعد إصدار لائحة قانون النقل الذكي.
وأضاف في حوار مع مصراوي أن المفاوضات في مرحلة متقدمة جدًا وتعمل الشركة على الانتهاء منها في أقرب وقت.
وبحسب عصام استعادت شركة كريم مصر نحو 67% من معدلات التشغيل عقب التراجع القوي الذي شهده سوق النقل الذكي بسبب جائحة كورونا في الربع الأول من العام الجاري، مشيرًا إلى أن الشركة حولت هذا التحدي لفرصة استثمارية بإتاحة خدمات جديدة مثل خدمة نقل الأشياء.
وإلى نص الحوار:
كيف أثرت كورونا على نشاطكم في مصر وخاصة خلال فترة حظر التجول؟
العالم شهد أزمة اقتصادية غير مسبوقة تسبب فيها انتشار فيروس كورونا، وتعطلت على إثره الحركة الاقتصادية في العديد من البلدان، وأحد أكثر المجالات تأثرًا كان مجال النقل بشكل عام، بسبب تحديد عدد ساعات العمل وحركة التنقل.
وكريم كشركة تعمل في هذا المجال تأثرت بشكل كبير وانخفض النشاط التجاري لشركة كريم وقت ذروة الجائحة بنسبة كبيرة وصلت في بعض الأيام إلى انخفاض بنسبة 80%.
لكن الأمور تحسنت بشكل كبير، بعدما تعافى نشاط نقل الأفراد في مصر بنسبة، وهي أعلى نسب للتعافي على مستوى دول الوطن العربي.
هل السوق استعاد عافيته لما قبل كورونا؟
لم يصل السوق إلى معدلات ما قبل كورونا بعد، وتعافينا الآن بنسبة تقدر بـ 67% وهي أعلى نسبة موجودة بالوطن العربي.
رغم الأثار السلبية للجائحة، إلا أنها خلقت فرصًا استثمارية جديدة، هل استفدتم من هذه الفرص؟
بالفعل، ففي ظل آثار الجائحة، حدث تطور كبير في الخدمات الإلكترونية واتجهت نسبة كبيرة من المواطنين لتلبية احتياجاتها عن طريق منصات التسوق الإلكترونية وهو ما فتح الباب أمام قطاع جديد.
وفي كريم مصر، لم يقف الأمر عند خدمة نقل الأفراد واتجهنا للتوسع في نقل الأشياء من خلال خدمة Careem Express وهي خدمة نقل الأشياء تتيحها كريم لشركائها من المؤسسات والشركات المختلفة، حيث تستطيع الشركات استخدام أسطول "كريم" الضخم من أجل خدمات نقل الأشياء أو التوصيل لعملائها، مما يسمح للشركات بالتركيز على عملياتها الأساسية والبيع بدلًا من تنظيم قطاع توصيل خاص بالشركة، تاركين مهمة التوصيل لشركة متخصصة مثل كريم.
كما شهدت خدمة last mile delivery وهي خدمة النقل لآخر ميل، توسعًا كبيرًا في خلال المرحلة الماضية إثر جائحة كورونا، كما أطلقنا أيضا خدمات أخرى في مجال نقل الأشياء مثل خدمة وصلي وخدمة اشتريلي.
وتتيح خدمة وصلي، عمليات نقل الأشياء من مكان إلى أخر، وتعتمد الخدمة على توصيل الأغراض-التي يرغب العملاء في إرسالها فيما بينهم من مكان إلى أخر، عن طريق كابتن كريم كما يمكن تتبع الغرض حتى وصوله، والدفع النقدي لسعر نقل الغرض عند التسليم أو عن طريق البطاقات الائتمانية أو محفظة كريم.
أما خدمة "اشتريلي" تعتمد على قيام كباتن كريم بشراء طلبات العملاء من أي مكان وتوصيلها حتى باب المنزل، ويقوم العميل بطلب الخدمة باستخدام التطبيق وتحديد موقع المشتريات وعنوان التوصيل، وذلك بحد أقصى للطلبات 500 جنيه.
وكل هذه خدمات توسعنا بها وقت الجائحة، وأي مشكلة تخلق احتياجات جديدة للمستهلكين وأوجه استثمارية جديدة للشركات.
ما الإجراءات التي اتبعت لتخفيف أثار كورونا على العمليات لديكم؟
عملنا على ثلاث محاور أولها كان العملاء والمستهلكين وكان الأهم هو العمل على سلامتهم لذلك أطلقنا خدمة "جو أمان GO Aman"، لتكون واحدة من أكثر الخدمات أمانا على مستوى وسائل النقل والوحيدة على مستوى مصر في تلك الفترة لتضمن للعملاء مزيدا من الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، فالخدمة أتاحت مستوى جديد من التباعد الاجتماعي، فقائد السيارة والعميل معزولين عن طريق حاجز بلاستيكي شفاف يسمح بالرؤية والحديث لكن يضمن تباعد اجتماعي بين قائد السيارة وعميل كريم، وكما ذكرت سابقا أطلقنا أيضًا عدد من خدمات نقل الأشياء.
أما المحور الثاني فهم "الكباتن" شركاؤنا في النجاح. كان من المهم بالنسبة لنا أن نحافظ عليهم ونعمل على مساعدتهم في ظل تفشي الجائحة والأثر الاقتصادي عليهم، لذلك خلال الموجة الأولى وفرنا للسائقين إجازة مدفوعة لمدة أسبوعين في حال إصابتهم بالفيروس، لتأمين مستحقاتهم المادية في خلال فترة العزل وهو ما ساعد قطاع كبير من المتضررين من الكباتن أن يتخطوا هذه المرحلة بدون أي عبء مالي والتركيز على الاهتمام بصحتهم والتعافي.
كما أطلقنا مبادرة مثل صندوق رعاية الكباتن، حيث ساهم مجموعة كبيرة من الزملاء والموظفين في كريم بدعم مالي وتم تجميع مبالغ مالية لمساعدة الكباتن المتضررين من تداعيات الفيروس بناء على ظروف كل حالة؛ من بينها صرف دفعات أسبوعية أو شهرية لمساعدتهم على تخطي المرحلة الحرجة من الجائحة، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة لأصحاب السيارات أو الموتوسيكل بعد توسعنا في خدمات نقل الأشياء والتوصيل.
أما المحور الثالث فهم الزملاء الموظفين، وهم أحد أهم عوامل النجاح، فقد كنا واحدة من أوائل الشركات التي اعتمدت نظام العمل عن بُعد وذلك لاتباع قواعد التباعد الاجتماعي والحفاظ على سلامتهم. وفي البداية كان يوجد تخوف من مستوى الأداء بطريقة العمل عن بعد ولكننا في كريم أثبتنا العكس، وبعد 6 أشهر من هذه التجربة، قررنا اعتماد نموذج العمل عن بعد ليكون دائم حتى بعد فترة جائحة كورونا، وذلك بسبب النتائج الإيجابية التي أظهرها هذا التوجه على أداء الأعمال وعلى الراحة النفسية للزملاء خلال فترة الحجر الصحي، وتعمل كريم حاليا على نقل خبراتها في هذا المجال لشركات أخرى في الأسواق ليستفيدوا من التجربة في ظل أسلوب عمل جديد.
هل ارتفعت إنتاجية الشركة بعد قرار العمل عن بعد أم لا تزال في المعدلات الطبيعية؟
ما وجدناه أن المعدلات الإنتاجية ارتفعت أكثر من الطبيعي لذلك تم اعتماد هذا القرار ليكون دائمًا، فنحن نجحنا من خلال أسلوب عمل جديد، في رفع الإنتاجية، وتوفير وقت أكثر للموظفين لحياتهم الشخصية، فعلى سبيل المثال القاهرة مدينة كبيرة وكثير من الأفراد يقضون ما يقارب من الساعتين أو الثلاث ساعات في وسائل الانتقال من وإلى أماكن العمل، ونظام العمل عن بُعد بالفعل رفع الإنتاجية، لكن الأهم أن ساعد في خلق مزيد الوقت للموظفين، لذلك هي تجربة ناجحة بكل المقاييس.
ما هي أبرز محاور خطط كريم في العام المقبل؟
السوق المصري هو سوق واعد، لدينا الكثير من الأهداف والأحلام في إطار تحول تطبيق كريم لـ تطبيق شامل أو Super App، ونطمح في التوسع بشكل أكبر في الخدمات الحالية، مثل خدمة جو أوفر والتي أصبح لها عددًا كبيرًا من العملاء في مصر ونطمح أن نتوسع فيها بنسبة أكثر من 50% من عدد المستخدمين الحالي، وكذلك خدمة وصلي واشتريلي ونقل الأشياء، ونكمح أن ترتفع معدلات الزيادة وتتضاعف من شهر إلى أخر.
وفي العام الجديد نطمح في مضاعفة حجم تعاملات خدمة Careem Express مرتين عن حجمها الحالي، كما نسعى للتوسع في مجال الدفع الإلكتروني.
ما هي آخر تحديثات توفيق أوضاع الشركة بعد استحواذ أوبر العالمية على الشركة؟
بالفعل أوبر العالمية أصبحت الشركة المالكة للعلامة التجارية كريم لكن لا يزال لكل شركة إدارتها التنفيذية وخططها التشغيلية المنفصلة، وكريم تعمل مع الحكومة المصرية بصورة مستمرة ومتقاربة ونعمل على إجراءات توفيق الأوضاع سواء بداية من إصدار اللائحة التنفيذية، أو حاليا من أجل الانتهاء من الرخصة ونحن بصدد الانتهاء من كل هذه الملفات قريبا ونعمل بصورة متقاربة مع الحكومة المصرية.
متى يمكن لكريم التقديم للحصول على الرخصة النقل الذكي وفقًا للقانون الجديد؟
بالفعل تقدمنا للحصول على الرخصة والمفاوضات في مرحلة متقدمة جدًا ونعمل على الانتهاء منها في أقرب وقت.
هل أوبر لا تزال المنافس لكريم؟
نعم، كل شركة لا تزال لها أهدافها الاستراتيجية وخططها التشغيلية ولها القطاعات التي تخدمها، وكل شركة تحاول أن تقدم الجديد وتطمح أن تخدم الجمهور بأفضل صورة ممكنة ولا زالنا نتنافس تنافسًا محمودًا، لأن المستهلك هو المستفيد من المنافسة.
هل تشعر أن المستهلك راضي عن الخدمة بعد الاستحواذ؟
يوجد أكثر من أوجه نستطيع من خلالها تقييم رضاء عملاؤنا، فعلى سبيل المثال بعد الاستحواذ توسعنا في استخدام خدمة جو أوفر، وتوفير أقل سعر للرحلة نقل تشاركي على مستوى المحافظات التي توجد بها الخدمة مثل القاهرة والإسكندرية ورأينا إقبالًا ملحوظًا من عملائنا على الخدمة كما انخفضت نسبة الرحلات التي تحصل على تقييم يتطلب التحسين وإن كان هذا يدل على شيء فهو يدل على رضاء المستهلك بصورة أكبر ولكننا نطمح أن يكون هناك تحسن مستمر في الخدمة ولا نتوقف عن خطوات التطوير.
فيديو قد يعجبك: