إعلان

من حرب الصين إلى كورونا.. ماذا ينتظر بايدن اقتصاديًا في رئاسته لأمريكا؟

02:07 م الإثنين 09 نوفمبر 2020

جو بايدن

كتبت-ياسمين سليم:

يدخل الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، رسميًا البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، في حفل تنصيب اعتادت الولايات المتحدة إجرائه لرؤسائها الجدد، كل أربع سنوات.

وما أن تبدأ ولاية بايدن حتى يجد مكتبه مزدحمًا بالملفات الاقتصادية الهامة التي ستشكل فترة رئاسته القادمة، منها ملفات آنية تحتاج إلى قرارات سريعة وأخرى قد تستمر معه لنهاية فترة ولايته.

كورونا والتحفيز الاقتصادي

يستلم بايدن، من الرئيس الحالي، دونالد ترامب، أمريكا وهي تعاني تبعات اقتصادية شديدة وركود اقتصادي جراء انتشار فيروس كورونا في البلاد والعالم منذ مارس الماضي.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش اقتصاد أمريكا هذا العام بنسبة 4.3%.

وكان الاقتصاد الأمريكي سجل هبوطًا تاريخيًا في الربع الثاني من العام بعدما تراجع بنسبة 33%، وهو أسوأ انخفاض فصلي على الإطلاق، وسجل تراجعًا بنسبة 5% في الربع الأول من 2020، ليدخل بذلك الاقتصاد في ركود رسميًا ناتج عن تفشي فيروس كورونا.

وأظهر الاقتصاد الأمريكي تحسنًا في بعض مؤشراته خلال الفترة الماضية، بعدما ارتفع النشاط التجاري بنسبة 7.4% في الربع الثالث من العام الجاري، كما أن معدل البطالة عند 6.9% وهو رقم أقل من المتوقع، في المقابل يتلقى أكثر من 21 مليون أمريكي إعانة بطالة.

وذكر جريج فاليير، كبير محللي السياسة الأمريكية في إيه جي إف إنفستمنتس لصحيفة واشنطن بوست إنه "على الرغم من علامات تحسن الاقتصاد، كانت المشكلة الأكبر هي تعامل دونالد ترامب مع كورونا.. الاقتصاد مهم، لكن كوفيد-19 أكثر أهمية".

وتتوقع لارا براون، الأستاذة بجامعة جورج واشنطن لموقع بي بي سي، إن ما سيفعله بايدن هو النظر في رفع الحد الأدنى للأجور، وسيكون هناك رغبة في الاستثمار في الأعمال التجارية الصغيرة، لأنها هي المحرك الرئيسي للنمو في الولايات المتحدة.

وأضافت: "سنرى زيادة في الاستثمار في المجتمعات التي دمرها الفيروس أو الركود".

ويخطط بايدن إلى لتحفيز الشركات على إعادة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة، ورفع الضرائب على الشركات والأفراد الذين يجنون أكثر من 400 ألف دولار سنويًا، وتمويل استثمارات البنية التحتية التي تخلق الوظائف.

ويفضل بايدن صرف دفعة جديدة من المساعدات الطارئة للأسر والشركات الأمريكية المتضررة من الوباء.

ورغم إن الاقتصاد الأمريكي أظهر بعض التعافي في الشهور الماضية، إلا أن التعافي المستمر للاقتصاد مهدد بفعل فشل الإدارة والكونغرس في الاتفاق على دعم مالي إضافي بعد شهور من المفاوضات غير المثمرة، بحسب واشنطن بوست.

الحرب التجارية

يترقب الجميع ما إذا كان بايدن سيسير قدمًا في الحرب التجارية التي بدأها ترامب مع الصين، خلال فترة ولايته والتي أدت إلى توتر الأجواء بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، أم أنه سيأخذ نهجًا مغايرًا.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون، قال في تصريح اليوم نقله موقع تلفزيون الصين ((CGTN تعليقًا على نتائج الانتخابات الأمريكية: "نقترح دائمًا أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة إدارة الخلافات على أساس من الاحترام المتبادل وتوسيع التعاون في جميع المجالات على أساس المنفعة المتبادلة".

وكان ترامب قد فرض رسومًا جمركية على البضائع الصينية، وردت الصين بفرض رسومًا مماثلة على البضائع الأمريكية، وفي يناير الماضي خفت وتيرة الحرب قليلًا مع توقيعهما المرحلة الأولى لاتفاق تجاري بين البلدين.

ووفقًا لموقع CNBC الأمريكي لا تزال الصين متأخرة عن الوفاء بمشتريات السلع الأمريكية المتفق عليها في الاتفاق، في حين أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية لم تبدأ بعد.

وبحسب جريج جيليجان، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين ومقرها بكين لـ CNBC: فإن "القضايا المتبقية من العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا تتغير مع تغيير الإدارة".

وأشار جيليجان إلى وجود ضغوط على كلا الجانبين للبقاء متشددين اتجاه بعضهما، لأن السياسات المحلية لا تسمح بالتنازل.

ووفقًا لموقع بي بي سي فإنه عندما يتعلق الأمر بالصين، فقد تعهد باتخاذ بايدن بإجراء "عدواني" تجاه الدولة الآسيوية، فيما يتوقع القليلون بإزالة الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الصينية.

وعامة يعتبر بايدن مؤيدًا لفكرة التعريفات الجمركية في ظروف أخرى، وكذلك وضع خطط لفرض رسوم على البلدان التي لا تفي بالتزامات المناخ والبيئة.

ووعد بايدن بإحياء التصنيع الأمريكي خلال حملته الانتخابية تحت شعار "صنع في كل أمريكا"، وسيكون على الصين الانتظار لاتضاح رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة.

الضرائب

يعتزم بايدن زيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى، حسبما أعلن خلال حملته.

وسيكون على الشركات الكبرى وكبار الأثرياء الأمريكيين دفع ضرائب إضافية بقيمة 4 تريليون دولار خلال السنوات العشرة المقبلة، وفقًا لما ذكرته سابقًا وكالة الأنباء الفرنسية.

ووفقًا لبرنامج بايدن الانتخابي فإنه سيعيد توظيف هذه العائدات الضريبية في برامج اجتماعية وفي التعليم، وكذلك في البنى التحتية المترهلة.

وتأتي دعوة بايدن في ظل ارتفاع عدم المساواة في الدخل في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من 50 عامًا، حسبما تقول بي بي سي.

لكن هذه الخطوة ستأتي في ظل الحالة غير المستقرة للاقتصاد الأمريكي حاليًا بسبب كورونا، والتي قد تغير خطط الرئيس المقبل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان