بعد خسارته 32 جنيهًا من بداية العام.. هل الذهب ملاذ آمن للاستثمار؟
كتبت- دينا خالد:
خسرت أسعار الذهب نحو 32 جنيها في الجرام الواحد منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، مع تراجع سعر المعدن عالميًا.
وتراجع سعر الذهب عيار 21 اليوم السبت إلى 609 جنيهات، مقابل 641 جنيهًا في مطلع العام الجاري.
وسجل سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 522 جنيهًا، والجرام عيار 24 نحو 696 جنيهًا.
ويأتي تراجع أسعار الذهب محليًا تأثرًا بتراجعه عالميًا، حيث وصل سعره يوم الخميس الماضي إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر، بفعل صعود أسعار الدولار عالميًا مع اتباع البنك المركزي الأمريكي سياسة نقدية تشددية بشأن أسعار الفائدة.
وغالبًا ما تتراجع أسعار الذهب كلما ارتفع سعر الدولار، حيث تكون العملة الخضراء أكثر ربحًا في حال ارتفاع الفائدة على سعر الدولار.
ومع تراجع أسعار الذهب يتساءل البعض هل لا يزال المعدن الأصفر ملاذًا أمنًا للاستثمار؟ وهل الوقت الحالي مثالي للاستثمار في الذهب؟
وخلال استطلاع رأي التجار للإجابة على هذه التساؤلات، لم تكن هناك إجابة نموذجية، حيث يرى بعضهم أن الفترة الحالية ليست الأنسب للاستثمار في الذهب، وإنما وسيلة لحفظ قيمة الأموال، في حين يرى البعض الآخر أن الوقت الحالي أنسب وقت للاستثمار في الذهب لتراجع أسعاره ومن ثم تحقيق مكاسب في حال ارتفاع سعره مرة ثانية.
ويقول رفيق العباسي، رئيس شعبة تصنيع الذهب في اتحاد الصناعات، إن الذهب في هذه الفترة ليس للاستثمار، إنما فائدته تتمثل في أنه وسيلة لحفظ قيمة الأموال.
ويضيف العباسي، لمصراوي أن الدول والحكومات تتجه إلى الاستثمار في الذهب بديلا عن الأسهم والسندات لحفظ اقتصادها، تجنبا لأي هزات اقتصادية، وإذا كانت الأوضاع مستقرة يتم بيع جزء من الذهب والاستثمار في الأسهم والسندات ذات العائد الأكبر.
"أما إللي بيشتري حلق لمراته أو بيشتري غويشتين، ويقولك شايلهم للزمن، لو شيلنا بقيمة عربية ذهب، بعد 10 سنين هنقدر تشتري بيهم عربية، لكن لو شيلنا ثمن العربية فلوس قيمة الفلوس هتقل جدًا عن ثمن العربية" بحسب العباسي.
ويوضح العباسي أن أفضل شيء للاستثمار، هو شراء المشغولات الذهبية بديلًا عن الجنيهات الذهب أو السبائك، لأن المشغولات الذهبية، على الرغم من أنها ستفقد مصنعيتها عند البيع، إلا أنها تسمح لمالكها بالتمتع بها بدلًا من حفظها في الخزينة.
أما وصفي واصف، رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، فيقول إن الوقت الحالي هو أنسب وقت لشراء الذهب للاستثمار به، حيث أن منحنى أسعاره في انخفاض، وسعره الحالي يمكن أن يحقق للمشتري أرباحًا بعد فترة.
ويقول وصفي، لمصرواي إن أسعار الذهب تظل بين الارتفاع والهبوط، ولابد لها أن ترتفع بعد تعرضها للتراجع.
ويرى وصفي أن التعامل في الذهب يكون على غرار الأسهم في البورصة "بمعنى إني اشتري وهو رخيص ولما يطلع أبيعه إذا كان الفارق مرضي بالنسبة لي، لكن لا أنتظر لنهاية السنة أو لفترة محددة حتى لأن السعر قد يتعرض للهبوط من جديد.. هو تجارة تشتريه وهو رخيص وتبيعيه لما يزيد وهكذا"، بحسب ماق اله وصفي.
ويوضح وصفي أن السبب في تراجع سعر الذهب محليًا هو تراجع أسعار المعدن عالميًا، بالإضافة إلى هبوط أسعار الدولار محليًا.
وتوقع وصفي، أن تعاود أسعار الذهب الارتفاع مرة أخرى خلال شهرين أو ثلاث أشهر.
في المقابل يرى نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، أن سعر الذهب ملائم للاستثمار في الوقت الحالي، خاصة في ظل انخفاض سعر الدولار محليًا.
ويقول نجيب، لمصراوي إن من يشتري الذهب في الوقت الحالي بغرض الاستثمار لابد أن يتركه لفترة طويلة، ولا ينظر للمكاسب القريبة.
ويحذر نجيب، الراغبين في الاستثمار في الجنيهات الذهبية، من أن أغلب الجنيهات بالسوق تم غشها، وأن وزنها أقل من 8 جرامات، بل أن هناك جنيهات ذهب تبدأ من جرامين، وتباع بالوزن، ويدخل في تصنيعها النحاس مما يقلل من قيمة العيار.
"الجنيه الذهب الأصلي الوحيد، هو الجنية الذهب الأنجليزي، ودا بيتصنع في انجلترا ومدموغ بره مصر"، بحسب نجيب.
وتابع نجيب، أن الجنيه الذهب تتراوح قيمة مصنعيته بين 50 و120 جنيهًا حسب الصائغ ومكان المحل، كما أنه يتم خصم بين 10 و15 ملي من وزنه تجنبا لأي غش في العيار بمعدن أخر.
ويرى نجيب، أن أنسب شيء للاستثمار هي السبائك عيار24، لأنه لا يتم حساب مصنعية عليها، بل يتم حساب قيمة الدمغة فقط والتي تصل إلى نحو 20 جنيهًا.
وأشار نجيب، إلى أن هناك شركات تصنع سبائك صغيرة، يصل وزنها إلى 5 جرامات، والتي قد يستخدمها البعض كاستثمار والبعض الأخر كهدايا.
فيديو قد يعجبك: