إعلان

مواطنون عن "صيدناوي وبنزايون": كانت من معالم وسط البلد "واختفت"

03:11 م الإثنين 07 مايو 2018

بنزايون

كتبت- شيماء حفظي:
"كانت واحدة من معالم وسط البلد" هكذا تحدث الرجل الستيني عن شركات صيدناوي وهانو وبنزايون، متذكرا تلك الأيام التي كانت وسط القاهرة واحدة من أعرق المناطق في العاصمة.

يقول شكري سيد – 62 عاما- ويعمل مديرا لأحد المحلات بوسط البلد، إنه كلما نظر إلى فرع الصالون الأخضر القائم أمامه بعدما تحول إلى مول تجاري عليه علامة تجارية مختلفة، وقد تغير طرازه الأول شعر كم مضى من العمر، وكيف نال الزمن من "شركات الغلابة" حسب وصفه.

salunvert

وعانت شركة صيدناوي من خسائر مالية على مدار العامين السابقين، فيما استطاعت شركة بيوت الأزياء الحديثة "بنزايون" التحول من الخسارة إلى الربحية خلال العام المالي الماضي، لكن الشركة القابضة للسياحة قررت دمجهما في شركتي بيوت الأزياء الراقية هانو وبيع المصنوعات، ضمن خطة الحكومة لإعادة هيكلة هذه الشركات.

تقول أحلام عبدالرحمن، مدرسة سابقة – 50 عاما – إنها تذكر جيدا فرع صيدناوي بوسط البلد، كان يأخذ ناصية مهمة جدا "كنا نقصد صيدناوي لشراء أي شيء، لم تكن هناك سلعة غير موجودة، الآن لا أحد يذكر صيدناوي غير جيلنا".

"أنا فرشت بيتي زمان من صيدناوي وهانو، لكن حاليا هناك ماركات أخرى كبيرة أولادنا لا يعترفون بتلك الفروع، كما أنها لم تصبح كما كانت عليه.. أعتقد أنها اختفت تدريجيا" بحسب أحلام.

hano

تقول فاطمة ابنتها الوسطى – 20 عاما – إنها تعرف هذا المول الكائن بميدان طلعت حرب بأنه مول العرفة، "أشتري منه أدوات المطبخ وخاصة الأشياء التي تحتاجها والدتي، لم ألتفت إلى اسم صيدناوي الموجود على اليافطة، ولا أعرف مدلوله".

وتضيف فاطمة، "بالطبع لم تعد تلك الفروع كما تحكي عنها والدتي الآن، هناك محلات كبيرة حاليا من الطبيعي أن أتوجه إليها عند شراء مستلزمات زواجي".

وتأسست الشركات التجارية الأربع التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق، في الفترة من 1913 و 1968، بهدف توفير السلع والمنتجات الاستهلاكية المعمرة والأقمشة للعملاء بأسعار تنافسية بالإمكانيات المتاحة.

لكن مع ظهور القطاع الخاص واستحواذ سلاسل تجارية – مع تراجع موارد الشركات – دخلت تلك الشركات المملوكة للحكومة نفق الخسائر، حتى قررت تطبيق نظام المشاركة مع القطاع الخاص مقابل الحصول على إيراد ثابت من المستثمر.

ووفقا لتصريح رئيسة الشركة القابضة للسياحة، ميرفت حطبة، في ديسمبر الماضي، فإنه تم تطوير 185 فرعا من فروع الشركات الأربع "صيدناوي وبنزايون وبيع المصنوعات وهانو" بتكلفة 472 مليون جنيه بالمشاركة مع القطاع الخاص.

يتذكر خالد عبد الستار، الذي كان يعمل إداريا بإحدى الجهات الحكومية، قبل أن يخرج على المعاش، إن شركات التجارة القديمة – حسب وصفه – كانت وحدها وجهة الناس لشراء مستلزماتها من الأجهزة المنزلية والأقمشة خاصة صيدناوي وبنزايون، حتى بدأ أصحاب الأموال افتتاح محلات منافسة.

"أصبحنا نرى محلات جديدة تبيع أشياء شكلها أحدث، وأسعارها مناسبة، وهو ما جعل الناس تتجه لها دون المحلات، ومع مرور الوقت وجدنا أسماء المحلات تتغير، لكم نفهم ما يحدث فيها حتى وجدنا أسماء سلاسل تجارية أصبحت مشهورة الآن تأخذ المحل، ما جعلنا نتوقع اختفاءها" وفقا لعبد الستار.

ويضيف هاني عزيز، بائع بأحد محلات وسط البلد، أن الشركات الأربع لم تعد ذات صيت واسع، "شارع عبدالعزيز" سيطر على سوق الأدوات المنزلية، و"الغورية" وأماكن أخرى جذبت زبائن الأقمشة.

وقال: "الفروع مازالت تعمل، لكن تحت أسماء أخرى، لا أعرف ما إن كانت الحكومة تريد ذلك أم لا، لكن الاسم نفسه اختفى، ولا أعتقد أنه سيستمر مع الجيل الحالي من الشباب".
ومن المقرر بعد تنفيذ قرار المدج أن تكون شركة بيع المصنوعات مسؤولة عن إدارة فروع شركتي صيدناوي وبيع المصنوعات والبالغ إجمالها 60 فرعا بالإضافة إلى متابعة الفروع التي تمت المشاركة عليها مع القطاع الخاص.

كما سيكون رئيس شركة الأزياء الراقية "هانو" مسؤولا عن إدارة 28 فرعا تديرهم ذاتيا بالإضافة إلى 14 فرعا تابعين لبيوت الأزياء الحديثة "بنزايون".

2018_4_18_13_16_24_786

وتستهدف هانو تحقيق أرباح بقيمة 17 مليون جنيه خلال العام المالي الجاري، مقابل 6 ملايين جنيه في العام المالي الماضي.
أما شركة بنزيون – التي ستندمج في هانو - تستهدف صافي ربح بقيمة خلال العام المالي المقبل تصل إلى 3.36 مليون جنيه، مقابل 1.7 مليون جنيه مستهدفة خلال العام المالي الحالي.

كما تستهدف شركة بيع المصنوعات زيادة أرباحها من 8.8 مليون جنيه خلال العام المالي الماضي إلى 9.5 مليون جنيه خلال العام المالي الحالي، وزيادتها لأكثر من 11 مليون جنيه العام المالي 2018 – 2019.

وتستهدف صيدناوي التي ستندمج في بيع المصنوعات- خفض خسائرها من 5.4 مليون جنيه العام المالي الماضي إلى خسائر بقيمة 4 ملايين جنيه خلال العام المالي الجاري.

اقرأ أيضا:
اختفاء بنزايون وصيدناوي.. القابضة للسياحة تبدأ دمج الشركات التجارية

تطوير 185 فرعا من صيدناوي وبنزايون وبيع المصنوعات وهانو بتكلفة 472 مليون جنيه

حوار- بيع المصنوعات تستهدف زيادة أرباحها لـ 11 مليون جنيه العام المقبل

الأزياء الراقية تدرس طرح مصنعها في الإسكندرية للمشاركة مع القطاع الخاص (حوار)

حوار- مشاركة القطاع الخاص والاستثمار العقاري وراء عودة بنزيون للربحية

فيديو قد يعجبك: