إعلان

"البصمة الإلكترونية".. عقبة جديدة في طريق المصريين إلى العمرة

01:40 م الخميس 15 مارس 2018

كتب- يوسف عفيفي:

خرج أحمد زين الدين، 50 عاماً، من بيته في مدينة القناطر الخيرية، بعد صلاة الفجر مباشرة، ليتمكن من الذهاب إلى أحد مقرات شركة تسهيل بمصر الجديدة، لإنهاء إجراءات العمرة.

ذهب زين الدين إلى الشركة أكثر من مرة في منطقة شيراتون بمصر الجديدة، لإنهاء إجراءاته، لكن بعد أن وقف ساعات في طابور طويل وجد أن أوراقه غير مكتملة.

يقول زين الدين، الذي التقاه "مصراوي" أمام مقر الشركة: "المشوار بعيد جدا عن البيت، باركب 4 مواصلات، وكل مرة أجي فيها يقولوا لي ورقك ناقص يا حج"، بحسب قوله.

وفي نوفمبر الماضي أعلنت السلطات السعودية، تطبيق البصمة الإلكترونية في مصر، للراغبين في أداء رحلة العمرة والحج، عبر شركة "تسهيل" المسؤولة عن إنهاء إجراءات الاستقدام والزيارات للمملكة في مصر.

ويشتكي الراغبون في أداء العمرة حالياً من أن الشركة ليس لها فروع كثيرة، ما يضطر الكثيرين إلى السفر إلى خارج محافظاتهم لإنهاء إجراءات السفر.

ويقول أحمد أبوالخير، 50 عاماً من محافظة الفيوم، إنه اضطر إلى أن يستأجر عربة مخصوص بمبلغ 150 جنيها ليتمكن من الذهاب إلى مكتب تسهيل في منطقة التجمع الخامس نظرا لبعد المسافة.

وبعد أن ذهب أبوالخير، إلى مقر الشركة في التجمع ووقف في طابور مدة 3 ساعات، كان الرد عليه "أوراقك غير مكتملة".

عادة يذهب الراغب في أداء العمرة لفرع شركة تسهيل وحيدا دون شركة السياحة التي من المقرر أن تنظم له الرحلة.

ويقول أبوالخير لمصراوي "رجعت تاني صرفت نفس المصاريف مرة تانية ووقفت في الطابور علشان مضطر وإلا مش هروح العمرة".

وواجه أبوالخير عدة عقبات في مشوار إنهاء إجراءات البصمة الإلكترونية، ويقول "المسافة بعيدة جدا وأغلبنا كبار في السن ومش بنعرف نقرا ولا نكتب ومفيش حد بيوجهنا".

وفي جولة لـ مصراوي على عدد من مكاتب "تسهيل"، سيطرت حالة من الزحام والتكدس أمام أبوابها، كما افترش عدد كبير من المواطنين الأرض أمام مكاتب الشركة.

وانتشر عدد من السماسرة أمام أحد مقرات الشركة، في محاولة لإقناع المعتمرين بإنهاء أوراقهم داخل الشركة بشكل سريع مقابل الحصول على مبلغ يتراوح ما بين 300 و500 جنيه.

ويعتبر قلة عدد المكاتب هي أكبر مشكلة يعاني منها الراغبون في أداء الحج أو العمرة، وتقول سنية إبراهيم، 65 عاما، من حلوان إنها اضطرت إلى المجيء لمكتب شركة تسهيل في المنيل حيث يعتبر هو الأقرب بالنسبة لها.

وتضيف سنية لمصراوي من أمام مقر الشركة "منهم لله إللي معذبنا في الشمس، غير الوقفة قدام الشركة، ده غير الفلوس إللي بندفعها في المواصلات مع فلوس البصمة".

ويعمل في مصر 19 مكتباً تابعة لـ"تسهيل" بمحافظات القاهرة والجيزة (التجمع الخامس وشيراتون، وشارع المنيل، و6 أكتوبر)، والمنيا، وسوهاج، والإسكندرية، والغربية (طنطا) ومطروح والسويس وبورسعيد والدقهلية (المنصورة) والبحيرة (دمنهور) وكفر الشيخ وبني سويف والشرقية (الزقازيق) والفيوم، وقنا والإسماعيلية.

وبحسب إيمان رمضان، موظفة سياحة دينية بإحدى شركات السياحة، فإن كثيرا من الشركات السياحية ترسل المواطنيين لتسهيل مبكرا عن موعدهم المحدد.

وتضيف لمصراوي "بعض الذين جاءوا اليوم مثلا، منهم كثيرون سيذهبون للعمرة في رمضان، وهو ما يعتبر من المبكر جدا أن يأتوا للشركة في هذا الوقت، وهو ما يسبب الزحام".

وحاول مصراوي الاتصال أكثر من مرة بالخط الساخن لشركة تسهيل، للاستفسار عن آلية عمل الشركة في مصر والرد على شكاوى المعتمرين من التكدس والزحام، لكن دون رد.

وكانت غرفة شركات السياحة طالبت إلغاء تطبيق قياس البصمة هذا الموسم، أو إرجائها لحين قيام شركة تسهيل بإنهاء كافة تجهيزات فروع الشركة بكافة المحافظات في مصر خوفاً من حدوث تكدس وزحام أمام المقرات الحالية.

كما حذرت الغرفة من وقوع أزمة قد تصل إلى حد الكارثة، نتيجة عدم قدرة المقرات الحالية لشركة تسهيل على استيعاب عدد الراغبين في العمرة هذا العام.

يذكر أن السعودية كانت قد وضعت سقفاً لعدد المعتمرين المصريين هذا الموسم، وهو 500 ألف تأشيرة، منها 100 ألف تأشيرة فقط في رمضان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان