إعلان

الدولار يعود للارتفاع بسبب تراجع التنازلات وخروج مستثمرين أجانب من سوق الدين

08:01 م الإثنين 27 نوفمبر 2017

دولار

كتبت- منال المصري ومصطفى عيد:

قال محللون ومصرفيون، إن عودة الدولار للارتفاع أمام الجنيه في الأسبوعين الماضيين، بعدما كان يتخذ مسارا نزوليا في الشهور السابقة، يعود إلى عدة أسباب من أبرزها زيادة الطلب على العملة الأمريكية بسبب إغلاق الشركات الأجنبية ميزانياتها، وتوزيع الأرباح.

وأضافوا أن من بين الأسباب أيضا ارتفاع الطلب عن المعروض مع دخول موسم الإجازات والسفر في رأس السنة، وخروج بعض المستثمرين الأجانب في أذون الخزانة من السوق، وتراجع تنازلات العملاء عن الدولار.

وشهد متوسط سعر الدولار في السوق الرسمي منذ منتصف الشهر الجاري زيادة أمام الجنيه بنحو 5 قروش، ليسجل متوسط سعره أمس 17.74 جنيه مقابل 17.69 جنيه في 15 نوفمبر، بحسب بيانات البنك المركزي.

وأرجع طارق الخولي مدير عام الخزانة ببنك التعمير والإسكان، ارتفاع أسعار الدولار إلى أن الشركات الأجنبية العاملة في مصر تعمل حاليا على إغلاق ميزانياتها في هذا التوقيت من كل عام لتوزيع الأرباح وتحويل جزء منها للشركات الأم في الخارج مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار وارتفاع سعره.

كما بدأ السوق يشهد انتعاشة في حركة الأعمال التجارية بعد استيعاب آثار تعويم سعر الصرف والتكيف مع الأسعار الجديدة مما أدى إلى انتعاش الاستيراد، وبالتالي زيادة الطلب على العملة الأمريكية، بحسب الخولي.

وقال الخولي إن تنازلات العملاء عن الورقة الخضراء شهدت تراجعا طفيفا بالبنك، بسبب ترقب بعض العملاء والمستثمرين تخفيض البنك المركزي لأسعار الفائدة، وكذلك مخاوف التأثير السلبي للعمليات الإرهابية الأخيرة على تحركات الاستثمارات الأجنبية في مصر.

واتفق حشمت بهجت مدير عام دارة الاعتمادات المستندية ببنك فيصل الإسلامي، مع الخولي، في أن إغلاق ميزانيات الشركات الأجنبية وتوزيع الأرباح وراء زيادة سعر الدولار أمام الجنيه في الأيام الأخيرة.

وشهدت التنازلات عن الدولار بين العملاء ببنك فيصل تراجعا طفيفا ولكن غير مؤثر على حجم المعروض، وفقا لحشمت بهجت، مدللا على ذلك بعدم وجود أي قوائم انتظار بالبنك.

وشهدت الفترة الماضية انتعاشة في التدفقات الدولارية بالبنوك، والتي بلغت نحو 80 مليار دولار في 11 شهرا، بحسب طارق عامر محافظ البنك المركزي، وهو ما ساهم في تلبية البنوك احتياجات عملائها وإعلانها عدم وجود قوائم انتظار لديها.

وقال مصدر مسؤول بشركة الأهلي للصرافة، لمصراوي، إن الطلب على الدولار يشهد ارتفاعا تزامنا مع تراجع المعروض بالشركة نظرا لانخفاض تنازلات العملاء عن الورقة الخضراء.

وأشار إلى أن ارتفاع سعر الدولار في الأيام الأخيرة ساهم في زيادة ترقب العملاء لصعود أكبر للعملة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، وبالتالي تراجع المعروض للتنازل.

وأوضح المصدر أن البنك الأهلي وحد سعر الدولار في كل من البنك والشركة هذا الأسبوع، وقرر إزالة هامش سعر شراء الدولار من العميل الذى كان يقدر بقرشين زيادة عن سعر البنك، نظرا لاحتياح البنك سيولة دولارية.

وقال نعمان خالد محلل الاقتصاد الكلي بشركة سي آي أستس مانجمنت لإدارة الأصول، إن صعود الدولار يعود إلى زيادة الطلب عليه بسبب خروج بعض المستثمرين الأجانب في أذون الخزانة من السوق، وهو ما يؤدي إلى ضغط على الدولار وعلى أسعار العائد على الأذون التي شهدت صعودا مؤخرا.

وشهد الأسبوع الأول من الشهر الجاري تراجع استثمارات الأجانب في أذون الخزانة لأول مرة منذ قرار تعويم الجنيه في نوفمبر 2016، وفقا لوكالة بلومبرج.

وأوضحت الوكالة أن الطلب على أدوات الدين الحكومية المصرية من قبل الأجانب - الذي شهد ارتفاع ا كبيرا منذ التعويم - قد بلغ ذروته.

وقالت ريهام الدسوقي، كبيرة محللي الاقتصاد في بنك استثمار أرقام كابيتال، إن ارتفاع الدولار في الأيام الأخيرة، قد يرجع إلى انخفاض وتيرة التنازل عن الدولار، وتقفيل ميزانيات الشركات المحلية والأجنبية مع نهاية العام، إلى جانب زيادة الطلب على الدولار من أجل السفر في العطلات، وبداية موسم الاستيراد.

واتفقت ريهام مع نعمان خالد في أن الارتفاع قد يرجع أيضا إلى تحويل أرباح بعض المستثمرين من استثماراتهم في أذون وسندات الخزانة، للاستفادة من سعر الدولار المنخفض، قبل أن يرتفع أكثر مع زيادة الطلب بنهاية العام وبداية العام الجديد.

فيديو قد يعجبك: