إعلان

30 عاما على "الإثنين الأسود".. هل يتكرر انهيار أسواق المال العالمية؟

02:11 م الخميس 19 أكتوبر 2017

كتب - مصطفى عيد:

الإثنين التاسع عشر من أكتوبر عام 1987 كان العالم على موعد مع واحد من أسوأ الأيام في تاريخ الأسواق المالية العالمية، فهل يمكن أن يتكرر ذلك اليوم مرة أخرى؟

وفقا لصحيفة نيويورك تايمز في عددها المنشور في اليوم التالي لما عرف بـ "الإثنين الأسود"، شهد سوق الأسهم الأمريكي أسوأ تراجع في تاريخه حيث هوى مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 22.6% وهو أكبر انخفاض منذ الإثنين الأسود في عام 1929 بنسبة 12.82% والذي أشعل أزمة اقتصادية عالمية شهيرة عرفت بـ "الكساد العظيم"، وفقا لما نشرته الصحيفة.

وانعكست تداعيات انهيار الأسواق الأمريكية على الأسواق العالمية الأخرى، حيث سجل سوق الأسهم في بورصة طوكيو انخفاضا قياسيا في اليوم التالي، بينما أغلق سوق هونج كونج تعاملاته خلال الأسبوع الذي شهد هذا الانهيار، وفقا لنيويورك تايمز.

وأرهقت الحاسبات الآلية المستخدمة في التداول بالأسواق الأمريكية في هذا اليوم تحت ما وصفته الصحيفة بطوفان من التداول لم يكن مصمموها وقتها يتوقعون حدوثه.

وفاقم هذا الانهيار مبيعات ضخمة من الأسهم في صناديق الاستثمار الموجهة نحو الأسهم، حيث حول المستثمرون أموالهم إلى صناديق سوق المال والسندات والذهب.

وقال اقتصاديون وقتها إن معظم الأمريكيين من المحتمل أن يتضرروا من انخفاض سوق الأسهم، حيث أن الناس والشركات سيشعرون بالفقر، مما قد يؤدي على المدى الطويل إلى تباطؤ الاقتصاد وارتفاع في البطالة، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المستثمرين الصغار بحثوا عن أخبار كثيرة في هذا اليوم، واحتفظ عدد منهم بأسهمهم، حيث حاولوا تفسير ما يحدث بالفعل.

وفي المنطقة المالية، قال بعض المشاركين في اليوم التالي إن "يوم أمس كان يوما بخلاف أي وقت مضى عليهم من قبل"، بحسب نيويورك تايمز.

وتابع الرئيس الأمريكي ريجان وقتها هذا التراجع في السوق بقلق لكنه لم يأمر بوقف التداول في البورصة الأمريكية، بينما ألقى القادة الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي باللوم على سياسات الإدارة الأمريكية وحثوا الرئيس على قبول حزمة تخفيض العجز تشمل زيادات ضريبية.

هل يتكرر الإثنين الأسود؟

بعد ثلاثين عاما من الإثنين الأسود، قال روبرت شيلر أستاذ الاقتصاد بجامعة ييل الأمريكية، وأحد ثلاثة حصلوا على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2013، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم الخميس، إنه سيكون من المريح الاعتقاد بأن ذلك لا يمكن أن يحدث مرة أخرى.

وأشار إلى أن "الاعتقاد بعدم تكرر هذا اليوم هو صحيح فقط في معناه الضيق، حيث أن التغير التنظيمي والتكنولوجي جعل تكرار هذا اليوم الرهيب بدقة أمرا مستحيلا".

وأضاف أنه مع ذلك مازلنا معرضين للخطر، لأن كارثة السوق كانت عبارة عن تدفق جماعي بدأ من خلال العدوى الفيروسية، وهذا النوع من الذعر يمكن أن يحدث بالتأكيد مرة أخرى.

وأشار الباحث إلى أن استنتاجه استند إلى بحثه الخاص، حيث حصل على جائزة نوبل عن عمله حول تأثر السوق بعلم النفس الاجتماعي.

كما قالت صحيفة فيننشال تايمز في تقرير لها أول أمس، إن "الظروف الحالية تتشابه مع الأجواء التي سبقت الإثنين الأسود وهو ما قد ينذر بتكرار هذا اليوم".

وفي محاولة من روبرت شيلر لفهم ما حدث أرسل الباحث آلاف الاستبيانات للمستثمرين في الأيام التالية لانهيار الإثنين الأسود، حيث استنتج في مقاله بنيويورك تايمز أن هناك تشابها كبيرا بين حادث انهيار السوق في 1987 والذعر الذي حدث في 28 أغسطس 2016 بمطار لوس أنجلوس الدولي الأمريكي.

وقال إن الناس في المطار كانوا يعتقدون خطأ أنهم في في خطر كبير، فالتقارير الكاذبة عن إطلاق النار في المطار - في حقبة وقع فيها حوادث إطلاق النار في حشود كبيرة بالفعل - أثارت فزع الناس وجعلتهم يركضون نحو مخارج المطار، وعلى إثر هذا الذعر ركض آخرون أيضا.

وذكر أن اللجنة التي شكلها الرئيس ريجان ربطت الحادث بأسباب مثل ارتفاع العجز التجاري للسلع في تلك الحقبة، وباقتراح الضرائب التي جعلت بعض الاستحواذات على الشركات أقل احتمالا.

وأشار إلى أن نظام التأمين على المحفظة ألقي عليه الكثير من اللوم، والذي يسبب البيع التلقائي لعقود الأسهم الآجلة عندما تنخفض الأسعار، ويؤدي بشكل غير مباشر إلى بيع الأسهم نفسها، ومن شأن ذلك أن يحمي البائع ولكنه يؤدي إلى تفاقم انخفاض الأسعار.

وأوضح أن اللجنة وجدت أن التأمين على المحفظة كان يمثل مبيعات كبيرة في الإثنين الأسود، ولكن اللجنة لم تكن تعرف كم من هذا البيع كان سيحدث في شكل مختلف إذا كان التأمين على المحفظة لم يخترع قط.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان