تقرير دولي: 13% من سكان العالم مازالوا يعيشون في فقر مدقع
كتب - محمد مكاوي:
أطلق بان كي مون الأمين العام لمنظمة لأمم المتحدة، أول تقرير حول أهداف التنمية المستدامة، والذي يحدد الوضع العالمي في بداية المسيرة الجماعية في تنفيذ خطة 2030 للتنمية المستدامة، ويسلط الضوء على التحديات الحاسمة أمام تحقيق هذه الأهداف.
ووفقًا لبيان للأمم المتحدة اليوم الأربعاء تلقى مصراوي نسخة منه، قال بان كي مون بمناسبة إطلاق التقرير، إنه "من الأهمية بمكان أن نبدأ التنفيذ ونحن ندرك أهمية هذه الفرصة والغرض منها، وذلك على أساس تقييم دقيق للوضع العالمي الراهن".
وأشار التقرير إلى أنه لا يزال 13 بالمئة من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع، ويتضور 800 مليون شخص من الجوع، ويعيش 2.4 مليار نسمة دون خدمات جيدة للصرف الصحي.
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن أهداف التنمية المستدامة، التي أقرها بالإجماع زعماء العالم في مقر الأمم المتحدة في سبتمبر 2015، تمثل خطة عالمية جريئة وطموحة للقضاء على الفقر وعدم المساواة ومعالجة قضية تغير المناخ.
ونوهت إلى أن هذه الأهداف عالمية وتشكل دعوة إلى العمل للبلدان المتقدمة والنامية على السواء، وكذلك لجميع الشعوب كي تحشد الجهود من أجل ضمان التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والاستدامة البيئية في جميع أنحاء العالم.
ويقدم هذا التقرير الأولي لمحة عامة عن الأهداف الـ 17 من خلال استخدام البيانات المتاحة حاليًا لتسليط الضوء على بعض الثغرات والتحديات الكبيرة.
ورغم أنه لم يتم إطلاق الأهداف سوى قبل سبعة أشهر، وهي مدة قصيرة لوضع تقييم وافٍ للتقدم المحرز، إلا أن التقرير يبحث في الاتجاهات المرصودة على مدى السنوات الماضية في بعض المجالات، فضلاً عن الثغرات القائمة في التصدي للتحديات العالمية، ويقدم صورة واضحة لما هو مطلوب من أجل تحقيق هذه الأهداف وضمان عدم تخلف أي أحد عن الركب.
ولفت البيان إلى أن أهداف التنمية المستدامة تبني على ما تحقق من نجاحات في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، والتي أفرزت "أنجح حملة في التاريخ لمكافحة الفقر خلال الفترة 2000-2015".
ووفقًا لتقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2016، انخفضت نسبة سكان العالم الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع بأكثر من النصف بين عامي 2002 و2012.
وانخفضت نسبة الأطفال الذين يعانون من التقزم تحت سن الخامسة من 33 بالمئة عام 2000 إلى 24 بالمئة عام 2014، وفي الفترة ما بين عامي 1990 و2015، انخفض المعدل العالمي لوفيات الأمهات بنسبة 44 بالمئة، ومعدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة بأكثر من النصف.
ونوه التقرير إلى أنه في عام 2015، أصبح 6.6 مليار نسمة، أو 91 بالمئة من سكان العالم، يستخدمون مصادر أفضل لمياه الشرب، مقارنة بنسبة 82 بالمئة عام 2000.
وبلغ مجموع المساعدات الإنمائية الرسمية 131.6 مليار دولار في عام 2015، وبذلك ارتفعت القيمة الحقيقية لهذه المساعدات بنسبة 6.9 بالمئة عن عام 2014، وهو ما يمثل أعلى مستوى وصلت إليه من أي وقت مضى.
وأشار التقرير إلى أنه مع ذلك، يتعين بذل المزيد من الجهود إذا أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ففي حين انخفضت نسبة الفقر إلى النصف، كان لا يزال واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم يعيش في فقر مدقع في عام 2012، ويقدر أن 5.9 مليون طفل دون سن الخامسة قد توفوا في عام 2015، معظمهم لأسباب يمكن الوقاية منها، وتوفيت 216 امرأة أثناء الولادة لكل 100 ألف ولادة حية.
وفي عام 2013، كان 59 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي خارج المدارس، و26 بالمئة من النساء الذين تتراوح أعمارهن بين 20 و24 أبلغن عن زواجهن قبل بلوغهن سن 18.
وفي عام 2015، كان حوالي 663 مليون نسمة لا يزالون يستخدمون مصادر مياه دون المستوى أو يستخدمون مياه سطحية، وفي عام 2012، كان 1.1 مليار نسمة لا يزالون محرومين من هذه الخدمة الضرورية.
وفي مناسبة إطلاق التقرير، قال وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وو هونغ بو، إن "عدم ترك أي أحد خلفنا هو أحد المبادئ العامة لخطة 2030. ويوضح هذا التقرير الأول أن ثمار التنمية لا تشمل الجميع".
وأكد التقرير أن العديد من المجموعات السكانية لا تزال تعيش في مشقة كبيرة، وأن عدم المساواة الجسيم في الدخل هو أحد أكبر التحديات، وتشير بعض بيانات التقرير إلى أن احتمالات توقف نمو أطفال الأسر الأشد فقراً هي أكثر من ضعف هذه الاحتمالات بالنسبة لأقرانهم الأغنياء، وبلغ معدل البطالة بين الشباب ثلاثة أضعاف المعدل بالنسبة للبالغين.
ومع ذلك، هناك ندرة في البيانات المفصلة - كما حددتها خطة 2030 - التي تتناول جميع الفئات الضعيفة بما في ذلك الأطفال والشباب والأشخاص ذوو الإعاقة والذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية وكبار السن والسكان الأصليون واللاجئون والمشردون داخلياً والمهاجرون.
فيديو قد يعجبك: