مايجب معرفته قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة
القاهرة (مصراوي)
بحلول السابع عشر من يونيو سوف يُفصح البنك المركزي الأمريكي، بنك الاحتياطي الفيدرالي، عن قراره الأخير بشأن أسعار الفائدة. في بداية هذا العام كان من المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في يونيو، ولكن هذه التوقعات قد تراجعت، وأصبح الاحتمال القائم الآن أن يكون أول ارتفاعٍ في أسعار الفائدة في شهر ديسمبر.
على الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يقوم بإجراء أية تغييرات خلال هذا الاجتماع، إلا أن المتداولين سوف يركزون على تصريحات رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين، وفيما يلي نستعرض ثلاثة أشياء مرتقبة:
قد يُلمح بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الميعاد المتوقع لأولى إجراءات رفع أسعار الفائدة. إذا بدت التلميحات مائلة إلى معسكر الحمائم فمن المتوقع أن تتراجع توقعات السوق إلى الربع الأول من عام 2016، أما إذا كانت التلميحات تميل إلى معسكر الصقور، فسوف تعود توقعات رفع أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل إلى دائرة الضوء من جديد.
هل لا يزال البنك الاحتياطي الفيدرالي على استعداد لرفع أسعارالفائدة على الرغم من أن سقوط الناتج المحلي للربع الأول من السنة في المنطقة السلبية ،بالإضافة إلى ضعف ضغط التضخم؟
أمازال اعتقاد بنك الاحتياطي الفيدرالي قائماًبأن الأسواق مازالت حذرة جداً بشأن توقع الزيادة على أساس 100 نقطة ،تقريباً أربعة مراحل لرفع أسعار الفائدة،خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة؟
قد تؤثر هذه المعلومات بشكل كبير على الأسواق المالية. ستة أعوام من ثبات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة عند 0%، ما يعني أنارتفاع أسعار واحد، حتى ولو كان ارتفاع صغير، قد يُقلل رغبة المتداولين في المخاطرة حيث أن المتداولين سوف يحرصون على الانضباط في نظام جديد يتوقعون فيه أن تزيد أسعار الفائدة في المستقبل.
بنك الاحتياطي الفيدرالي والميل للمخاطرة:
على نحوٍ تقليدي، إذا ارتفعت أسعار الفائدة فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار، عوائد الخزانة، بالإضافة إلى البيع السريعللأسهم، لذا فإن أي تنويه من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في هذا الاجتماع عن أي ارتفاع مجدول لأسعار الفائدة سوف يؤدي إلى تقلب الأسواق بشكل كبير نحو الارتفاع. فيما يلي سوف نستعرض التأثير المتوقع على الذهب والنفط.
الذهب: لقد كان عام 2015 عاماً صعباً بالنسبةللمعدن الأصفر، ويقترب بسرعة نحو قاعدة نطاقه مؤخراً عند 1.170 دولار. إذا أعلنبنك الاحتياطي الفيدرالي عن أية استراتيجيات خاصةبرفع أسعار الفائدة في هذا الاجتماع فإننا سوف نرى انخفاضاً دون المستوى السابق في سعر الذهب قد يصل إلى 1.150 دولار ثم 1.132 دولار – وهو الانخفاض القياسي منذ يوليو 2014. من المؤكد أن زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة سوف تؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار، وبما أن سعر الذهب مقترن بالدولار فإن ذلك سوف يؤثر سلباً على سعر المعدن الثمين، وبالتالي فإن النصف الثاني من عام 2015 سوف تكون بمثابةفترة شاقة لأسواق الذهب.
النفط: غالباً ما تنخفض أسعار السلع بارتفاع أسعار الدولار، فإذا كانت تصريحات بنك الاحتياطي الفيدراليمائلة إلى معسكر الصقور بشأن أسعار الفائدة في الاجتماع المنعقد في يونيو المقبل، فإن ذلك حتماً سوف يؤثر سلباً على أسعار النفط. بعد انهيار أسعار النفط في العام الماضي كان حجمتجارة النفط في أضيق الحدود خلال الأشهر الأخيرة، حيث تراوح سعر برميل خام البرنت بين 50 – 60 دولار حتى أبريل الماضي. إذا صرح بنك الاحتياطي الفيدرالي بارتفاع أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، فإننا قد نرى قفزة في أسعار النفط خلال الأشهر القليلة القادمة،مع 60 دولار للبرميل ومستوى كبير من المقاومة. على الجانب السلبي،قد يُمثل سعر النفط عند أدنى مستوى له خلال 12 شهراً الماضية عند 45.19 دولار لخام برنت مستوى دعم قوي.
الخلاصة:
على الرغم من أنه ليس من المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات أسعار الفائدة في هذا الاجتماع، إلا أن السوق سوف يعمل على تحليل كل كلمة تلقيها رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين في حالة التنويه عن جدول زمني لرفع أسعار الفائدة. نتوقع أن يُسهم هذا الاجتماع في خلق نوع من التقلبات السوقية، ونظراً لحساسية سوق السلع للتغيرات في قيمة الدولار الأمريكي، نتوقع تأثيراً كبيراً لقوة الدولار على أسعار الذهب والنفط خلال الأسابيع القادمة.
مُقَدَمة من: المحللين الاقتصاديين في سيتي إندكس.
هذه المادة مدفوعة الأجر
فيديو قد يعجبك: