خبير اقتصادي يصف مشروع العاصمة الجديدة بأنه "حلم يستحيل تحقيقه"
كتبت - سهر هاني:
تعددت أراء خبراء الاقتصاد في العالم حول مشروع العاصمة الجديدة لمصر الذي كان قد تم الإعلان عنه خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي الذي أقيم في مطلع الأسبوع الماضي بشرم الشيخ بين متفائل ومتشائم.
وطبقًا لتقرير نُشر بموقع "CNBC" المعني بالشئون الاقتصادية، شهد المشروع الذي يأمل المسئولون أن يتم الانتهاء منه في فترة أقل من 7 سنوات العديد من الآراء المؤيدة والمناهضة له.
وقال محمد الدهشان الخبير الاقتصادي وزميل غير مقيم بمعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، "في هذا المشروع سوف نجد أنفسنا مع مجموعة من ناطحات السحاب في الصحراء، وكل هذا نتيجة خطط الحكومة المبالغ بها التي لا تؤدي في أغلب الأشياء إلى نتيجة"، واصفًا المشروع بأنه مثل الحلم مستحيل التحقيق.
وأكد الخبير الاقتصادي أنه يأمل أن يكون مخطئًا في توقعاته الخاصة بالمشروع، مشيرًا إلى أنه كان يُفضل أن تستثمر الحكومة تلك الأموال الطائلة في إعادة تأهيل البنية التحتية المتحللة في العاصمة الحالية والسعي لجعلها مدينة أكثر ملائمة للعيش.
ومن جانبه، وصف سيفن ريتشر العضو المنتدب ورئيس الأسواق الحدودية في مؤسسة "Renaissance Asset Managers" المشروع بالطَموح، مؤكدًا أن هناك عددًا من هذا النوع من التطورات والمشاريع في جميع أنحاء العالم وعلى مر الزمن تصبح أكثر نجاحًا.
وتابع ريتشر "أن مشروع العاصمة سيكون بمثابة ركلة البداية نتيجة لقرار نقل المؤسسات الحكومية إليها، ويمكن أيضًا أن توفر بضعة عقود من الإنفاق على البنية التحتية دعمًا للاقتصاد المصري".
"إلا أن الجزء الأصعب في العاصمة الجديدة، سيتمثل في التمويل الضخم الذي سيحتاجه المشروع الذي سيمتد لعدة سنوات وسيتماشى مع توقعات النمو في مصر، وأنا اعتقد أن هذا المشروع سيكون ناجحًا لكنني لا أعرف متى سيمكن البدء في تنفيذه" بحسب ريتشر.
وأوضحت زينب كوسيريسجلو المحللة الاقتصادية في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنه كان من المهم أن يتم تمويل هذا المشروع بواسطة الاستثمار الخاص وخاصة من بلاد الخليج أفضل من الاعتماد على ميزانية الدولة.
وأشارت زينب إلى أن الاستثمار الخاص سيجنب المشروع جزئيًا من التأخيرات المحتملة وغيرها من نقاط الضعف المرتبطة بارتفاع عجز الميزانية والدين العام في مصر.
ولفتت زينب إلى أنهم سوف يتابعون المشروع ما إذا كان من الممكن جذب التمويل الكافي للحفاظ على استمراره، بالإضافة لمتابعة التغييرات العالمية مثل أسعار النفط والأوضاع الأمنية في مصر وتأثيرها على الموعد النهائي للانتهاء من العاصمة.
وكان المسئولون المصريون قد أعلنوا عن مشروع العاصمة الجديدة في المؤتمر الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضي، والتي من المقرر أن تتمكن من احتواء نحو 5 ملايين ساكن بمساحة 700 كيلو متر مربع لتشكل امتداداً طبيعياً لمنطقة شرق القاهرة، كما أنها ستوفر أكثر من 1.5 مليون فرصة عمل جديدة بعد استكمالها.
وطبقًا لمصطفي مدبولي وزير الإسكان، سوف تتضمن العاصمة أحياء سكنية لجميع فئات المجتمع المصري، كما ستمثل نقطة مركزية للتوظيف، وستكون متنوعة حقًا مما يسمح لمصر بدخول عصر جديد.
وستتكلف المرحلة الأولى من المشروع حوالي 45 مليار دولار لتستغرق 7 سنوات، وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلى 300 مليار دولار - بحسب محمد العبار رجل الأعمال الإماراتي ورئيس شركة " capital city limited inc" المسئولة عن تنفيذ المشروع بالشراكة مع الجانب المصري.
فيديو قد يعجبك: