NBC: وقف المساعدات الأمريكية لمصر إجراء ''شكلي ويهدد إسرائيل''
كتبت - سهر هاني:
أكد تقرير صحفي أمريكي أن الولايات المتحدة الامريكية لن تستطيع أن تقوم بقطع أو تقليل المعونة العسكرية لمصر برغم مطالبات الكونجرس الأمريكي، وذلك لعدة اسباب داخلية وخارجية.
ويقول التقرير الذي نشرته شبكة '' إن بي سي '' الأمريكية أن عضوي الحزب الجمهوري الأمريكي '' جون ماكين '' و '' ليندسي جراهام '' قد طالبوا أوباما بوقف المعونة الأمريكية لمصر حتى يكون ذلك إعلانًا واضحًا وصريحًا للقيادة المصرية الحالية برفضهم للعنف ومدى رغبتهم في منع مصر من الانزلاق في طريق الحرب الأهلية – بحسب التقرير -.
وأكد العديد من المحللين المتخصصين بالشرق الاوسط أنه من المرجح أن تكون العقوبة التي ستقوم واشنطن بفرضها ضد الجيش المصري '' شكلية وبلا معنى'' - طبقا للتقرير-.
ويشير فاروق الباز العالم المصري الذي يعمل بجامعة بوسطن الامريكية إلى أن المعونة التي تقدمها أمريكا للجيش المصري بقيمة 1.3 مليار دولار لا تذهب في الحقيقة للجيش المصري، وانما يتم وضعها في حساب بنكي في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل شراء أسلحة امريكية للجيش المصري، مضيفا '' أن مصر تعتمد كليا على الأسلحة الأمريكية وهو الوضع المستمر منذ عام 1979 منذ اتفاقية كامب ديفيد التي ارست السلام مع اسرائيل'' .
ويضيف أستاذ الاقتصاد بجامعة دنفر الأمريكية الدكتور ''محمد أكثم'' ، أن المساعدات الأمريكية لمصر يعاد تدوريها والاستفادة منها لصالح واشنطن، مؤكدا أن هذه المعونة هي ما يطلق عليها '' المعونة المشروطة ''، والتي تنص على أن الدولة المستقبلة للمعونة لابد وأن تنفقها من خلال الدولة المتبرعة.
ويتابع '' محمد اكثم'' أن المنح التي تقدر بـ 12 مليار دولار التي قدمتها الدول العربية لمصر حتى الآن غيرت ''اللعبة'' لصالح مصر على الاقل في الفترة القليلة القادمة، وقرار واشنطن بوقف المعونة أصبح لا معنى خاصة وأن مصر لديها الآن '' حبل نجاة'' إلى جانب انحياز '' إسرائيل'' لموقف مصر، وبعيدا عن اتفاق إسرائيل مع مصر حاليا فإن ادارة أوباما لديها من المشاكل السياسية المحلية ما يجعل اتخاذ قرار مثل إلغاء المعونة الموجهة إلى مصر أمر في غاية الصعوبة.
ويضيف التقرير أن المشاكل المترتبة على قطع المعونة الأمريكية لن تكون اقتصادية فقط، بل انها ستتعلق باتفاقية ''كامب ديفيد'' التي سيعد قطع المعونة عن مصر اخلالا بأحد موادها وإضرارًا بمصالح العديد من الدول وخاصة '' إسرائيل''.
ويقول '' بيت مور'' أحد المتخصصين في شئون الشرق الأوسط، أن مصر والولايات المتحدة الأمريكية تجمعهم عددًا من الاتفاقيات الأمنية والسياسية التي تتعلق بالاستخبارات والتكنولوجيا، والتي اصبحت هامة بالنسبة لواشنطن خاصة منذ أحداث 11 سبتمبر .
وأضاف ''مور'' أن تهديدات قطع المساعدات الأمريكية عن مصر لن تكون سوي اجراءات شكلية فقط، وحتى إن كان هناك انقطاع في المساعدات فستكون غير مؤثرة، خاصة وأن دول الخليج قد قامت بضخ حوالي 12 مليار دولار لمصر منذ بداية الأحداث – وهى تعتبر حليف اخر لأمريكا غير اسرائيل يريد الاستقرار في المنطقة وتحذر من الحزب التابع للرئيس السابق محمد مرسي وجماعته -.
وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، قد اعلن أن العالم العربي والإسلامي ملئ بالقدرات والأشخاص الذين على أتم استعداد أن يقدموا يد المساعدة لمصر بغض النظر عن تهديدات بعض الدول الأخرى بوقف مساعداتهم لمصر.
وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين متهمة بشكل كبير بالمساهمة في حرق ما يزيد عن حرق 50 كنيسة مصرية في الفترة القليلة الماضية، وبرغم تعارض عقيدتهم مع عديد من سياسات أوباما مثل '' إعطاء الشواذ الحق في التصويت '' وغيرها، إلا أن توقف المساعدة في الوقت الحالي عقب تولي المؤسسة العسكرية إدارة البلاد بدلا من الاسلاميين سيضع البيت الابيض في وضع سئ للغاية يجعله مضطر أن يجيب '' لماذا استمر في تقديم المساعدات المالية أثناء حكم الإسلاميين برغم اختلاف سياساتهم، بينما يريد وقفها عندما تولى من ليس لديه أي نية لتنفيذ '' الأجندة الاسلامية '' .
فيديو قد يعجبك: