إعلان

مرافعة النيابة العامة في قضية مقتل ابن سفير سابق داخل شقته بالشيخ زايد- فيديو

04:37 م السبت 18 يناير 2025

المستشار إيهاب العوضي

كتب- صابر المحلاوي:

نشرت النيابة العامة، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جانب من مرافعة النيابة العامة في القضية رقم 4410 لسنة 2024 جنايات أول الشيخ زايد، والتي راح ضحيتها نجل سفير سابق.

كانت قد أجلت محكمة جنايات الجيزة، محاكمة طالبين وعامل على خلفية اتهامهم بقتل ابن سفير مصري سابق بإحدى الدول، داخل مسكنه بمدينة الشيخ زايد، بغرض سرقة شقته السكنية وسيارته، إلى جلسة 12 فبراير المقبل لسماع مرافعة الدفاع.

وعلى منصة القضاء، وقف المستشار إيهاب العوضي، رئيس نيابة أول وثان الشيخ زايد، ممثلًا للادعاء، ملقيًا مرافعته طالبًا توقيع أقصى العقوبة على المتهمين لبشاعة جرمهم وتطبيق القصاص منهم لما ارتكبوه.

وتضمنت مرافعة النيابة ما يلي:

بسم الله الحكم العدل شديد العقاب ذي الطول القائل عن شأنه:

"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ...".

القضية المطروحة أمام عدلكم اليوم تطل فيها الجريمة بأقبح صورها وأفجر ملامحها النكراء، كأنما الدنيا قد خلت من أمن وأمان، تأخذنا من عصرنا لتحط بنا بأول الزمان، يوم لم يكن لغير القوي مكان، حيث لا قانون ولا أخلاق ولا إيمان، حيث لا حرمة لعرض ولا بيت ولا إنسان. والعجب كل العجب أن ما حدث قد وقع بزماننا، لا بذاك الزمان.

ما سأقصه عليكم هي وقائع قضية اكتنفتها أوراقنا وبدفاترنا قيدت، وليست أقصوصة من أقاصيص التاريخ أو أسطورة من أساطير الظلام. هؤلاء الماثلون بين القضبان البالية ما انفكوا بالأمس القريب طلقاء بين الخلائق الآمنة، متجردين من كل قيمة عرفتها الإنسانية، مترفعين عما جبل عليه قلب الإنسان من رحمة.

ولا أتحامل عليهم إذ أقول إن البشرية في تاريخها الطويل وعهدها السحيق قلما تعرف رجالًا كهؤلاء في بلادة إحساسهم وقساوة قلبهم وإصرارهم على طريق الخطيئة والفشل. المتهمون من فئة الأغرار المفتونين التي طاشت أحلامهم وعميت بصائرهم وقلوبهم، فلم يروا من النور إلا ظلامًا، ومن الخير إلا شرًا، ومن وجوب الحفاظ على النظام والقانون إلا استعبادًا ورقًا.

اليوم نقف أمام عدلكم لنروي قصة عمرو جلال بسيوني الذي كان يحمل في قلبه أحلامًا وطموحات لا حدود لها. قُتل من لم يستوف سن الشباب، عاش حياته محبًا لمن حوله، محبًا لأسرته وأصدقائه.

ذلك الشاب الذي لم أكن أعرفه من قبل، ولكن عرفته من خلال التحقيقات. تبينت صفاته الحميدة في العيون الباكية وتلك الوجوه العابسة التي كانت تنم عما في نفوسهم من حزن وأسى. حتى لقد كان كل منهم يرى المصاب مصابه والفقيد فقيده، فأبوا أن يذهب هذا الشاب إلى داره الأخيرة إلا محمولًا على أعناقهم. فهو لم يعد بيننا اليوم، قُطفت روحه ظلمًا، ضحية لآثام لا تليق بالبشرية.

قضية اليوم أبطالها ثلاثة "الطمع الفشل والحقد" أما عن الجناة فهم كذلك: يوسف ومارك، شابان بلغا كل منهما من العمر ثمانية عشر عامًا أو يزيد. الفرض فيهما أنهما طالبين للعلم، باحثين عن تحقيق الذات، بحُسبان أنهما طالبين بالجامعة. تراجعت طموحاتهما الباهتة وانحدرت أحلامهما إلى هاوية من الرغبات المريضة، لم يأبها سوى بتحقيق حلم الثراء السريع ولو على حساب حياة إنسان. صفات تلاقت، فتخبطا في عالم من الجرائم والأسرار، فجعلوا حياتهما حكاية من الدمار.

أما إبراهيم، فهو شاب لم تروضه الحياة. تسللت إلى قلبه نيران الطمع والدناءة فصار عبدًا للمادة بمنتهى البلادة. نشأ في بيئة متواضعة، لم ير سوى مكسب قريب أو منفعة عابرة. حين سنحت له الفرصة، لم يتردد في إخفاء الدليل، ثم استحضر كل مكر لمحاولة لإخفاء القتيل. اندفع بجشعه نحو الهاوية.

الطمع والجشع والخداع منهاج هؤلاء الذين قد حادوا عن الطريق المستقيم، واتخذوا مسلكًا ليس بالقويم. استحوذت عليهم صفات الحقد والجشع وهم في مقتبل حياتهم، وقادهم ذلك إلى ارتكاب الجرائم جريمة تلو الأخرى.

رغم ذلك، عجزوا عن كبح جماح رغباتهم المسمومة، واستبد بهم شيطانهم، وعصف بهم الجشع الذي سلب منهم دينهم ويقينهم. فأعماهم وسقطوا في بئرٍ من الإثم ينهلون منه حتى الثمالة. فقد حمل عليهم شيطانهم فأعمى بصيرتهم وبدد حياتهم، وسولت لهم أنفسهم بما حيلت عليه من خسة ودناءة وسوء النشأة وفساد التربية أن يقتلوا ويتحولوا لذئاب بشرية تتربص للفتك بالأمنين.

وأحالت جهات التحقيق بنيابة الشيخ زايد الجزئية، المتهمين الثلاثة إلى محكمة الجنايات العاجلة، على خلفية اتهامهم بقتل نجل دبلوماسي سابق بغرض سرقة مسكنه وسيارته والتخلص من الجثمان لإخفاء معالم جريمتهم.

وأدلى الطالبان بقتل نجل دبلوماسي سابق - سفير مصر السابق- باعترافات تفصيلية أمام جهات التحقيق، وأقرا بأنهما صعدا إلى سطح عقار جريمة الشيخ زايد، وتمكنا من الدخول إلى شرفة مسكن ضحية الشيخ زايد، ولدى مشاهدتهما الضحية تعديا عليه بصاعق كهربائي وطعنه بسلاح أبيض، ليسقط قتيلا.

تلقى قسم شرطة أول الشيخ زايد بمديرية أمن الجيزة، بلاغا بالعثور على جثة موظف بإحدى الشركات بالخارج، وبه إصابات عبارة عن طعنات وجروح متفرقه بالجسم) داخل مسكنه بدائرة القسم، وبسؤال والده قرر بأن نجله المتوفى يعمل بالخارج وفى إجازة منذ شهر ويقيم بمفرده.

أسفرت جهود قطاع الأمن العام بمشاركة مديرية أمن الجيزة، عن تحديد وضبط مرتكبي الواقعة بمكان اختبائهما بمحافظة البحيرة، وتبين أنهما طالبان، مقيمان بذات العنوان، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة على النحو المشار إليه في الشيخ زايد.

ووجهت النيابة العامة للمتهمين الأول والثاني ارتكاب جريمة القتل العمد المقترن بالسرقة بالإكراه، فيما نسبت للثالث معاونتهما في التصرف في المسروقات التي استوليا عليها من مسكن المجني عليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان