إعلان

حكايات عقار "شبرا مصر".. الموت والنجاة بين الركام

11:53 ص الجمعة 13 سبتمبر 2024

كتب - رمضان يونس:

وسط ركام منزل منهار في شارع الباشا بحي شبرا مصر، وقفت "أم ندى" مستندة على حاجز حديدي وضعته قوات الأمن، تتوسل إلى ابنتها المدفونة تحت الأنقاض، قائلة: "قومي يا ندى.. اطلعي". كانت تنتظر بفارغ الصبر أن تنقذ فرق الإنقاذ ابنتها، لكنها كانت تعلم أن الأمور قد تكون أسوأ مما تتخيل.

في التاسعة إلا ربع مساءً، وبعد انتهاء المصلين من صلاة العشاء، سمعت "أم محمد"، القاطنة بالطابق الأرضي، دوي انفجار هائل. فزع السكان، وانتشر غبار كثيف في أرجاء الحي. سارعت "أم محمد" وزوجها إلى الجيران، وسط حالة من الذعر والغموض: "الدنيا كانت ضلمة، مفيش حد شايف حاجة".

حاول الأهالي مساعدة بعضهم في إزالة الأنقاض وإنقاذ من تبقى، ولكن الكتل الخرسانية كانت ثقيلة والإمكانات ضعيفة. وصلت فرق الدفاع المدني بسرعة، معززة بآليات رفع الحطام لتسهيل عمليات الإنقاذ.

بعد ساعة من الانهيار، انتشلت فرق الإنقاذ أول جثتين لفتاتين شقيقتين " ندى ونادين". تم نقل الجثتين إلى مشرحة مستشفى شبرا لانتظار قرار النيابة وتحديد أسباب الوفاة. كانت الأجواء مليئة بالحزن والانتظار القاتل.

استمرت عمليات الإنقاذ لعدة ساعات. في الثانية عشر ونصف بعد منتصف الليل، أسفر عن صدمة أخرى حيث تم انتشال جثة الطفلة كيان من تحت الأنقاض. عندما رأت الجدة جثمان حفيدتها، انهارت غير قادرة على استيعاب الفاجعة. هرعت خلف سيارة الإسعاف، تصرخ: "يا كيان.. يا كيان".

في مستشفى شبرا، حاول الأطباء إنعاش "كيان" ولكن دون جدوى. أعلن الطبيب وفاتها، تاركًا الأم في حالة انهيار، تصرخ: " بناتي ماتوا.. مش هشوفهم تاني".

الجيران تبادلوا روايات متعددة عن أسباب الانهيار، مشيرين إلى أن مالك العقار المجاور كان قد هدم منزله قبل شهر ليعيد بناءه. يعتقد بعضهم أن هذه الأعمال قد تكون السبب وراء الحادث.

فرضت الأجهزة الأمنية طوقًا حول موقع الحادث، وتم تكليف لجنة هندسية لمعاينة العقار ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء الانهيار.

وكانت قد استخرجت قوات الدفاع المدني 3 جثث ونقلت مصابًا إلى المستشفى بعد انهيار منزل في شبرا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان