أسرار 120 دقيقة كشفت لغز حرق سيدة وجنينها في صحراء أكتوبر
كتب - محمد شعبان:
120 دقيقة احتاجها ضباط مباحث قسم ثالث أكتوبر لفك طلاسم اختفاء ربة منزل. حنكة ودهاء رجال المباحث مع تحركات على الأرض كانت مفتاح حل جريمة بشعة اقترفها بائع في حق زوجته الحامل. لم يكتف بقتلها بل أحرقها وجنينها دون رحمة.
داخل مكتبه بالطابق العلوي، يفحص المقدم هاني عماد رئيس مباحث قسم ثالث أكتوبر، أوراق قضية قيد الفحص يتخللها جولات عبر الهاتف للاطمئنان على الحالة الأمنية بالمدينة. صوت طرق الباب قطع تركيزه ليخبره الطارق "راجل وست عايزين يقابلوا حضرتك".
بوجه شاحب ودموع غالبت عيون صاحبيها، جلس مسن وزوجته بعدما فشلت مساعي بحثهما عن ابنتهما. 6 أيام من البحث وطرق أبواب النجاة لم تجد نفعًا فجاء الخيار الأخير للأبوين "قسم الشرطة".
بصوت متحشرج بالكاد يُسمع، أفاد الشاكيان باختفاء ابنتهما "30 سنة" واتصالهما بها تليفونيا لكن دون جدوى فتوجها إلى مسكنها للاطمئنان عليها إلا أن زوجها أخذ في مماطلتهما مؤكدين "مش عايزين حاجة غير نعرف هي عايشة ولا ماتت ندفنها".
بثقة وهدوء شديدين ربت رئيس المباحث على كتف الأب المكلوم مطمئنًا إياه بأنه لن تغيب شمس هذا اليوم حتى يخبرهما بما جرى لفلذة كبدهم.
فريق بحث شكله العميد عمرو البرعي رئيس مباحث قطاع أكتوبر، قاده العقيد مجدي موسى مفتش فرقة حدائق أكتوبر بالتنسيق مع قسم المساعدات الفنية.
خطة محكمة عكف على تطبيقها ضباط وحدة مباحث قسم ثالث اكتوبر تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير المباحث، تركزت على فحص علاقات الضحية بزوجها والوقوف على آخر مشاهدات لها مع تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمنزلها.
ساعتان من البحث والتحريات الدقيقين تشكلت بفضلها صورة كاملة أمام الضباط. اتجخت أصابع الاتهام إلى تورط الزوج في اختفاء رفيقة دربه فت ضبطه عقب تقنين الإجراءات.
بهدوء وثقة ناقش ضباط الشرطة الزوج الذي تضاربت رواياته فضلا عن إدلائه بخط سير خاطئ، فاستشهد بشهود روية زعم مشاهدتهم له وزوجته لكن المفاجأة جاءت بتكذيبهم له "كان لوحده" لتنتهي رحلة مراوغته بالاعتراف تفصيليا بجريمته بعد زيجة استمرت 10 سنوات كُللت بطفل "8 سنوات" وجنين مات حرقًا داخل أحشاء أمه.
داخل مسكنهما بمدينة السادس من أكتوبر، دبَّ خلاف بين بائع خضروات وزوجته التي تصغره بثمان سنوات. اعترضت الثلاثينية على رغبة بعلها الزواج للمرة الثالثة دون أن تدري ما ستؤول إليه الأمور في النهاية.
اعترضت الزوجة الثانية على ما يجول في عقل زوجها لاسيما أنها حامل في شهرها الثالث لتخبره بأنها ستعود إلى منزل أسرتها فما كان منه إلا عاجلها بضرب قوية بقطعة حديدية لتنتهي المشاجرة على هذا.
خلد الزوجان إلى النوم على أمل استقبال صباح جديد يحمل الخير لهما لكن شروق الشمس أعلن مفاجأة غير سارة. طال نوم الزوجة حتى اكتشف رفيقها وفاتها متأثرة بإصابتها التي ألحقها بها في المساء.
بجوار الجثة، جلس ذو الـ38 سنة يبحث السبيل للخروج من مأزق قد يقوده إلى "طبلية عشماوي". دقائق من الصمت حاول معها إيجاد حل حتى خلُص إلى لف جثة زوجته في بطانية ووضعها داخل تروسيكل قيادته مصطحبا نجله.
على أطراف المدينة شاسعة المساحة طلب الابن من والده التوقف لقضاء حاجته فأشار عليه إلى مكان بعيد. سرعان ما تخلص الزوج من الجثة ليغادر بعدها.
في الطريق، فطن المتهم إلى خطأه وخوفه من تعرف الشرطة على جثة القتيلة ومن ثم كشف المستور. فعاد مسرعا إلى مكان تخلصه من الجثمان وسكب كمية من البنزين -تحصل عليها من التروسيكل- على جثة زوجته ليضرم النار فيها ويغادر ظنًا أن الصحراء ستبقي على سره للأبد لكن حنكة الشرطة أوقعته في شر أعماله.
مأمورية اسطحب المتهم إلى مكان تخلصه من الجثة، وعُرض بعدها على النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات تمهيدًا لإحالته للمحاكمة الجنائية العاجلة.
فيديو قد يعجبك: