وداع قاس في حضرة الأبناء والأخت.. حكاية النهاية لرب أسرة فقد شغف الحياة
كتب - محمد شعبان:
تعاطي مستمر لسموم أهلكت جسده ومن قبله حالته النفسية التي باتت أسيرة جرعة المخدرات لتمنحه سعادة زائفة وهروب مخادع من واقع مرير لم يحرك ساكنًا لتغييره كل ذلك كان كفيلا بإقدام رب أسرة على الرحيل منتحرًا.
أسفل عقار سكني بمنطقة منشأة البكاري الواقعة بنطاق حي الهرم غرب الجيزة تجمع الجيران من كلب حدب وصوب على وقع صراخ سيدة ومن قبله ارتطام جسم صلب بالأرض.
الفاجعة كانت سيدة المشهد. تفترش سيدة الأرض محتضنة جثة أخيها "ليه عملت كده؟" قبل أن تصل قوة أمنية وفق تعليمات العميد علي عبد الرحمن رئيس مباحث قطاع الغرب ومن قبلها سيارة إسعاف ورجال الأدلة الجنائية.
كردون أمني فرضته قوات الشرطة تحت إشراف العقيد هاني الحسيني مفتش مباحث الهرم؛ لتسهيل مهمة رجال البحث الجنائي في جمع التحريات والوقوف على ملابسات الواقعة كاملة والتأكد من وجود شبهة جنائة من عدمه.
تحريات الرائد أحمد عصام رئيس مباحث الهرم ومعاونه الرائد محمد سعودي أزاحت الستار عن كواليس ما جرى في شقة الطابق الرابع ومن قبلها مأساة رب أسرة بمركز البدرشين جنوب المحافظة.
حياة قاسية عاشها ذو الأربعون عامًا بفعل إدمانه للمخدرات لترتفع حدة خلافاته الزوجية مع "أم العيال" لتقرر إنهاء حياتهما الزوجية التي كللت بأربع أطفال "مش قادرة أعيش معاك.. المخدرات دمرتنا ودمرتك" ليصبح مضطرًا للعب دور الأب والأم في آن واحد.
معاناة رب الأسرة المفككة ازدادت سوءا بفقدانه المأوى ليرحل مؤقتًا إلى أخته بمنشأة البكاري حتى تتبدل الأحوال ويمتلك أموال تعينه على توفير مسكن جديد لكن تكالب الظروف الصعبة اوقعته فريسة لأفكار غير سوية عنوانها الاكتئاب ليقرر الرحيل منتحرًا. قفز الأب من شرفة شقة أخته بالطابق الرابع على مراى ومسمع أبنائه في مشهد لن تمح ذكراه المشؤومة أبد الدهر.
وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.
كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102. وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
فيديو قد يعجبك: