"احنا مباحث".. كيف استولت عصابة الشرطة المزيفة على 500 ألف من تاجري كرداسة؟
كتب- محمد شعبان:
الواحدة صباح الخميس الماضي، عاد "محمد" وشقيقه "محمود" للتو من الخارج بعد مشاهدة مباراة المنتخب المصري أمام نظيره السوداني في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة بالكاميرون. همَّ تاجرا النباتات الزراعية "مشتل" لتناول الطعام قبل أخذ قسط من النوم لكن صوت طرق الباب حال دون ذلك معلنا سيناريو صادم لقاطني المنزل.
أسرعت الأم لفتح الباب ليخبرها الطارق بصوت جهوري "احنا مباحث" تلاه دخول 8 أفراد يتوسطهم شخص طويل القامة بشارب مميز يمسك بجهاز لاسلكي بيده تاركين سائق الميكروباص بالخارج.
اقترب الضابط المزعوم من أحد التاجرين قائلاً: "احنا مراقبينك، انت روحت المنوفية امبارح ليه، تعرف واحد اسمه هيثم؟" قبل أن يرتفع صوته "هاتوا العيال دي غموا عنيهم وكتفوهم" قبل أن يخبر الأم "احنا رايحين المركز يبقى تعالي تيجي لهم هناك يا حاجة".
في الطريق إلى القسم المزعوم، وجه الضابط حديثه لأحد التاجرين "خد تليفونك وبكرة هنكلمك"وأمر بتركهما بالطريق الأبيض ليكتشف التاجرين لدى عودتهما بسرقة حقيبة بداخلها 500 ألف جنيه كانا بصدد شراء قطعة أرض زراعية في اليوم التالي.
تلقى العميد عمرو البرعي رئيس مباحث قطاع أكتوبر إشارة من مأمور مركز كرداسة بتلقيه بلاغ من تاجرين بأن قوة أمنية اصطحبتهما عنوة داخل ميكروباص وتركتهما بالطريق الأبيض واكتشافهما اختفاء حقيبة بداخلها نصف مليون جنيه بعد عودتهما.
خطة محكمة أعدها العقيد علي عبد الكريم مفتش فرقة شمال أكتوبر، تركزت على فحص كاميرات المراقبة وخطوط السير المحتملة لمرتكبي الواقعة فضلا عن مناقشة مقدمي البلاغ لتحديد أوصاف المتهمين.
عمل متناغم وسمفونية مميزة لفريق بحث رفيع المستوى ترأسه العقيد علي عبد الكريم على مدار الساعة حرص عناصره على الاهتمام بكل جزئية مهما بلغت تنسيقا مع قطاع المساعدات الفنية.
في أقل من 72 ساعة، توصلت تحريات المباحث تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة إلى أن العقل المدبر للواقعة "عديل" أحد التاجرين بالاتفاق مع 10 آخرين.
عقب تقنين الإجراءات استهدفت مأموريات المتهمين وتمكن الرائد معتصم رزق رئيس مباحث كرداسة ومعاونيه الرائدين أحمد فايز وعبد الرحيم الرفاعي من ضبطهم وإعادة المبلغ المسروق.
تحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء علاء فاروق مدير أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: