سجود على حافة النهر وفرحة على بعد 8 كيلو.. كواليس انتشال جثمان "شروق" آخر ضحايا المعدية

كتب - محمد شعبان:

7 أيام لم تذق فيها أسرة آخر ضحايا حادث معدية منشأة القناطر حافة النهر شاخصة أبصارهم صور شريان الحياة في انتظار لحظة تثلج صدور أنهكتها آلام الفقد بعد الفراق. ما بين ساجد وراكع ورافع لأكف الضراعة الكل يطلب الغوث.

مع شروق شمس الاثنين، وصل فريق إنقاذ نهري "الضفادع البشرية" لاستئناف عمليات البحث عن جثمان الطفلة بسنت ياسر محمد وشهرتها "شروق".

ثمة شعور راود عناصر الفريق بأن هذا اليوم سيحمل خبرا سارا لهم وذوي الطفلة المفقودة. انطلقوا لتمشيط مجرى نهر النيل غير عابئين بصقيع ينهش في الأجساد أملا في انتشال جثمان ذات الـ 13 ربيعا.

على بعد 8 كيلو مترات من موقع الحادث، تحديدا بمنطقة أبو غالب عثرت قوات الإنقاذ النهري على جثمان الطفلة ليسجد أهلها شكرا لله ويتنفس رجال الشرطة بفرقة شمال أكتوبر ومباحث منشأة القناطر الصعداء بعد أسبوع قد يكون الأصعب منذ بداية العام الجديد.

مع وصول الجثمان إلى اليابسة، تم نقلها بسيارة إسعاف إلى المشرحة تمهيدا للتصريح بالدفن. قدم رجال المباحث بقيادة العقيد علي عبد الكريم والمقدم إكرامي البطران خالص التعازي لأسرة الطفلة داعين الله أن يلهمهم وأسر باقي الضحايا الصبر والسلوان.

البداية تعود إلى تلقي النيابة العامة إخطار بغرق سيارة نقل بمياه نهر النيل ناحية قرية القطا بمنشأة القناطر، وكان على متنها أربعة وعشرون عاملًا ما بين أطفال وبالغين.

كان العمال في طريق عودتهم من مزرعة يعملون بها فصعد قائد السيارة معبر غير مرخص فوق مياه النهر (معديَّة) ولم يتمكن من السيطرة على السيارة فسقطت بالمياه.

ألقت الشرطة القبض على قائد السيارة وثلاثة من العاملين بالمعبر غير المرخص، كما تم ضبط مالكه.