"ده أخويا".. صدمة شاب أثناء استخراج جثمان شقيقه في حادث معدية منشأة القناطر
كتب - محمد شعبان:
مع شروق شمس الثلاثاء الماضي، همَّ رجال الإنقاذ النهري لاستئناف أعمال البحث وتمشيط قاع نهر النيل؛ لانتشال جثامين المفقودين في حادث سقوط سيارة ربع نقل تقل عمالا من أعلى معدية غير مرخصة بقرية القطا مركز منشأة القناطر.
ظهور رجال الضفادع البشرية بعث الأمل داخل أهالي الضحايا الذين انحصرت طموحاتهم في "عايزين الأمانة ندفنها والنار اللي في قلبنا تبرد".
يصطف العشرات من أهالي القرية يتقدمهم الصيادون لتقديم يد العون إلى فرق الإنقاذ من جهة والشرطة والنيابة العامة من أخرى بينما يحتمى رجال الإسعاف داخل كبائن سياراتهم من صقيع يطبق على الأجواء منذ الأمسية الأولى للحادث؛ انتظارا لاستخراج جثامين الضحايا ونقلها إلى المشرحة.
داخل أحد لنشات الإنقاذ رافق شاب القوات محدثًا إياهم "حاسس هلاقي أخويا النهاردة". لم تمر سوى ساعات قليلة حتى تحقق حديث الشاب.
"ايوا دا أخويا" صرخ الشاب والدموع تغالب عيناه ليهم في رفع جثمان شقيقه محمد صبري سالم صاحب الـ19 سنة، ومن ثم نقله إلى المشرحة تمهيدًا لإنهاء إجراءات الدفن.
هدأت نار شقيق محمد وأسرته لكن ثوران بركان أهالي الطفلة المفقودة "شروق" لم يهدأ بعد وسط دعوات الحاضرين باستخراج جثمان الطفلة ورجاء ذويها "يارب مش عايزين حاجة غير ندفنها ونترحم عليها".
تلقت النيابة العامة الاثنين الماضي إخطارًا بغرق سيارة نقل بمياه نهر النيل ناحية قرية القطا بمنشأة القناطر، وكان على متنها أربعة وعشرون عاملًا ما بين أطفال وبالغين.
كان العمال في طريق عودتهم من مزرعة يعملون بها فصعد قائد السيارة معبر غير مرخص فوق مياه النهر (معديَّة) ولم يتمكن من السيطرة على السيارة فسقطت بالمياه.
أسفر الحادث عن وفاة اثنيْن من مستقليها، وفَقْد ثمانية آخرين مازال البحث عنهم جاريًا، بينما انتُشِل أربعة عشر أحياء.
قوات الشرطة بقيادة العقيد علي عبد الكريم مفتش فرقة شمال أكتوبر، والمقدم إكرامي البطران رئيس مباحث منشأة القناطر، ألقت القبض على قائد السيارة وثلاثة من العاملين بالمعبر غير المرخص، وجارٍ ضبط مالكه.
فريق من النيابة العامة انتقل إلى موقع الحادث لمعاينته ومناظرة الجثمانيْن، واستدعت النيابة العامة الناجين لسماع شهادتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: