إعلان

"فقدت أعز ما تملك".. حكاية صبي قتل فرحة جارته بحملها في أكتوبر

07:57 م الثلاثاء 28 سبتمبر 2021

حكاية صبي قتل فرحة جارته بحملها في أكتوبر

كتب - محمد شعبان:

في الطابق العلوي لعقار بحي الفردوس بنطاق مدينة السادس من أكتوبر كانت السعادة تغمر صاحبة الشقة، أيام بل ساعات تفصلها عن استقبال مولودها. لم تدر بأن جديد غير سار سيطرأ على السيناريو ناصع البياض فيحوله إلى أحمر بلون الدم.

بالطابق الأرضي داخل شقة بالكاد يدفع قيمة إيجارها الشهري جلس صبي يفصله عام عن بلوغ السن القانونية يبحث أحواله المادية قبل الاجتماعية يفتش في دفاتره أملًا في إيجاد الخلاص سائلًا نفسه كيف السبيل إلى تجاوز تلك الأوضاع.

سكون معتاد بالمدينة تبعد 38 كيلو مترا عن وسط القاهرة، صمت منح صاحب الـ17 ربيعا فكرة شيطانية بينما يطل من شرفة شقته بالطابق الأرضي.

وقعت عيناه على نافذة مفتوحة تخص جارته الحامل في شهرها التاسع. تذكر أنها بمفردها في ظل سفر زوجها ليرسم خطة سريعة تمنحه الفرصة للتسلل وسرقة ما يستطيع على حمله.

جرت الأمور كما خطط لها حتى تنامى إلى مسامع السيدة صوت "خرفشة" أثار انتباهها لتبدأ رحلة البحث عن مصدره. رحلة كادت تكلفها حياتها لكنها خسرت "أعز ما تملك".

بينما يفتش الصبي الأدراج بحثا عن أموال وجد أمامه صاحبة المنزل. تسمرت قدماه في موضعها كما لو أصيب بشلل مؤقت لكنه سرعان ما استعاد وعيه متداركا الأمر قبل أن تطلق السيدة صرخات استغاثة بالجيران.

ارتكب جريمة مؤسفة عاد بعدها إلى نقطة الانطلاق مختبئا بشقته دون سرقة شئ يذكر في انتظار ما ستسفر عنه الأمور لاحقا.

دقائق قليلة كانت كفيلة بارتفاع أصوات الصراخ. تجمع سكان العقار رقم 32 والوحدات المجاورة. الكل هرع إلى مصدر الصرخات ليعثروا على جارتهم تفترش الأرض، تسيل الدماء من بطنها "إسعاف بسرعة يا جماعة".

نُقلت السيدة إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي، تم إدخالها غرفة العمليات دون انتظار فعامل الوقت سيكون الفيصل في نجاتها خاصة مع فقدها لكمية كبيرة من الدماء.

خارج باب العناية، رفع مرافقوها أكف الضراعة سائلين الله أن يكتب النجاة لجارتهم البشوشة. بعد مضي وقت ليس بالطويل خرجت ممرضة بثلاثة أخبار اثنان منها شكلا صدمة للمتلقين "الجنين مات وهنضطر نعمل استئصال للطحال" بينما جاء الخبر السار الوحيد "هتعيش بإذن الله".

خارج أسوار المستشفى وتحديدا قسم ثالث أكتوبر تلقى مأمور القسم إشارة من الخدمات المعينة بالمستشفى بوصول ربة منزل مصابة بطعنات بالجسم فقدت على إثرها جنينها قبل مجيئه للدنيا بأيام.

"الموضوع دا مش هيخرج عن العمارة نفسها" هكذا جاء تحليل العقيد محمد ربيع مفتش مباحث فرقة حدائق أكتوبر لضباط المباحث فور إخطاره بالمعلومات الأولية.

خطة محكمة وضعها المقدم هاني عماد رئيس مباحث ثالث أكتوبر لفك طلاسم تلك الواقعة موجها معاونيه "حق الست والجنين اللي مات لازم ييجي النهاردة.. ماحدش هيروح بيته إلا لما نضبط الجاني".

كلمات حماسية منحت الضباط دفعة قوية لإنجاز مهمتهم. اهتم كل منهم بإتمام البند الموكل إليه من سماع أقوال الجيران وفحص قاطني العقار محل الواقعة ومراجعة كاميرات المراقبة تنسيقا مع الأمن الإداري للمدينة.

3 ساعات فقط احتاجها الرائد فريد معاذ معاون أول قسم ثالث أكتوبر لتحديد هوية الجاني والإجابة على السؤال الأهم "مذا حدث للسيدة المغلوبة على أمرها؟".

أثبتت التحريات تورط جارها عامل "17 سنة" الذي تسلل إلى مسكنها محاولا سرقتها مستغلا إقامتها بمفردها لكن حظه العثر حال دون نجاح خطته. اكتشفت السيدة أمره فعاجلها بـ6 طعنات، 3 منها نافذة في البطن وهرب دون سرقة شيء.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة تمكن النقيب محمد غراب معاون المباحث من ضبط المتهم مختبئا داخل شقته وأرشد عن أداة الجريمة، واقتياده إلى القسم بينما ترقد المصابة في غرفة العناية المركزة.

أمام اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة أقر المتهم بفعلته "ربنا يكفيك شر الخوف يا باشا" مضيفا "خوفت تبلغ عني لأنها عرفاني فضربتها بالسكينة" مختتما حديثه "افتكرتها ماتت لكن سمعت الجيران بيقولوا عاشت".

تحرر المحضر اللازم بالواقعة وأحاله اللواء رجب عبد العال مدير أمن الجيزة إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان