"جحيم المنشية".. ملحمة الـ180 دقيقة في حريق برج ميدان الساعة (صور)
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
كتب - محمد شعبان:
الواحدة والنصف صباح أمس الخميس، أخمد رجال الإطفاء حريقا شبّ في سوبر ماركت بمنطقة الطالبية. أتم القوات مهتمتها بنجاح لتبدأ رحلة العودة إلى مقر الإدارة بمنطقة بين السرايات لأخذ قسط من الراحة لكن ثمة جديد طرأ تبدلت معه أحداث السيناريو المنشود.
الثانية إلا الربع صباحا تلقى مسؤول غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة إشارة من شرطة النجدة بتصاعد أدخنة كثيفة من محال تجارية أسفل برج سكني بميدان الساعة بمنطقة المنشية التابعة لحي الهرم.
لم يكد يصل اللواء علاء السعيد مقر الإدارة حتى تلقى توجيها سريعا من اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، بسرعة التوجه إلى الحريق بقوة مبدئية ضمت 6 سيارات إطفاء بمشاركة المقدم هيثم فؤاد وملازم أول باسم إيهاب.
مع وصول القوات، بدت الأجواء صعبة مع تصاعد كثيف للأدخنة مصحوبة بارتفاع ألسنة اللهب. اكتست السماء باللونين الأحمر والأسود.
تبين بالفحص أن البرج مكون من (أرضي + 12 طابقا) ملك "مصطفى. س." 31 سنة. كما يضم البرج معرضا للسجاد على مساحة 250 مترًا، أما الدور الأرضي يضم محل صغير تابع للمعرض ومحل سوبر ماركت ولعب أطفال وآخر يجوارهما محلين لبيع الهواتف والأدوات المنزلية.
أيقن رجال الدفاع المدني أنهم بصدد أمسية غير عادية في حضرة هذا الجحيم. قرار سريع اتخذه اللواء هشام صادق بطلب الدعم ليصل عدد سيارات الإطفاء إلى 15 فضلا عن خزاني مياه استراتيجيين سعة 35 طنا الأول من القاهرة والثاني من القليوبية.
تحديات وصعوبات عدة جابهتها قوات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق. أولى المشكلات جاءت مع صعوبة اقتحام البرج الذي يضم مدخل صغير بسلم داخلي يقود إلى معرض السجاد على مساحة 250 مترا في الطابق العلوي.
الأمر لم يتوقف عند هذا، صاحب المعرض أعد تشوينات خارجية من السجاد بالواجهة شكلت "صدادة منعت وصول المياه للداخل".
مع استمرار تصاعد الأدخنة فوجئ رجال الإطفاء بقاطني الطوابق الأربعة الأخيرة يلوحون بكشافات هواتفهم المحمولة طلبا للنجدة رغم حديث الأهالي في البداية عن مغادرة السكان للبرج فور اندلاع الحريق.
على الفور، أمر رئيس الإنقاذ بمد السلم الهيدروليكي لإنزال المواطنين إلا أن رجل الإنقاذ فوجئ برفض السكان "لا مش هنط في السلم.. خلينا على الأرض أحسن".
حينها قرر قائد أطقم الدفاع المدني استخدام السلم الهيدروليكي في عملية الإطفاء مع إنزال تشوينات السجاد باستخدام "شوكة" ومن ثم اقتحام المكان والسيطرة على الحريق فجرا، وتنفيذ عملية التبريد لمدة ساعة أصيب خلالها عدد من رجال الإطفاء بحالات اختناق وتم إسعافهم سريعا وعودتهم للعمل.
استغرق الأمر نحو 3 ساعات للسيطرة على الحريق؛ بسبب المادة الأساسية لتصنيع السجاد "بولي بروبلين" التي تتحلل بفعل الحرارة وتتحول إلى مادة بترولية.
المعاينة أشارت إلى أن الحريق بدأ في أحد المحال الصغيرة بالطابق الأرضي وامتد إلى معرض السجاد على مساحة 250 مترا (بمثابة مخزن).
أسفر الحريق عن تفحم المعرض الأساسي ومحل تابع له بالأسفل بالإضافة إلى محل لبيع لعب الأطفال وسوبر ماركت مجاور فيما تم منع امتداد النيران إلى الوحدات السكنية ومحل هواتف وآخر للأدوات المنزلية.
تضاربت الأقوال حول شرارة البدء للحري، شهود عيان حضروا اللحظات الاولى للحريق أفادوا باندلاع النيران بالسوبر ماركت وأخرون رجحوا نشوبها بمعرض السجاد أولا.
أوصت لجنة المنشآت الأيلة للسقوط بمحافظة الجيزة بضرورة إخلاء البرج من قاطنيه حرصا على سلامتهم. كما تم انتداب لجنة من كلية الهندسة بجامعة القاهرة لبيان مدى تضرر العقار بالحريق وتأثيره على السلامة الإنشائية للعقار والعقارات المحيطة وإعداد تقرير تفصيلى بذلك باتخاذ ما يلزم للحفاظ على حياة المارة والسكان.
فيديو قد يعجبك: