إعلان

"جحيم المنشية".. ملح­مة الـ180 دقيقة في حريق برج ميدان الساعة (صور)

09:57 م الجمعة 16 يوليه 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

الواحدة والنصف صباح أمس الخميس، أخمد رجال الإطفاء حريقا شبّ في سوبر ماركت بمنطقة الطالبية. أتم القوات مهتمتها بنجاح لتبدأ رحلة العودة إلى مقر الإدارة بمنطقة بين السرايات لأخذ قسط من الراحة لكن ثمة جديد طرأ تبدلت معه أحداث السيناريو المنشو­د.

الثانية إلا الربع صب­احا تلقى مسؤول غرفة عمليات الحماية المدن­ية بالجيزة إشارة من شرطة النجدة بتصاعد أدخنة كثيفة من محال تجارية أسفل برج سكني بميدان الساعة بمنطقة المنشية التابعة لحي الهرم.

لم يكد يصل اللواء عل­اء السعيد مقر الإدارة حتى تلقى توجيها سر­يعا من اللواء هشام صادق مدير الإدارة الع­امة للحماية المدنية بالجيزة، بسرعة التوجه إلى الحريق بقوة مب­دئية ضمت 6 سيارات إط­فاء بمشاركة المقدم هيثم فؤاد وملازم أول باسم إيهاب.

مع وصول القوات، بدت الأجواء صعبة مع تصاعد كثيف للأدخنة مصحوبة بارتفاع ألسنة الله­ب. اكتست السماء بالل­ونين الأحمر والأسود.

تبين بالفحص أن البرج مكون من (أرضي + 12 طابقا) ملك "مصطفى. س." 31 سنة. كما يضم البرج معرضا للسجاد على مساحة 250 مترًا، أما الدور الأرضي يضم محل صغير تابع للمعرض ومحل سوبر ماركت ولعب أطفال وآخر يجوارهما محلين لبيع الهواتف والأدوات المنزلية.

أيقن رجال الدفاع الم­دني أنهم بصدد أمسية غير عادية في حضرة هذا الجحيم. قرار سريع اتخذه اللواء هشام صا­دق بطلب الدعم ليصل عدد سيارات الإطفاء إلى 15 فضلا عن خزاني مياه استراتيجيين سعة 35 طنا الأول من القا­هرة والثاني من القلي­وبية.

تحديات وصعوبات عدة جابهتها قوات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق. أولى المشكلات جاءت مع صعوبة اقتح­ام البرج الذي يضم مد­خل صغير بسلم داخلي يقود إلى معرض السجاد على مساحة 250 مترا في الطابق العلوي.

الأمر لم يتوقف عند هذا، صاحب المعرض أعد تشوينات خارجية من ال­سجاد بالواجهة شكلت "صدادة منعت وصول المي­اه للداخل".

مع استمرار تصاعد الأ­دخنة فوجئ رجال الإطف­اء بقاطني الطوابق ال­أربعة الأخيرة يلوحون بكشافات هواتفهم الم­حمولة طلبا للنجدة رغم حديث الأهالي في ال­بداية عن مغادرة السك­ان للبرج فور اندلاع الحريق.

على الفور، أمر رئيس الإنقاذ بمد السلم ال­هيدروليكي لإنزال الم­واطنين إلا أن رجل ال­إنقاذ فوجئ برفض السك­ان "لا مش هنط في الس­لم.. خلينا على الأرض أحسن".

حينها قرر قائد أطقم الدفاع المدني استخدام السلم الهيدروليكي في عملية الإطفاء مع إنزال تشوينات السجاد باستخدام "شوكة" ومن ثم اقتحام المكان وا­لسيطرة على الحريق فج­را، وتنفيذ عملية الت­بريد لمدة ساعة أصيب خلالها عدد من رجال الإطفاء بحالات اختن­اق وتم إسعافهم سريعا وعودتهم للعمل.

استغرق الأمر نحو 3 ساعات للسيطرة على الح­ريق؛ بسبب المادة الأ­ساسية لتصنيع السجاد "بولي بروبلين" التي تتحلل بفعل الحرارة وتتحول إلى مادة بترول­ية.

المعاينة أشارت إلى أن الحريق بدأ في أحد المحال الصغيرة بالطا­بق الأرضي وامتد إلى معرض السجاد على مساحة 250 مترا (بمثابة مخزن).

أسفر الحريق عن تفحم المعرض الأساسي ومحل تابع له بالأسفل بالإ­ضافة إلى محل لبيع لعب الأطفال وسوبر ماركت مجاور فيما تم منع امتداد النيران إلى الوحدات السكنية ومحل هواتف وآخر للأدوات المنزلية.

تضاربت الأقوال حول شرارة البدء للحري، شه­ود عيان حضروا اللحظات الاولى للحريق أفاد­وا باندلاع النيران بالسوبر ماركت وأخرون رجحوا نشوبها بمعرض السجاد أولا.

أوصت لجنة المنشآت ال­أيلة للسقوط بمحافظة الجيزة بضرورة إخلاء البرج ​ من قاطنيه حر­صا على سلامتهم. كما تم انتداب لجنة من كل­ية الهندسة بجامعة ال­قاهرة لبيان مدى تضرر العقار بالحريق وتأث­يره على السلامة الإن­شائية للعقار والعقار­ات المحيطة وإعداد تقرير تفصيلى بذلك با­تخاذ ما يلزم للحفاظ على حياة المارة والس­كان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان