إعلان

"كنا عايزين نسيطر".. كيف انتهت 3 أيام بلطجة بمقتل صاحب كبابجي الفقير بطلقة في الرأس؟

05:30 م الأحد 21 فبراير 2021

صورة جثة أرشيفية

كتب - محمد شعبان:

مطلع الأسبوع قبل الماضي حطت قدما "أ" وشقيقاه المزارع الواقعة بطريق الواحات. استهدف الثلاثة فرض إتاوات على أصحاب تلك المزارع بدعوى تولي أعمال الحراسة؛ بحثا عن تحقيق ثروة طائلة في غضون فترة وجيزة دون تكبد مشقة العمل الجاد. لم تمر سوى 3 أيام حتى تصدر "أ" ورفيقاه المشهد.

مساء الاثنين قبل الماضي تبدلت الأجواء داخل أروقة قسم ثان أكتوبر. حادث إطلاق نار أسقط قتيلاً بات حديث الساعة. كيف لا والمجني عليه الحاج حماده الفققير صاحب سلسلة محلات كبابجي الفقير.

للوهلة الأولى سادت حالة من اللغط والتخبط بين بعض وسائل الإعلام. تناقل البعض خبرًا يشير إلى أن الضحية هو "صبحي كابر" مالك مطعم المشويات الشهير الأمر الذي أحدث ضجة أثارت غضب قيادات وزارة القبضة الحديدية لتناقل معلومات خاطئة.

في ذلك التوقيت، عاين رجال الشرطة مسرح الجريمة. مزرعة أشجار موالح بطريق الواحات ملك القتيل صاحب الـ70 سنة، وعثر على جثته بها طلقة بالرأس.

بالانتقال إلى ديوان عام مديرية أمن الجيزة، يتابع اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث آخر المستجدات. خط اتصال على مدار الساعة حاول المدير الوقوف على سير عملية البحث؛ لتحديد وضبط الجناة.

على أطراف مدينة 6 أكتوبر، وتحديدا الطابق العلوي بقسم ثان أكتوبر، عقد العميد علاء فتحي رئيس القطاع اجتماع مغلق؛ لمراجعة الخطوط العريضة لخطة البحث انتهاء بتوزيع الأدوار على عناصر فريق البحث.

انتشر رجال الشرطة في أرجاء المزرعة محل الواقعة بحثا عن كاميرات مراقبة قد تمنحهم طرف خيط يقودهم إلى الجناة لكن دون جدوى.

الخيار الثاني جاء بمناقشة العاملين في مزرعة الحاج حماده والمزارع المحيطة بها. أوصاف تقريبية أدلى بها أحدهم "في وشوش غريبة في المنطقة بقالهم يومين تلاتة".

أمسك العقيد فوزي عامر مفتش قطاع أكتوبر، بتلك المعلومة موجهًا بتكثيف التحريات وتمشيط خطوط الهروب المحتملة للمتهمين مع الاستعانة بمصادر المعلومات السرية خاصة قاطني الظهير الصحراوي لدرايتهم بشعابها.

48 ساعة من البحث كتبت بداة سقوط المتهمين. تحريات المقدم إسلام سمير رئيس مباحث ثان أكتوبر، ومعاونه النقيب أحمد راضي توصلت إلى أن المتهم الرئيسي عاطل يدعى "أ"، يبلغ من العمر 25 سنة، تعاقد واثنين من أشقائه على حراسة موقع تحت الإنشاء بذات المنطقة.

تواصل الأشقاء الثلاثة مع المجنى عليه؛ لإجباره على الاتفاق معهم لحراسة أراضه. توجه أحدهم لمزرعته رفقة أربعه عاطلين آخرين مستقلين سيارة جيب بدون لوحات، وطلبوا من الضحية حراسة مزرعته مقابل مبلغ مالي إلا أنه رفض.

مشادة كلامية تطورت لمشاجرة أطلق على إثرها المجني عليه عيارين ناريين في الهواء من طبنجة "مُرخصة"، فأطلق "أ" تجاهه عيارًا ناريًا -من سلاح كان بحوزته- أحدث إصابته التي أودت بحياته، واستولوا على الطبنجة الخاصة به، ولاذوا بالهرب.

عاد الهدوء إلى مقر فريق البحث، التقط الجميع أنفاسه مع اقتراب إسدال الستار على القضية التي أضحت حديث الساعة متصدرة محركات البحث لاسيما منصات التواصل الاجتماعي.

الخطوة الأخيرة سجلت تناغمًا شرطيًا بين ضباط إدارة البحث الجنائي تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير. استهدفت مأموريات مشتركة من فرقتي أكتوبر والجنوب المتهمين الخمسة في توقيت واحد وأمكن ضبطهم في أماكن اختبائهم بمراكز العياط، البدرشين والصف وبحوزتهم ثلاث بنادق آلية و30 طلقة من ذات العيار والسيارة المستخدمة، وإعادة طبنجة القتيل و10 طلقات.

"المأموريات نجحت يا فندم" بهذه العبارة زفَّ قائد فريق البحث الخبر السار لمدير المباحث، مشيرًا إلى أنه جار استجواب المتهمين قبل عرضهم على النيابة العامة.

وقال المتهم الرئيسي "يا بيه احنا مكملناش 3 أيام في المنطقة.. كنا عايزين نسيطر" مختتما اعترافاته "الراجل دا -حماده الفقير- دماغه ناشفة.. عمره انتهى كده".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان